الضفة: الاحتلال يفشل في اغتيال 3 مقاومين… وقلق دولي من تصاعد اعتداءات المستوطنين

فشلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة، في استهداف 3 مقاومين في مدينة نابلس، فيما شنّ مستوطنون هجمات عنيفة في الأغوار الشمالية وجنوب الخليل، في وقت تزايد القلق الدولي من تنامي اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية.

ديسامبر 16, 2023 - 07:24
الضفة: الاحتلال يفشل في اغتيال 3 مقاومين… وقلق دولي من تصاعد اعتداءات المستوطنين
الضفة: الاحتلال يفشل في اغتيال 3 مقاومين… وقلق دولي من تصاعد اعتداءات المستوطنين

فشلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة، في استهداف 3 مقاومين في مدينة نابلس، فيما شنّ مستوطنون هجمات عنيفة في الأغوار الشمالية وجنوب الخليل، في وقت تزايد القلق الدولي من تنامي اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية.

وأطلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية صاروخين على مركبة بالقرب من مخيم بلاطة شرق نابلس، من دون أن تصيبها، ومن دون وقوع إصابات.

ووفق مصادر أمنية، الطائرة استهدفت مركبة يستقلها ثلاثة شبان قرب شارع عمان، بصاروخ أول ولم تصبها، ثم عادت وأطلقت صاروخا آخر أثناء هروبها إلى مخيم بلاطة بالقرب من شارع السوق، وتمكنت من الهرب مرة أخرى، ولم يصب أحد من داخلها.

وحسب شهود عيان، فقد تابعت طائرة الاحتلال استهداف المقاومين مرة أخرى عقب وصولهم الى مخيم بلاطة للاجئين، شرقا، وأطلقت صاروخًا آخر مستهدفة شارع السوق في المخيم، وفشلت مرة أخرى من دون وقوع إصابات.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن أضرارا لحقت بأحد المباني في شارع عمان، نتيجة القصف.

وفي سياق متصل، داهمت قوات كبيرة تابعة لجيش الاحتلال قرية عوريف جنوب نابلس، وفجّرت منزل عائلة الأسير حامد كايد صبّاح، وهدمت جرافات عسكرية منزل عائلة الأسير زياد جبريل الصفدي، بدعوى التخطيط والمساعدة بتنفيذ عملية «عيلي» البطولية القسامية في 20 حزيران/ يونيو 2023.

والليلة الماضية، جرت مداهمة القرية وسط عمليات اعتقال واسعة، تزامناً مع إخضاع المواطنين لـ «تحقيق ميداني» في المجلس القروي، قبل أن اعتقال ثلاثة مواطنين، هم: يوسف شحادة، عمار شحادة، وعبد الله شحادة.

يشار إلى أن قوات الاحتلال، اعتقلت الشاب حامد صبّاح في 21 حزيران/يونيو الماضي، كما اعتقلت الشاب زياد الصفدي بتاريخ 10 تموز/يوليو الماضي، بذريعة تقديمهما المساعدة في تنفيذ عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة آخرين على طريق رام الله – نابلس، بالقرب من قرية اللبن الشرقية، والتي استشهد إثرها خالد مصطفى صبّاح، ومهند فالح شحادة.

وفي نابلس، اعتُقل سكرتير اللجنة المالية في مجلس طلبة جامعة النجاح والطالب في كلية الهندسة عبد الرحمن شكوكاني، بعد اقتحام منزله في قرية الباذان قضاء نابلس.

كما تم اقتحام بلدتي قبلان ويتما، جنوب نابلس، وألقيت فيها مجلات تحرض على قادة حركة «حماس» وتطالب بمحاكتهم عربيا.

كذلك جرى اقتحمام مدينة طوباس، بعدة آليات عسكرية، تحديدا من مدخلها الشرقي، واندلعت مواجهات واشتباكات مسلحة، فيما أحرق الشبان الإطارات المطاطية في عدد من المواقع لتشتيت عمل قناصة الاحتلال وإرباك قواته.

ونشر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة «بتسيلم»، مقطعي فيديو يوثقان إعدام الجيش الإسرائيلي فلسطينيين اثنين من مسافة قريبة في الضفة الغربية. ووقع هذا الحادث، يوم الجمعة الماضي، أثناء اقتحام مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس شمال شرق الضفة.

ويظهر أحد المقطعين مجموعة فلسطينيين وهم يقفون بجانب مبنى قبل أن يتفرقوا بسرعة قبيل وصول جيب إسرائيلي إلى المنطقة. ووثق المقطع إطلاق جندي إسرائيلي النار صوب أحد الفلسطينيين من مسافة قريبة ما أدى إلى سقوطه أرضا، قبل إطلاق النار عليه مجددا وهو جريح. كما يظهر المقطع المصور الثاني إطلاق المجموعة ذاتها النار على الفلسطيني الآخر الذي اختبأ خلف مركبة مدنية.

وقال «بتسيلم» على منصة «إكس»، أمس الجمعة: «تُظهر اللقطات الأصلية التي التقطتها كاميرا المراقبة، والتي حصلت عليها بتسيلم، عمليتي إعدام قصيرتي المدى لفلسطينيين في مخيم الفارعة يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري». وحسب المركز الحقوقي، أدى إطلاق النار إلى إصابة رامز الجندب (25 عاما)، بجروح خطيرة أدت إلى مقتله في اليوم التالي.

وأضاف: «يرفع الجندب يده عندما يطلق الجندي والسائق (الإسرائيلي) النار عليه من سيارتهما من مسافة قريبة، ثم يستخدم أحد الرماة هاتفه الخلوي لتصويره. وتوفي الجندب متأثرا بجراحه في اليوم التالي».

ويظهر شريط الفيديو الآخر عملية قتل ثائر شاهين (36 عاما) في المخيم نفسه، وفق «بتسيلم».

وتابع المركز: «فور إطلاق النار على الجندب، أطل شاهين الذي كان مختبئا من الجنود تحت سيارة، باتجاه الجيب العسكري وتم إطلاق النار عليه حتى الموت من مسافة قريبة، وأعلنت وفاة شاهين في المستشفى متأثرا بجراحه».

وفي رام الله، اقتُحمت بلدة سلواد وقرية المغير، وجرى مداهمة عدة منازل، وانشتر جنود إسرائيلون في عدد من الشوارع والأحياء.

والاقتحامات طالت أيضا بلدة نحالين غرب بيت لحم، واندلعت مواجهات تركزت في منطقة «باب الزاوية» وشارع المقبرة وسط البلدة، أطلق خلالها المقتحمون قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.

وتعرض منزل أحد المواطنين للاقتحام وتم تفتيشه، واعتدي على عدد من ساكنيه وأجري فحص لهواتفهم الخلوية.

وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمر، وألصقت بيانات تهديد المواطنين على مداخل عدة مساجد ومتاجر في البلدة، كما اقتحمت بلدة صوريف وقرية شيوخ العروب شمال وشمال شرق الخليل، وداهمت عدة منازل.

واعتقل مدير الشؤون الإدارية في مشفى الخليل الحكومي الدكتور محمد أبو صبحة ونجله من منزلهما في مدينة يطا جنوب الخليل.

تشييع الشهداء

وفي جنين، شيعت جماهير حاشدة جثامين شهداء مجزرة جنين الذين ارتقوا إثر استهدافهم بالطائرات المسيرة والرصاص، خلال العدوان على جنين ومخيمها الذي استمر لمدة ثلاثة أيام.

وردد المشاركون خلال التشييع في ساعات متأخرة مساء أمس، الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال والمجازر التي يرتكبها في قطاع غزة والضفة الغربية، وأخرى تدعو إلى الوحدة الوطنية.

وكان جيش الاحتلال قد اقتحم مدينة جنين ومخيمها يوم الثلاثاء الماضي واستمر عدوانه لثلاثة أيام، أسفر عن استشهاد 12 مواطنا بينهم طفلان، وإصابة ما يزيد عن 10 مواطنين بالرصاص الحي. كما دمر الاحتلال البنية التحتية من شوارع ومياه وكهرباء وشبكات الصرف الصحي، وصرح الشهداء، وقصفت بالطائرات المسيرة وبصواريخ الأنيرغا ما يزيد عن 10 منازل، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، كذلك قصف محلات تجارية وصالون حلاقة وحرق ودمر بسطات الخضار والفواكه ومركبات المواطنين، واستولى على عدد منها.

ودنس حرمة مسجد في مخيم جنين بعد اقتحامه، وأقام جنوده طقوسا تلمودية عبر استخدام مكبرات الصوت فيه، وأديت الأغاني العبرية والرقص داخله، في مخالفة للأعراف الدولية.

وفي هجمات المستوطنين، اقتحمت مجموعة من المستوطنين نبع المياه في قرية قريوت، جنوب نابلس. وقال الناشط في مقاومة الاستيطان بشار قريوتي إن مستوطنين اقتحموا النبع بحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوسا تلمودية في المكان.

يذكر أن المستعمرين يقومون بشكل أسبوعي باقتحام نبع المياه، بحماية جنود الاحتلال الذين يطلقون الرصاص، وقنابل الغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين، الذين يحاولون التصدي للاقتحام.

وفي الأغوار الشمالية، منع مستوطنون، تحت تهديد السلاح، رعاة ماشية فلسطينيين من رعي مواشيهم في المراعي المنتشرة قرب منطقة «ذراع عواد» في الأغوار الشمالية.

وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إن المستعمرين بحماية قوات الاحتلال، جلبوا أبقارهم ورعوها في المراعي المنتشرة شرق «ذراع عواد»، بعد أن أجبروا الفلسطينيين على مغادرتها تحت تهديد السلاح.

ويتخوف حقوقيون من استيلاء المستوطنين على تلك المراعي، استمرارا لسياسة «الاستيطان الرعوي» المنتشر في الأغوار.

وكانت كل من أستراليا، وبلجيكا، وكندا، والدنمارك، والاتحاد الأوروبي، وفنلندا، وفرنسا، وأيرلندا، ولوكسمبورغ، وهولندا، والنرويج، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، والمملكة المتحدة، قد أعربت عن قلقها البالغ إزاء العدد القياسي للهجمات التي يشنها المستعمرون المتطرفون ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة. ودعت في بيان مشترك، إسرائيل إلى اتخاذ خطوات فورية وملموسة لمعالجة ارتفاع مستويات العنف التي يرتكبها المستعمرون في الضفة الغربية المحتلة.

وجاء في البيان «إنه منذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر، ارتكب المستعمرون أكثر من 343 اعتداءً عنيفًا، أسفرت عن مقتل 8 مدنيين فلسطينيين، وإصابة أكثر من 83 آخرين، وإجبار 1026 فلسطينيًا على ترك منازلهم».

وأدان البيان بشدة أعمال العنف التي يرتكبها المستعمرون المتطرفون، والتي تروع المجتمعات الفلسطينية.

وكررت الدول المذكورة أعلاه والاتحاد الأوروبي موقفهم بأن المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير قانونية بموجب القانون الدولي، وذكّرت إسرائيل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، ولا سيما المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة.

وأكدت «أن هذا الارتفاع في أعمال العنف التي يرتكبها المستعمرون المتطرفون ضد الفلسطينيين أمر غير مقبول، وأنه يجب على إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، أن تحمي السكان المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية. كما يجب تقديم المسؤولين عن أعمال العنف إلى العدالة».

وقالت إن «فشل إسرائيل في حماية الفلسطينيين ومحاكمة المستعمرين المتطرفين أدى إلى خلق بيئة تكاد تشكل إفلاتا شبه كامل من العقاب، حيث وصل عنف المستعمرين إلى مستويات غير مسبوقة، وهذا يقوض الأمن في الضفة الغربية والمنطقة ويهدد آفاق السلام الدائم».
كذلك قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، إنها تؤيد فرض عقوبات على المستوطنين في الضفة.

ونددت، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، بتصاعد أعمال العنف التي يمارسها المستوطنين، واعتبرتها تهديدا لاستقرار المنطقة.

وأضافت: «يتسبب تصاعد أعمال العنف الذي يمارسه المستوطنون بمعاناة هائلة للفلسطينيين. إن ذلك يعرّض احتمالات سلام دائم للخطر ويمكن أن تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي. لهذا السبب أنا أؤيد فرض عقوبات على الأشخاص المتورطين في الهجمات في الضفة الغربية».

المصدر: القدس العربي