ارتفاع الطلبات من بنوك الطعام مع انتشار الجوع في المملكة المتحدة

حذر العديد من الخبراء البريطانيين من أنه مع ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية، اضطرت العديد من الأسر إلى قطع إحدى وجباتها. و بحسب التقرير الرسمي للمكتب الوطني للإحصاء البريطاني، انخفض معدل التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 3.9% في الـ 12 شهرا الماضية إلى شهر نوفمبر، لكن في الفترة نفسها، تشير الإحصاءات إلى أن معدل التضخم في المواد الغذائية انخفض و وصل إلى 9.2%.

ينايِر 19, 2024 - 08:29
ارتفاع الطلبات من بنوك الطعام مع انتشار الجوع في المملكة المتحدة
ارتفاع الطلبات من بنوك الطعام مع انتشار الجوع في المملكة المتحدة

حذر العديد من الخبراء البريطانيين من أنه مع ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية [1]، اضطرت العديد من الأسر إلى قطع إحدى وجباتها. و بحسب التقرير الرسمي للمكتب الوطني للإحصاء البريطاني، انخفض معدل التضخم في مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 3.9% في الـ 12 شهرا الماضية إلى شهر نوفمبر، لكن في الفترة نفسها، تشير الإحصاءات إلى أن معدل التضخم في المواد الغذائية انخفض و وصل إلى 9.2%.

كما تشير تقييمات الخبراء إلى أن تضخم أسعار الغذاء قد يرتفع في شهر يناير من العام الجديد أيضًا. وفي هذا الصدد، أكدت راشيل إيرواكر، كبيرة الاقتصاديين في مؤسسة جوزيف راونتري، في مقابلة أن أسعار المواد الغذائية أعلى من المتوقع. وأضاف: "لقد أمضت العديد من العائلات العام الماضي ظروفاً غذائية صعبة وقد ألغت وجبات الطعام مختلفة وقللت من تناول الطعام من أجل مواجهة ارتفاع الأسعار".

ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة جوزيف راونتري البحثية [2]، اضطرت أكثر من 5.7 مليون أسرة بريطانية إلى خفض إنفاقها الإضافي لتغطية العجز في الميزانية الناجم عن ارتفاع تكاليف المعيشة. ويشير هذا التقرير إلى أن أكثر من مليوني أسرة اضطرت أيضًا إلى الحصول على قروض لتغطية نفقاتها. هذا في حين أنه، إلى جانب ارتفاع معدل التضخم، ارتفع أيضاً معدل أقساط الرهن العقاري للأسر، مما أدى إلى انتشار الفقر بين الأسر.

وبحسب منظمة اليونيسف [3]، يعيش واحد من كل ثلاثة أطفال في بريطانيا تحت خط الفقر، والتي تضم أكثر من 4.2 مليون طفل، وتظهر هذه الإحصائية أن بريطانيا تحتل المرتبة 37 بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغ عددها 38 دولة. ويؤكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك على دور الحكومة في رفع الأجور للتخفيف من حدة الفقر، حيث فشلت الحكومة منذ أكثر من عام في مفاوضات رفع أجور مختلف المهن وواجهت إضرابات واسعة النطاق من قبل هذه المهن.

أظهر تقرير حديث صادر عن مؤسسة "أون سايد" الخيرية للشباب أن واحداً من كل أربعة شباب توقف عن المشاركة في الأنشطة أو الهوايات بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة. ووجد استطلاع أجرته مؤسسة "عزلة الجيل" أن 69% من الشباب يشعرون بالقلق إزاء أزمة غلاء المعيشة، وتأمل الجمعيات الخيرية في التخفيف من بعض هذه الأوضاع من خلال تقديم وجبات مجانية للشباب.

من ناحية أخرى، واجهت الجمعيات الخيرية وبنوك الطعام، التي لعبت دورا رئيسيا في توفير الأماكن المناسبة والطعام الساخن للفقراء والمحتاجين خلال وباء كورونا، العديد من المشاكل في الأشهر الأخيرة. وأعلنت العديد من الجمعيات الخيرية أن عدد الخيرين أيضاً انخفض في نفس الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف المعيشة.

وقال أودري فلاناجان، مدير بنك الطعام في جوان هيل [4]: "إن عدد الأشخاص الذين يتبرعون بالطعام انخفض بنسبة 50 في المائة". يُظهر جوان هيل واقع سيء ومدى تأثير زيادة تكلفة المعيشة على العديد من المجالات التي تدعم الأشخاص المستضعفين.

وأعلنت مؤسسة تراسل تراست الخيرية، التي تدعم بنوك الطعام في جميع أنحاء المملكة المتحدة لتوفير طعام الطوارئ للناس، أنها قامت في الفترة ما بين أبريل وسبتمبر 2023، بتوزيع أكثر من 128000 طرد غذائي طارئ في اسكتلندا وحدها، وبلغت نسبة الزيادة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بقدر 9%.

وفي الوقت نفسه، تتمتع اسكتلندا بأعلى معدل للفقر في المملكة المتحدة. ورغم أن حكومة اسكتلندا المحلية قامت بتوزيع أكثر من 230 ألف وجبة مجانية في المدارس، وهو أعلى معدل توزيع بين الدول الأعضاء في كومنولث الأمم البريطانية، إلا أنها لا تزال تواجه مشكلة في ازدياد عدد المستحقين للحصول على هذه الوجبات.

وقالت النائبة عن حزب المحافظين كوكب ستيوارت [5]: "نحن نعلم كيف أثرت أزمة تكلفة المعيشة الناجمة عن تقاعس حزب المحافظين على الأطفال، الذين عانوا أكثر من غيرهم من عواقب التقشف الذي قام به المحافظون والتخفيضات المتهورة في الرعاية الاجتماعية".

وفي الوقت نفسه، يتزايد تضخم أسعار الغذاء في المملكة المتحدة يوما بعد يوم ويؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للناس، مما يعني أن انعدام الأمن الغذائي في المملكة المتحدة أصبح أزمة أساسية وجدية. ولم يكن أداء حكومة ريشي سوناك المحافظة جيداً والتي تتعرض الآن لضغوط كبيرة حول عدم كفاءتها في مواجهة هذه الأزمة. يجب أن نرى ما إذا كان ريشي سوناك سيجد طريقة للخروج من هذا الوضع في العام الذي يسبق الانتخابات الوطنية.


[1] https://www.gbnews.com/money/inflation-uk-rate-figures-november

[2] https://www.jrf.org.uk/news/fall-in-inflation-welcome-but-high-food-prices-are-precious-little-comfort-to-low-income

[3] https://www.unicef.org.uk/press-releases/more-than-1-in-5-children-live-in-poverty-in-40-of-the-worlds-richest-countries/

[4] https://www.greatergovanhill.com/latest/glasgow-foodbanks-under-pressure-the-growing-challenge-of-food-insecurity

[5] https://uk.news.yahoo.com/free-school-meals-expansion-helps-102231831.html