الصيف القريب أحّر الفصول! المُعضِلةٌ التي تحرم إسرائيل النوم!
الصيف القريب أحّر الفصول! المُعضِلةٌ التي تحرم إسرائيل النوم!
لليوم الثالث على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيليّ إجراء مناورةٍ كبيرةٍ تُحاكي حربًا متعددة الجبهات، مع التركيز على هجوم في عمق العدوّ، أيْ إيران، بالإضافة إلى مواجهة خطيرةٍ جدًا مع حزب الله اللبنانيّ، وقالت مصادر عسكريّة رفيعة للقناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ إنّ أمامنا أحد أحّر فصول الصيف، على حدّ وصفها، علمًا أنّ الاحتلال أطلق اسم (السهم القاتِل) على التدريب الذي تُشارِك فيه جميع القوى والشُعَبْ بالجيش.
وتجري هذه المناورة بعد أكثر من أسبوعٍ على المناورة الفريدة من نوعها والتي أجراها حزب الله في لبنان، والتي حاكت فيما حاكت قيام قوّات (الرضوان) النخبويّة باحتلال مستوطناتٍ إسرائيليّةٍ واقعةٍ في شمال الكيان، أيْ على الحدود اللبنانيّة.
إلى ذلك، نقل موقع (WALLA) العبري تحذيرًا وجّهه رئيس أركان جيش الاحتلال، الجنرال هرتسي هليفي، خلال مؤتمر عُقد قبل حوالي أسبوع ونصف في قيادة المنطقة الشمالية، إلى مسؤولي الاستخبارات، من التمجيد المفرط لـ "قوة الرضوان" (وحدة النخبة في حزب الله)، ودعوته لهم إلى التركيز على نقاط ضعف القوة”.
وأشار الموقع إلى أنّ كلام هليفي جاء خلال مؤتمر عُقد قبل حوالي أسبوع ونصف في قيادة المنطقة الشمالية، للتعرف على قوة الرضوان ودراسة قدراتها وأساليب عملها في حال اقتحمت الأراضي الإسرائيلية وضرورة التعمق والتعرف على قوة النخبة في حزب الله، لافتًا إلى أنّه تمت دعوة قادة كبار من الفرق الأمامية في الجيش الإسرائيليّ.
وأضاف الموقع، أنه خلال المؤتمر تم التباحث بين كبار القادة، بينهم مسؤولين من لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، حول إمكانية استهداف المقاومة للمستوطنات القريبة من السياج بصواريخ قصيرة المدى برأس حربي قتالي يزن مئات الكيلوغرامات، إلى جانب عرض أفلام لتوضيح قدرات (قوة الرضوان) في الدفاع والهجوم، والأسلحة وطرق العمل، والصليات الصاروخية القصيرة المدى وثقيلة الوزن القادرة على إحداث دمار هائل بالمباني والبنى التحتية، والتسلل إلى المستوطنات ومحاولات الاختطاف والقتل والتحصن وقطع الطرق.
وفي السياق، لفت الموقع إلى أن "رئيس الأركان الذي اعتلى المنصة فور عرض الفيديوهات، علق في البداية على كلام منتجي الأفلام حول المحتوى، وحذر من المبالغة في التمجيد لقوات حزب الله، وتحديدًا قوة الرضوان"، مشيرًا إلى أنّ "هليفي الذي عمل في السابق كقائد لفرقة الجليل وكرئيس أمان على دراية كبيرة بتطور بناء القوة في حزب الله على مر السنين".
إلى جانب ذلك نقل الموقع العبري أيضًا تعليقات بعض مسؤولي جيش الاحتلال من على المنصة على كلام هليفي، الذين أكّدوا "أنّ رئيس الأركان لا يستهين بقدرات قوة الرضوان التي تعتبر القوة الرئيسية لحزب الله، فهو أراد التأكيد على أنّه إلى جانب المخاطر، هناك نقاط ضعف في قوة الرضوان يجب استغلالها".
تجدر الإشارة إلى ما نقله الموقع أيضًا من كلامٍ عن قائد المنطقة الشمالية الجنرال أوري غوردون خلال التحضيرات للمؤتمر أنّ "مهمتنا الأولى هي دراسة العدوّ الذي نتوقع أنْ نقاتله دفاعًا وهجومًا، لا للتمجيد له ولا للتقليل منه، نعم للتعرف عليه بعمق وعلى القدرات والتقنيات المطلوبة منا لتحقيق ضرورتيْن أساسيتيْن: الدفاع والنصر في الحرب"، على حدّ قوله.
في سياقً متصّلٍ، لا يزال صدى المناورة العسكرية الرمزية التي أجراها حزب الله يوم الأحد الماضي (21 أيار 2023) يتردّد في أرجاء الكيان ومؤسساته الأمنية والعسكرية التي عبّرت عن جدية قلقها ومخاوفها لا سيما فيما يتعلق بصواريخ المقاومة التي وصفها الإعلام الصهيوني بأنها المشكلة التي تزيل النوم من عيوننا.
بدورها، علّقت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ على المناورة بالقول: "إنّ مناورة حزب الله أثارت الاهتمام في إسرائيل على ضوء عقيدة توحيد الساحات التي يروّج لها نصر الله وإيران في الأشهر الأخيرة".
وتوقفت القناة عند تسمية هذه المناورات بـ "سنعبر" فقالت: "النية من وراء اسم هذه المناورة "سنعبر" يعبّر عن كل شيء، ومن أجل تجسيد ذلك بدأت المناورة باختراق السياج الحدودي ظاهريًا بين إسرائيل ولبنان، وهذه الصور تتناسب مع السيناريوهات المعروفة والتي بحسبها سيحاول حزب الله الدخول إلى شمال الاراضي المحتلة خلال الحرب في محاولة لاحتلال منطقة".
ومضى التلفزيون العبريّ قائلاً إنّ "الأمر يتكرّر وهو استخدام الدراجات النارية من أجل عبور الحدود وتنفيذ عمليات وهذا حدث سابقًا في الواقع في قرية الغجر"، مشيرة بذلك إلى إحدى عمليات المقاومة.
وخلصت القناة إلى القول: "في حزب الله يتحدثون عن تعزيز الردع خشية هجوم إسرائيلي لكن من المناسب أخذ هذه الصور بجدية، من جملة الأمور، على خلفية تحليل إشكالي لدى حزب الله للأزمة الداخلية في إسرائيل وبموجبه إسرائيل في نقطة ضعف تاريخية يمكن استغلالها".
وفي الخُلاصة يُمكِن القول بحذرٍ: السؤال هو ليس هل ستندِلع مواجهة متعددة الجبهات ضدّ دولة الاحتلال، بل متى.
المصدر: رأي اليوم