السيد نصر الله.. شهيد طوفان الأقصى المبارك
ليس مبالغة أن قلنا إن حالة من الصدمة والذهول إلى جانب الحزن والشجن تسيطر على عدد كبير من المؤيدين والمناصرين لحزب الله بعد إعلان نبأ استشهاد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.
ليس مبالغة أن قلنا إن حالة من الصدمة والذهول إلى جانب الحزن والشجن تسيطر على عدد كبير من المؤيدين والمناصرين لحزب الله بعد إعلان نبأ استشهاد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.
بدءا من الإعلاميين ورجال السياسة ورجال الأعمال والطلاب والناس العاديين حتى الأطفال والشيوخ ، فهو القديس الذي لا يمكن ليد غدر أن تنال منه، هو أمين محور المقاومة المقدام الذي لا يهاب أحدا.
ما أن انتشر نبأ استشهاد سماحة السيد رحمه الله سيطر الحزن على قسم كبير من الشعوب في البلدان العربية والاسلامية وانقسموا بين مكذب للخبر وبين حزين لينتقلوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي وهنا ساحات التعبير المفروض أن تكون واسعة ورحبة ليقابلوا رغبتهم في التعبير عن حزنهم يستقبلهم بجملة من التقييدات والحظر للحسابات.
لطالما كان سماحة السيد رحمه الله في نظر مناصريه أيقونة المقاومة والرجل الذي اذا أوفى وعد ، كان الجميع ينتظر اطلالاته على أحر من الجمر لما يمنحه من قوة وعزيمة ، لأنه لا يقول ما لا يفعل.
نصر حرب تموز ما زال محفورا في الذاكرة، ذلك النصر الذي بيّن ضعف وهزالة كيان الاحتلال ، من منا لا يذكر يوم أعلن عبر مكالمة هاتفية استهداف البارجة الأمريكية في عرض البحر المتوسط التي كانت تستهدف الآمنين في لبنان وغرقها في قلب البحر ، لم يكن يومها أجمل من هذا الثأر لدماء الشهداء.
كان سماحة السيد رحمه الله صاحب مبدأ فعندما بدأت الحرب في سورية لم يتوان للحظة عن تقديم الدعم الكامل لسورية على كافة الأصعدة.
نال نصر الله لقب "سيد المقاومة" محليًا نظرًا لدور الحزب في تحرير جنوب لبنان عام 2000، ومواجهته لإسرائيل في حرب "تموز" عام 2006.
ساعدت خطبه الحماسية وتنفيذ وعوده بشن هجمات ضد إسرائيل ردًا على اعتداءاتها المتكررة ضد الفلسطينيين في تعزيز شعبيته، خاصة في العالمين العربي والإسلامي.
حيث نددت دول عدة وحركات فلسطينية مقاومة وأنصارالله في اليمن باغتيال إسرائيل أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله رحمه الله وأكدت ثقتها في أن نهج نصر الله سيتواصل رغم اغتياله.
في حين أعلنت الحكومة اللبنانية السبت الحداد الرسمي 3 أيام بدءا من الاثنين على رحيل السيد نصر الله، وذلك بعد ساعات من تأكيد استشهاده بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.
قالت الحكومة في مذكرة عقب اجتماع طارئ إن يوم تشييعه الذي لم يحدد الحزب موعده بعد سيكون "يوم توقف عن العمل".
وأكد سماحة قائد الثورة الاسلامية في إيران أن سيد المقاومة لم يكن شخصاً بل كان نهجا ومدرسة، وسوف يستمر هذا النهج، وقال: ان ضربات جبهة المقاومة على الكيان الصهيوني المتهالك والآيل الى الزوال ستكون أكثر قوة ودمارا بحول وقوة من الله.
كما اعتبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني أن نصر الله كان "أنموذجا قياديا قلّ نظيره في العقود الأخيرة" استشهد في "المجزرة المفجعة التي اقترفتها" إسرائيل.
كما أعلنت كل من سورية والجمهورية الإسلامية في إيران والعراق واليمن الحداد الرسمي فيما أدانت عدة دول جريمة الاحتلال الإسرائيلي الهمجي في استهداف سماحة السيد رحمه الله إضافة الى الوقفات والتظاهرات في مختلف أنحاء العالم.
حظي الشهيد حسن نصر الله منذ شباط 1992، بشعبية واسعة في لبنان ودول أخرى، بسبب سياساته التي جعلت من الحزب لاعبا رئيسيا في سياسات المنطقة، كما له من كاريزما اجتذبت العديد لخطاباته النارية، ولنفس الأسباب له أعداء بسبب تصريحاته السياسية والمعادية لإسرائيل.
وكان لنصر الله الفضل في جعل الجناح السياسي لحزب الله له دور فعال في لبنان بعد انتهاء الحرب، وتمكن الحزب من الفوز بثمانية مقاعد في البرلمان اللبناني.
وعندما أعلنت إسرائيل انسحابها من الجنوب اللبناني في عام 2000، حسب ذلك نجاحا لسياسات السيد نصرالله، ولاحقا توصل أيضا لصفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، تم خلالها الإفراج عن أكثر من أسير لبناني وفلسطيني ومن جنسيات عربية أخرى.
وفي عام 2006 قام الجناح العسكري لحزب الله بعملية عسكرية على الحدود اللبنانية في الجنوب، قتل فيها جندي إسرائيلي وتم أسر أثنين، ما جعل إسرائيل ترد بهجوم عنيف استمر على مدى 33 يوما.
وبقيت صورة السيد نصرالله أمام العديد من اللبنانيين والعرب آخر الرجال الذين يقفون في وجه إسرائيل، ما زاد من قوة السيد نصر الله في الداخل.
ورغم الانتقادات الغربية وإدراج الولايات المتحدة لحزب الله على قائمة "المنظمات الإرهابية"، تمكن السيد نصر الله على مدى أكثر من ثلاثة عقود أن يكون قائدا سياسيا وعسكريا له كاريزما وسطوه.
لا يزال لبنان والامة العربية والإسلامية تحت تأثير صدمة استشهاد أمين حزب الله السيد حسن نصرالله الذي رثاه حتى خصومه السياسيين داخل لبنان، فيما اعتبر بطريرك الموارنة بشارة بطرس الراعي أن استشهاده "جرح قلوب الشعب اللبناني".
يذكر أنه في وقت سابق من مساء الجمعة، شنت مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف 35" غارات "عنيفة وغير مسبوقة" على منطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، مستهدفة سماحة السيد نصر الله.
المصادر:
1-https://2cm.es/LiC-
2-https://2cm.es/NCvU
3-https://2cm.es/LiDj