إخلاء مستشفى غزة الأوروبي قسراً وموجة نزوح للفلسطينيين من شرق خان يونس بعد إنذار إسرائيلي
نزح مئات الفلسطينيين، الاثنين، من مناطق شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إلى منطقة المواصي غرب المدينة، وذلك بعد ساعات من مطالبة الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة بدعوى أنها “منطقة قتال خطيرة”.
نزح مئات الفلسطينيين، الاثنين، من مناطق شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إلى منطقة المواصي غرب المدينة، وذلك بعد ساعات من مطالبة الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنطقة بدعوى أنها “منطقة قتال خطيرة”.
جاء هذا الإنذار، في بيان للجيش الإسرائيلي واتصالات مسجلة وصلت سكاناً ونازحين في المناطق الشرقية من خان يونس، حسبما أفاد شهود عيان.
وتوعد الجيش في الاتصال المسجل، بـ”العمل بقوة شديدة وبشكل فوري في المنطقة”، قائلا إنها “منطقة قتال خطيرة”.
وفي بيان له على منصة “إكس”، قال متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: “إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق القرارة وبني سهيلا ومعن والمنارة وجورة اللوت، والفخاري، وخزاعة والإقليمي، وبلدية الشوكة والنصر من أجل أمنكم، عليكم الإخلاء بشكل فوري للمنطقة الإنسانية”.
وفي المناطق الشرقية من خان يونس، سادت حالة من الذعر والهلع بين أوساط السكان الذين عاد عدد كبير منهم إلى منازلهم منذ يومين، بعدما هاجم الجيش مناطق المواصي غرب رفح جنوب القطاع؛ فيما عاد العدد الأكبر مع إعلان الجيش بدء عمليته برفح في 6 مايو/ أيار الماضي.
بدء إخلاء مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس
وبدأت طواقم طبية وفنية، مساء الاثنين، إخلاء “مستشفى غزة الأوروبي” من المرضى والجرحى والأدوات والأجهزة الطبية، بعد إنذار إسرائيلي بإخلاء منطقة الفخاري التي يقع في نطاقها المستشفى، ومناطق شرقية أخرى بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ولم يأمر الجيش المستشفى رسميا بالإخلاء، إلا أنها تقع في منطقة الفخاري التي أنذر بإخلائها، علما أن “مستشفى غزة الأوروبي” يعدّ من المستشفيات القليلة الباقية والعاملة في القطاع.
وقالت مصادر طبية إن “الطواقم الطبية بدأت بإخلاء المستشفى من أعداد من المرضى والجرحى، وتحويلهم إلى مستشفى ناصر وسط المدينة”.
وأفادت المصادر بأن الطواقم بدأت أيضًا بإخلاء “المستشفى من الأدوات والأجهزة الطبية”، خشية من تضرّرها في حال تعرّض المستشفى أو محيطه للقصف.
ومنذ بدء الحرب، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظم مستشفياتها من الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وأشار مراسلون إلى أن النازحين داخل مستشفى غزة الأوروبي، بدأوا بإزالة خيامهم لنقلها إلى موقع نزوح جديد.
نزوح جديد ووجهة مجهولة
وتساءل فلسطينيون في منطقة “جورة اللوت”، عن “المكان الذي سينزحون إليه في ظل اكتظاظ منطقة مواصي خان يونس بالنازحين”.
ويدفع الجيش الإسرائيلي نحو تجميع النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي على الشريط الساحلي للبحر المتوسط بزعم أنها مناطق آمنة، وتمتد على مسافة 12 كلم وبعمق كيلومتر واحد.
والمواصي مناطق رملية على امتداد الخط الساحلي، تمتد من جنوب غرب مدينة دير البلح وسط القطاع، مرورا بغرب خان يونس حتى غرب رفح.
ويعيش النازحون في المواصي وضعا مأساويا ونقصا كبيرا في الموارد الأساسية مثل الماء والصرف الصحي والرعاية الطبية والغذاء.
وبدعم أمريكي مطلق، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 عن نحو 125 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
المصدر: القدس العربي