المسلمون والمسيحيون: الإحتلال نحو الزوال ولايفهم إلّا لغة المقاومة

ابريل 13, 2023 - 07:44
ابريل 13, 2023 - 07:47
المسلمون والمسيحيون: الإحتلال نحو الزوال ولايفهم إلّا لغة المقاومة

أُقيمت ندوات تحضيرية لمؤتمر “القدس ميراث مشترك بين الأديان” الدولي بالتعاون الإعلامي مع صحیفة الوفاق وألقى المحاضرون من مختلف الأديان والجنسيات كلماتهم ونقلوا إلى المخاطبين تجاربهم النضالية مع الكيان الصهيوني المؤقت والبعض تحدّثوا عن ما قاموا به من الأنشطة التوعوية.

لاشجر ولابشر يسلم من شرّ الإحتلال

قال الشيخ طه القطاني والذي إستشهدت إبنته “أشرقت القطناني” في عام 2015 على أيدي القوات الصهيونية ولم تمرّ إلا ساعات على لحظة إستشهادها حتى إتصل سماحة السيد حسن نصرالله به وعزّاه: من كلّ فلسطين التي هي من رأس الناقورة إلى أم الرشراش أوجّه لأحرار العالم كلّ تحيّة وإجلال وأسألهم هل من مظلومية أعظم ممّا وقع عليه الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الإحتلال؟ وهو الشعب الذي تُسلب منه أرضه وتُهوّد مقدّساته وتُهان نساءه ويُضرب رجاله ويتعرّض لشتّى صنوف الإضلال والإهانة. أيّ زائر للأراضي المحتلّة والذي يأتي إلى نقاط التفتيش يرى بأمّ عينيه الإجرام الذي يمارسه الإحتلال تجاه الفلسطينيين لم يسلم منه لا حجر ولا شجرولابشر.

الفلسطيني يحافظ على مقدسات الجميع

تابع القطاني: تلك المقدسات تُهان وتُنتهك حراماتها وأنّها للعبادة. سابقاً كان اليهود يشاركون الفلسطينيين الكثير من الأشياء في الأرض المحتلة وكانوا يُصلّون عند الحائط الشرقي وليس كما اليوم يصلّون عند الحائط الغربي ولم يكن يمنعهم الفلسطينيون من الصلاة وكان المسلمون يُحافظون دائماً على المقدسات الإسلامية والمسيحية وحتى اليهودية وأُخبركم مسألة ربّما تكون غريبة عندكم الفلسطيني كان يشعر بأنّ عليه واجب أخلاقي و ديني ووطني أن يحمي كلّ المقدّسات ويحافظ عليها.

المسلمون يحترمون الديانات 

وأضاف: حدّثني أحد المحققين الذين كانوا يُحقّقون معي من المحتلّين: أنّنا والمسلمون والمسيحيون قبل 85 عاماً كنّا نعيش معاً وكان المسلمون يُضيئون لنا الأسرجة لأنّه الديانة اليهودية تمنع أتباعها من إضاءة السُرُج والمصابيح في أيام السبت كما هو معلوم. الجيران المسلمون كانوا يُضيئون لنا ويُشعلون النار كي نعيش مرتاحين. هذا بمعنى أنّ المسلم لم يكن يوماً من الأيام إلغائياً ولا إقصائياً ولايُعادي الآخرين بل كان يُرحّب دائماً بالآخرين.

إيران تحتضن أتباع الأديان

وأشار إلى تجربة دولة إيران في التعايش السلمي مع الأديان: في إيران اليهود موجودون وبقايا الزرادشة والمسيحيون أيضا موجودون وهؤلاء يمارسون طقوسهم من دون أي مانع أو مشكلة بل يتعايشون مع المسلمين بكل حريّة وسلميّة.

الإحتلال أمر سياسي وليس دينيّاً أبداً وأردف: نحن الذين نؤمن بأفضلية الأئمة، نعتقد بكلام سيدنا الإمام علي عليه السلام: الناس إمّا نظير لك في الدين أو نظير لك في الخلق. بناء على هذه العبارة: نحن لا نُحقّر الناس ولاننظر إليهم من علياء بل نحترم الجميع وننظر إليهم كأنّنا نظراء في الخلق وكنّا من آدم وهو كان من التراب. ما يقوم به الإحتلال عبارة عن قضية سياسية وليست دينية أبداً ويمارس الإضلال للأسف.
هناك الكثير من رجال الدين اليهود والذين لهم مواقف متقدّمة في صراعنا مع الإحتلال ويرفضونه ويسمّونه باطلاً وهذا يُسجّل لهم وهم شركاؤنا في نضالنا مع العدو الصهيوني.

نداء لأحرار العالم

وفي ختام كلامه قال: كلّ الأحرار في العالم يرون مظلومية الشعب الفلسطيني وأنّها تستحقّ النصرة ونقول لكل الأحرارفي العالم بغض النظرعن ديانتهم: كونوا معنا على إختلاف دياناتكم وإختلاف إيديولوجياتكم وإختلاف مذاهبكم وطوائفكم ومواقفكم، فالظلم ظلمات يوم القيامة. كونوا معنا لنصرة المظلومين ونطالبكم بأن تقفوا إلى جانب كلّ مظلوم ومضطهد.

خنساء فلسطين: الإحتلال لايفهم الّا لغة المقاومة 

قالت أم عاصف البرغوثي وهي أم الشهداء والأسرى الفلسطينيين أثناء كلمتها التي ألقتها: المشهد المؤثر الذي يحدث في الأقصى اليوم، قد حدث سابقاً، هذا هو الإحتلال الذي لايفهم إلّا لغة المقاومة ولغة الدم ولغة القتل. الذي يظنّ أنّ الإحتلال يُرجع أرض فلسطين فهو واهم والذي يظنّ أنّ الإحتلال يعطي الناس حقّهم فهو واهم.

وتابعت: للأسف معظم الناس نائمون وتائهون. نتمنّى توحيد الصفوف في الفصائل وتوحيد العقيدة التي تقف بوجه الإحتلال. اليوم نحتاج الى قوة لمواجهة الإحتلال الذي يمارس الإجرام على مدار الساعة. أكرّر كلامي بأنّ الإحتلال لايفهم إلّا لغة القوة. قتل الإنسان وتدنيس المقدسات والهجمة على الأسرى وعوائل الشهداء وإحتجاز الجثامين وكلّ هذه الأمور متكرّرة دائماً من قبل الإحتلال بحقّ الشعب الفلسطيني. الحلّ الوحيد لحلّ المشاكل هو قلع الإحتلال ولا حلّ سواه.  وأشارت إلى الصهيوني العنصري والمتطرّف إبن غفير وقالت: إبن غفير عبارة عن إنسان حقير جاء ليُظهر الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني وهو يقاتل بعقيدته الصهيونية وبرأيي هو إن شاء الله جاء لتدمير إسرائيل بحماقته وتحدّيه لكلّ العالم.
وختمت الكلام بالقول: اليوم، الشباب بعمر الورد يستشهدون على أيدي هؤلاء المجرمين ونحن نرضى بما كتب الله لنا ونستمرّ بمقاومتنا.

ماهر حمّود: فلسطين قضية بني آدم

وقال الشيخ ماهر حمّود رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة: ان قضية فلسطين تتجاوز الإنتماء القومي والديني وهي قضية إنسانية وتشمل البشر جميعاً والقدس هي ميراث الأنبياء وكلّ الأنبياء لهم فيها نصيب وقداسة ولأنّ فلسطين أرض الأنبياء.

قضية فلسطين عبارة عن قضية الظالم والمستكبر على المظلوم والمستضعف وقضية الغني على الفقير. هذه قضية الحق والباطل.

وتابع حمّود:هذه القضية لا تُبدّلها التغيّرات التأريخية ولا القرارات الدولية سواء خرجت من الأمم المتحدة أم من جهات أخرى.

وأضاف: أيّ قرار دوليّ وأي موقف لأية جهة مهما كانت قوية، أمريكا أم غيرها لا تُغيّر الحقائق. هذه الأمور ليست بحاجة إلى تدليل واستدلال كما يقول الشاعرالمتنبّي : وليس يصحّ في الأفهام شيئ / إذا إحتاج النهار إلى دليل. قضية فلسطين قضية لكل من ينتمي إلى الجنس البشري ولكلّ من ينتمي إلى آدم.

ندعو لإحياء الشعب الفلسطيني

وأشار إلى الآية القرآنية وقال: الله سبحانه وتعالى يقول: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) فنحن ندعو إلى إحياء الشعب الفلسطيني بعد ذاق المُرّ طوال 75 عاماً وقد ظلمته الدول كما ظلمته القريبة والبعيدة وقرارات دولية.

وأضاف: نقول لأي إنسان شريف في العالم: إذا دعمت القضية الفلسطينية فإنّك دعمت إنتماءك إلى الجنس البشري ولكلّ شريف وهذا أمر لايستحق أن يُدلَّل عليه.

ونداء للناس في أرجاء العالم قال: إنّ شعب فلسطين المقاوم الصامد والرافض للصهيونية سينتصر بإذن الله تعالى ونقول للعالم كونوا مع المنتصرين وهم شعب فلسطين وليس مع المنهزمين في مستقبل غير بعيد وهو الكيان الصهيوني.

 البحيصي: لاتخذلوا فلسطين أيها العرب!

قال رئيس جمعية الصداقة بين فلسطين وإيران الدكتور محمد البحيصي في كلمته: أودّ أن أُشير إلى ملاحظة أنّ القدس ميراث للمسيحيين والمسلمين وأنّ اليهود لاميراث لهم لاعبر النصوص التي عندهم وأنّ القدس كانت لها حالة مقدّسة عندهم وفترة عاش فيها داود وسليمان عليهما السلام كانت القدس عبارة مركز سياسي ولم تكن عاصمة دينية بالنسبة لهم وهذا الكلام يقوله اليهود في كتاب التناخ أي العهد القديم.

وتابع: اليوم الصهاينة اليهود وقوات الأمن الإسرائيلية تُدنّس الأقصى وتدوسه وتنتهك حرمته. المسجد الأقصى منذ الساعة السابعة صباحاً إلى الساعة الحادية عشرة ممنوع على المسلمين أن يدخلوه لأنّ الصهاينة جعلوه ساحة مستباحة للمستوطنين والجماعات الدينية الصهيونية واليوم يستعدّون لإقامة أعيادهم في القدس.

وأضاف: أيها العرب! أين مسيراتكم؟ أين مظاهراتكم؟ أين هذه الدول التي طبّعت مع الكيان الصهيوني وفتحت لها سفارتها في بلدانها؟ ألا يستحق المسجد الأقصى موقفاً شجاعاً؟ نطلب منكم أن لا تخذلوا فلسطين وأهل فلسطين.

اليوم لا نريد من هذه الدول أن تأخذ السلاح ضد العدو الصهيوني بل نريد منهم على الأقل أن يطردوا سفراء المحتل من بلدانهم. لماذا هذه الدول تدّعي أنها دول مسلمة؟ هل يجوز في الديانية الإسلامية أن ترى المقدسات تُدنس من قبل أئمة الكفر و أنت تسكت أمامه؟

الدفاع عن المسجد الأقصى هو الدفاع عن رسول الأمة(ص) وعن شرفها وعن حاضرها ومستقبلها.

هنا نُحيّي الأبطال الذين وقفوا إلى جانب فلسطين وخاصّة الجمهورية الإسلامية التي بذلت كلّما بوسعها.

أنّ فلسطين مركز الفرقان ومركز الصراع بين الحق والباطل ولا كرامة للأمة الإسلامية ولا شرف لها حينما أُحتلّت القدس من قبل الصهيانة.

أدعو الأحرار في العالم أن يجتمعوا في مظاهرات يوم القدس العالمي ضد الكيان الصهيوني والحمد لله هذا اليوم أصبح يوما عالميا يجتمع فيه ملايين من الناس ضد العدو الصهيوني المجرم والمحتل.

أب مسيحي: الصهاينة سيُهزمون بلاشك بيد حاملي ذوالفقار

أشار الأب المسيحي إلياس اليازجي إلى بعض الآيات التي وردت في الإنجيل: عندما ترجعون إلى الآيات الإنجيلية سترون بشارة الإنتصار عالية ومرفرفة على الصهاينة.  وتابع: المؤمنون سينقذون فلسطين من أيدي الشرّيرين ومن أيدي الشيطان كما أنقذوا يوسف من البئر الذي وقع فيه وهذا ما أخبرنا به الإنجيل.

الله أعطى الإخوة الإيرانيين القوة والسلطان على أن يغلبوا على كلّ شرّ في العالم من الماسونية والإباحية وأي نوع من أنواع العداوة. وقال: بإسمي وبإسم كلّ الإخوة المسيحيين في العالم نشكر إيران على نصرتها للمستضعفين وللقضية الفلسطينية. كان واجبنا نحن أن نحمل السلاح ونحرّر البيوت والكنائس في فلسطين وكان لله قصد آخر وهو أن تُحرّر الأرض على أيدي الإيرانيين وأن يُعيدوها نظيفة من كلّ رجس. وختم الكلام بالقول: جاء في الإنجيل بشارة تحرّر فلسطين على أيدي أشخاص يحملون سيفاً له كل صفات “ذوالفقار” للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، على أيدي المسلمين وخاصّة هنا ذُكرت صفات الإيرانيين.

بتول عرندس: اليهود يريدون نسيان المقدسات المسيحية

قالت المفكرة والكاتبة اللبنانية الدكتور بتول عرندس: نحن اليوم نشهد في هذه الأيام إنتفاضة في القدس ولذلك أُريد أن أقول هذه الكلمات: القدس قبلة الجهاد وبوصلة المقاومة في التأريخ والحاضر.

وتابعت: باع العرب القدس بأخس ثمن وكرّس الأحرار للقدس أغلى ثمن وهو أرواحهم وأجسادهم وأغلى ما يملكون هو روح القضية.

كما قال الإمام الخميني الراحل: القدس هي بداية المسيرة وتتموّج الإنتصارات القادمة. وأضافت: نقول للقدس: يا قدس القضايا وقبلة الكفاح والثورة لك منا من قلب كلّ حرّ أبي تلبية النصرة وصرخات الفداء. لك من أعماق القلب شوق للقاء والصلاة في محرابك خلف قادتنا البواسل وبقيادة إمامنا المنتظر عج. لاشكّ في أنّنا قريباً سنُصلّي في القدس كما قاله السيد القائد الإمام علي الخامنئي دام ظله.  نرى اليوم هذه الإنتفاضة ونقول لكم أية ضربة تتوجّه لهذا المكان المقدس، هي ستكون نهاية الكيان الصهيوني المؤقت. نقول للمستوطنين والمحتلّين أيامكم معدودة وسنصلّي في القدس قريباً. كما قال سماحة السيد حسن نصرالله المفدّى: أيّ أحد سيتجرّأ على توجيه ضربة للقدس فهي ستكون نهاية الكيان المؤقت وكلنا ننتظر هذه اللحظة. القدس ليست للمسلمين فقط بل إنها للمسلمين أيضاً ولكلّ الأحرارفي العالم وهذه المكان جمع المسيحيين والمسلمين وأراد اليهود أن ينسى المسيحيون مقدساتهم في القدس. نقول لهم خسئتم، هناك أبطال وسواعد سيحرّرون القدس.

يقول الإمام المُغَيّب السيد موسى الصدر: يأبى شرف القدس أن تتحرّر إلّا على أيدي المؤمنين الشرفاء ونحن إن شاء الله سوف نرى هذه اللحظة قريباً.

ذوالفقاري: لا قضية أهمّ من فلسطين

أشار مدير مؤتمر القدس تراث مشترك بين الأديان  إلى القضية الفلسطينية قائلاً: ظهور إسرائيل وهي الغدة السرطانية ليس من الأمور التي يُقلّل مرّ الأزمان من أهميتها وتأثيرها بل إنّ القضية الفلسطينية تُعتبر أهم قضية للعالم الإسلامي منذ عام 1948. أضاف ذوالفقاري: إنّ ميزان التعهد والوفاء والشعور بالمسؤولية تجاه أمة النبي محمد(ص) عندنا، هو الإهتمام بالقضية الفلسطينية والوقوف إليها. في إشارة إلى مؤتمر “القدس تراث مشترك بين الأديان” قال: متزامناً مع يوم القدس العالمي يُقام مؤتمر بمشاركة الشخصيات العلمية والسياسية والثقافية إحياءً ليوم القدس العالمي ولنذكّر العالم بأنّ هذه القضية قضيتنا الأولى. وتابع: إنّ الإمام الرضا عليه السلام كان إمام الحوار وعتبته المقدّسة اليوم أصبحت مكاناً للحوار بين الأديان وتأليف القلوب ونعتبرالقضية الفلسطينية من أهمّ القضايا التي يجب تبيينها وهذا الأمر مبنيّ على السيرة الرضوية (ع).

المصدر: الوفاق