إسرائيل تعتزم إخلاء فلسطين من سكانها
لطالما كان النظام الصهيوني يستخدم الأدوات الإجرامية إلى جانب الحرب والدمار والحصار ضد الشعب الفلسطيني ويدرجها ضمن أعماله وهي إجبار الفلسطينيين على الانتقال من أراضيهم إلى بلدان أخرى ويصبحوا لاجئين فيها. لأنه بهذه الطريقة يستطيع النظام الصهيوني أن يحقق هدفه بسهولة أكبر وهو الاحتلال الكامل لفلسطين ولذلك في الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل، شهدنا أيضًا تصرفات هذا النظام في مايخص هذا الموضوع.
لطالما كان النظام الصهيوني يستخدم الأدوات الإجرامية إلى جانب الحرب والدمار والحصار ضد الشعب الفلسطيني ويدرجها ضمن أعماله وهي إجبار الفلسطينيين على الانتقال من أراضيهم إلى بلدان أخرى ويصبحوا لاجئين فيها. لأنه بهذه الطريقة يستطيع النظام الصهيوني أن يحقق هدفه بسهولة أكبر وهو الاحتلال الكامل لفلسطين ولذلك في الحرب الأخيرة بين حماس وإسرائيل، شهدنا أيضًا تصرفات هذا النظام في مايخص هذا الموضوع.
تم تقسيم خطة إعادة توطين الفلسطينيين من قبل النظام الصهيوني إلى 4 فئات سكانية. الضفة الغربية لنهر الأردن، وقطاع غزة، وأراضي 1948، وخارج فلسطين، هذه هي النقاط السكانية الأربع التي خطط الصهاينة لكل جزء من هذه الأجزاء خلال سنوات الاحتلال من أجل إجلاء السكان الفلسطينيين. ولذلك فإن مجموعة الخطط المعدة في هذا الاتجاه هي كلها خطط متكاملة يجب تنفيذها في المناطق المذكورة من أجل استيعاب السكان الفلسطينيين على المدى الطويل وإفراغ فلسطين من الشعب الفلسطيني. وتشمل هذه المخططات الآتي:
1- مشروع "بديل" للوطن الذي طرحه شارون. وبناء على ذلك، ينبغي للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية أن ينتقلوا إلى الأردن ويشكلوا فلسطين جديدة في الأردن.
2- مخطط مدينة نيوم؛ صحيح أن هذه الخطة تنفذ في السعودية، لكن يقال إن معظم مستثمريها من الإسرائيليين ويقومون بتشجيع الفلسطينيين من خلال الوعود الكاذبة للانتقال إلى السعودية والعيش في هذه المدينة.
3- مخطط منطقة البحر الأحمر السياحية. تم تصميم هذا المشروع من قبل السعوديين للسياحة في المنطقة وتم ترتيب وظائفها للمهاجرين الفلسطينيين مثل نيوم. [1]
4- استراتيجية الضاحية، إنه يشير إلى نوع من الاستراتيجية العسكرية التي تقوم المؤسسة العسكرية على أساسها، في حرب حضرية غير متكافئة، باستهداف البنية التحتية المدنية من أجل زيادة الردع من خلال الضغط على المدنيين وإلحاق المزيد من المعاناة بهم.[2]
وفي الحرب الأخيرة بين النظام الإسرائيلي وغزة، ومنذ البداية ومع الهزائم المتتالية للكيان الصهيوني، رأينا أن قادة نظام الاحتلال سعوا إلى تطبيق عقيدة الضاحية في قطاع غزة من أجل التعويض عن بعض ما حدث من إخفاقاتهم وإجبار المقاومة الفلسطينية على التراجع، بل وتحقيق نوع من الردع. لكن رغم قصف المناطق المدنية واستشهاد الأطفال والنساء، لم يتمكن هذا النظام من كسر الإرادة الحديدية لقوى المقاومة وأهل غزة. ولذلك، يقوم نظام الاحتلال مؤخراً بقصف العديد من المناطق المختلفة بحيث لا يمكن لأحد أن يعيش في هذه الأماكن حتى بعد انتهاء الصراعات. في الواقع، هذا يتماشى مع سياسة وخطط التهجير القسري للفلسطينيين.
واللافت في استراتيجية الضاحية الهمجية أن سلطات الكيان الصهيوني لا تنكر هذا الشكل الهمجي من جرائم الحرب، وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الاستراتيجية في الحرب على غزة، فقد استخدمها النسبي في عام 2008. حرب غزة. وقد ذكرت لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة بشأن الصراع في غزة في عام 2009 مبدأ الضاحية عدة مرات واعتبرتها فكرة يحتاجها الإسرائيليون لتدمير غزة على نطاق واسع.
وفي الحرب الأخيرة، فإن ما ظهر أكثر في هذه الاستراتيجية والذي لم يهتم به إلا القلة هو أن عقيدة الضواحي وتدمير البنية التحتية والضغط على المدنيين خطط لها من أجل تغيير الرأي العام العالمي. وفي ظل الوضع الذي يتصاعد فيه الرأي العام العالمي أكثر فأكثر ضد النظام الصهيوني وجرائمه، فإن الخيار الأخير للنظام الصهيوني لإرسال رسالته إلى العالم هي أنه إذا استمرت المقاومة في فلسطين وغزة، فلن يبقى لهم أرض في فلسطين. وهو يريد الحفاظ على صورته أمام الرأي العام العالمي بسبب هزائمه الفادحة في هذه الحرب. كما أن النظام الصهيوني غير مستعد على الإطلاق للمشاكل والانفلات الأمني المستمر في جبهته الداخلية، ولم يحقق أياً من أهدافه في هذه الحرب، فهو يسعى إلى نوع من الانتقام المجنون من المقاومة الفلسطينية.
وبشكل عام، ينبغي القول أن استراتيجية الضاحية، بالإضافة إلى الآثار الأخرى مثل الخسائر وتدمير البنى التحتية، يعتبر رادعاً، كما إنه يتماشى مع خطط مثل وطن بديل وغيرها من المخططات التي تهدف إلى إعادة توطين سكان فلسطين الأصليين قسراً، على الرغم من أن أهل قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية أثبتوا أن هذا المبدأ ليس له تأثير سوى الفوضى والدمار وإثبات أن هذا النظام أكثر إجراماً من أي وقت مضى. لأن التاريخ أثبت أن الأطفال والنساء الذين يبقون على قيد الحياة يلعبون دورًا مهمًا في إعادة إعمار أراضيهم، كما أن تدمير البنية التحتية يزيد من اندفاع المدنيين للمقاومة.
1. https://farsi.palinfo.com/print/2019/6/28
2. http://www.persiangulfstudies.com/fa/NEWSVIEW/392