باكو حليف مخادع للكيان الصهيوني
إن قضية زيادة وجود النظام الصهيوني في منطقة القوقاز عن طريق جمهورية أذربيجان قد أشير له مرات عديدة من قبل بلدان الجوار كأرمينيا، كما وجهت الجمهورية الإسلامية الإيرانية التحذيرات الجدية في هذا الشأن، بأن وجود إسرائيل سيزعزع أمن هذه المنطقة.
وفي هذا السياق أكد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا في لقاء مع نظيره التركي : "إن وجود الصهاينة في القوقاز تهديد خطير للسلام والاستقرار وأحد تبعات أزمة القوقاز هو وضع موضع قدم للكيان الصهيوني في هذه المنطقة. وأشار أيضًا: "أينما وطأت أقدام الصهاينة لن يحصل من وارئهم سوى انعدام الأمن وخلق الأزمات". لذلك فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحذر جميع الأطراف للتصرف بذكاء و حنكة ضد سلوك النظام الإسرائيلي المزيف وعدم فتح الباب أمام النظام الصهيوني ليضع أقدامه على القوقاز والمناطق الأخرى.
على الرغم من هذه التعليقات، وافق البرلمان الأذربيجاني في نوفمبر 2022 على خطة لفتح سفارة في تل أبيب والتي كانت نقطة تحول في تطور العلاقات الثنائية. وبعد بضعة أسابيع أعلنت باكو أن نائب وزير التربية والتعليم هو أول سفير للبلاد في إسرائيل. وبعد مرور بعض الوقت استضاف وزير خارجية أذربيجان وفداً دبلوماسياً إسرائيلياً بما في ذلك سفراء هذا النظام في المنطقة. يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن تعزيز العلاقات الدبلوماسية هو أحد ثمار جهود تل أبيب الجديدة لتقوية وتوسيع العلاقات مع دول آسيا الوسطى والقوقاز. و تقع المناطق الغنية بالطاقة الواقعة بين إيران وتركيا وروسيا والصين وشبه القارة الهندية على مفترق طرق جغرافي رئيسي يربط أوروبا والشرق الأوسط بالشرق الأقصى. المصالح الإسرائيلية في هذا المجال تشمل أربعة أمور: 1. القرب من حدود إيران. 2. بيع الأسلحة. 3- الإرهاب. 4- الوصول الآمن إلى الطاقة.
وفي هذا السياق أشار عضو البرلمان الأذربيجاني رامين محمدوف في مقابلة مع صحيفة تايمز أوف إسرائيل: "في الماضي رفضت باكو فتح السفارة بسبب تهديدات من إيران في خضم التوترات الشديدة التي أحاطت بالحرب مع أرمينيا، لكن باكو لم تعد تهتم لمواقف إيران بشأن تعميق علاقاتها مع إسرائيل. وهذا يدل على أنه لا توجد عقبة أمام الدولتين ولا يمكن أن تكون دول أخرى عقبة أمام هاتين الدولتين.
في رسالة أخيرة أرسلتها مجموعة الصداقة البرلمانية الأذربيجانية إلى الكنيست (برلمان إسرائيل) تم التأكيد على دعم إسرائيل لباكو في حرب ناغورنو كاراباخ الثانية في عام 2020 وفي ذات الوقت رحب ممثلو أذربيجان بالعلاقة والثقة العميقة بين الشعبين".
كان دعم إسرائيل الملموس لأذربيجان في حرب كاراباخ من خلال تأمين الأسلحة. إسرائيل هي أحد الموردين الرئيسيين للأسلحة لأذربيجان. ووفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ، فقد وفرت إسرائيل 69٪ من إجمالي واردات باكو من الأسلحة في الفترة من 2016 إلى 2020 ، وهو ما يشكل 17٪ من صادرات أسلحة النظام في تلك الفترة.
في هذا الشأن، أعلن علياف في عام 2016 أن بلاده اشترت 4.85 مليار دولار من المعدات الدفاعية من الحكومة الإسرائيلية، لكن إسرائيل لم تؤكد هذا الرقم أبداً، واستمرارًا لهذه السياسات بثت محطة التلفزيون الدولية i24NEWS برنامجًا في 27 كانون الثاني (يناير). حيث أشادت إسرائيل بالعلاقات العسكرية بين أذربيجان وإسرائيل. وقيلَ في هذا البرنامج أن إسرائيل تتزود ب 40٪ من وقودها الأحفوري من أذربيجان، وفي المقابل يسمح لهذا البلد بإمكانية الوصول إلى منتجات التكنولوجيا الإسرائيلية. وتعتبر هذه القضية من القضايا الإستراتيجية وبالتالي من الضروري لإسرائيل الحفاظ على العلاقات مع أذربيجان وتحسينها.
حسب النقاط المذكورة سابقاً، من المتوقع أن تتطور العلاقات بين باكو وتل أبيب. لأن حاجة كلاهما لبعضهما البعض على أعلى مستوى. أذربيجان بحاجة إلى إظهار أن لديها دعم سياسي وعسكري كبير في عملية الاستيلاء على كاراباخ ومقاطعة سيونيك. وفي هذا السياق فإن امتلاك إسرائيل لتكنولوجيا أمن المعلومات يمكن أن يمنح باكو قدرة أعلى في ساحة المعركة، وهو ما لا تملكه يريفان. لذلك من خلال الإعلان عن تعزيز العلاقات السياسية لمستوى فتح سفارة، فبهذا السلطات الأذربيجانية رسالة إلى أرمينيا مفادها أن قدرتها العسكرية يمكن أن تزداد بمرور الوقت. في غضون ذلك تحتاج إسرائيل إلى أذربيجان للاقتراب من حدود إيران. لذلك هناك مصالح مشتركة كبيرة بين أذربيجان وإسرائيل ستسرع من زيادة العلاقات بينهما. النقطة المهمة هي أن هذه العلاقات تحظى بموافقة تركيا وروسيا وحتى الولايات المتحدة ولكل منها أسبابها الخاصة.
النقطة المهمة هي أن القوقاز هي الورقة الوحيدة الرابحة بيد الكيان الصهيوني هذه الأيام، حتى عندما يواجه الكيان الصهيوني مشاكل داخلية كثيرة، ويمكن أن يكون التوتر المتزايد بين أذربيجان وإيران فرصة للنظام الصهيوني، خاصة في المجال الأمني. لكن الحقيقة هي أن الموقع الجغرافي لأذربيجان على حدود إيران جعلها حليفًا مخادعًا لإسرائيل لأن باكو تعلم جيدًا أن أي نشاط مشبوه ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن يمر دون رد.
حکیمه زعیم باشی