7 سنوات من القطيعة؛ طهران والرياض على اتفاق.. والأصداء الإيجابية سيدة الموقف
أنهى الاتفاق الإيراني السعودي، يوم الجمعة، بواسطة الصين، سبع سنوات من القطيعة الدبلوماسية، ليعلن الطرفان استئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية في بيان ثلاثي صادر من بكين بعد ختام مباحثات استمرت أربعة أيام استضافتها الصين من 6 إلى 10 من الشهر الجاري.
في الردود، رحبت دول ومنظمات عربية بالاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.
حيث رحب وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، في موقف داعم للاتفاق المُعلن في 10 مارس الجاري، وقال : "عودة العلاقات بين السعودية وإيران، خطوة مهمة للمنطقة نحو الاستقرار والازدهار".
الترحيب الإماراتي، تزامن مع تأييد جاء من دول متنوعة، كسلطة عمان، والعراق، وسوريا، ومصر، والأردن، وتركيا.. وسواها الكثير، فضلاً عن العديد من المنظمات والهيئات الدولية.
ورحب مجلس تعاون الخليج الفارسي باتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران وإعادة فتح بعثاتهما الدبلوماسية. وأكد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج الفارسي، بحسب الموقع الإلكتروني للمجلس، دعم مجلس التعاون لما ورد في البيان الثلاثي وترحيبه بكافة الخطوات التي تُساهم في تعزيز الأمن والسلام في المنطقة ودعم استقرارها ورخاء شعوبها، مؤكداً أهمية الدور المحوري الذي تقوم به المملكة العربية السعودية ودبلوماسيتها الفاعلة في المجالين الإقليمي والدولي.
من جانبه عبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الجمعة، في اتصالين هاتفيين منفصلين مع نظيريه، السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن ترحيب قطر باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما، معرباً عن تطلع قطر إلى أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتلبي تطلعات شعبي البلدين، بما يعود بالمنفعة على جميع شعوب المنطقة.
كما رحبت البحرين بالاتفاق السعودي الإيراني لاستئناف العلاقات، وأملت في بيان للخارجية البحرينية أن يكون "خطوة على طريق حل الخلافات والنزاعات بالمنطقة".
ورحّب العراق وسلطنة عُمان، اللذان استضافا جولات سابقة من المحادثات بين البلدين خلال السنوات الماضية، بالاتفاق الإيراني السعودي.
وأوردت وكالة الأنباء العمانية، في تغريدة على "تويتر"، أن عُمان ترحب باستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما.
كما أعرب العراق عن "ترحيبه" بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المنقطعة منذ العام 2016، معتبراً أن ذلك بداية لـ"صفحة جديدة" من العلاقات بين البلدين، وذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية العراقية.
واعتبرت وزارة الخارجية العراقية، أن الاتفاق هو بداية "صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسيَّة بين البلدين"، مشيرةً إلى "المساعي التي بذلتها الحكومةُ العراقيَّة في هذا الإطار"، حيث استضافت بغداد عدة جولات مفاوضات بين الطرفين، ورسخت "قاعدة رصينة من الحوار" وصولاً إلى الاتفاق الذي "يعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة... يُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة".
كما أعرب الأردن عن أمله بأن يسهم الاتفاق السعودي الإيراني في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
بدورها، رحبت وزارة الخارجية اللبنانية بالاتفاق، وقالت الوزارة في حسابها على "تويتر" إنّ وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بوحبيب قال إنّ الاتفاق سيترك "أثره الإيجابي على مجمل العلاقات الإقليمية في المرحلة المقبلة".
وأشار بوحبيب إلى أنّ "لبنان لطالما دفع في تاريخه وحاضره أثمان الخلافات الإقليمية، وعليه، ينعقد الأمل بأن تساهم هذه الخطوة في تعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوطيد التعاون الإيجابي البناء الذي سيعود حتماً على دول المنطقة وشعوبها والعالم بالمنفعة".
ومن جهته، رحّب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بالاتفاق وقال الجمعة في كلمة له "الاتفاق السعودي - الإيراني إذا سار في المسار الطبيعي سيفتح آفاقاً في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان".
وأعلنت الجزائر ترحيبها بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وأفاد بيان للخارجية الجزائرية أن الجزائر ترحب بعودة العلاقات بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتي البلدين في الأسابيع المقبلة.
وأكد البيان أن الجزائر "تعبّر عن ارتياحها للأجواء الإيجابية التي ميّزت المباحثات التي جرت بين البلدين الشقيقين برعاية جمهورية الصين الشعبية الصديقة"، وأوضح المصدر أن "هذا الاتفاق الهام سيمكّن البلدين والشعبين الشقيقين من تمتين علاقات التعاون والتضامن في إطار الالتزام بالمبادئ التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، وحل الخلافات عبر الحوار مما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة وفي العالم".
ومن جانب ما كتبته العديد من وسائل الإعلام بشكل عام كان الرأي متفق على إيجابية هذا التقارب وانعكاسه الإيجابي في الأيام المقبلة حيث رأت العديد من التحليلات أن المراقبُ يجد أن الأصداء الإيجابية للبيان الثلاثي: الصيني – السعودي – الإيراني، أتت سريعة، وحتى قبل الإعلان عن تفاصيل ما تم الاتفاق عليه، أو جدول الأعمال الذي سيتم تنفيذه خلال الفترة الزمنية الفاصلة بين الإعلان وبين تبادل السفراء؛ وهي التي حددت بشهرين، ستكون أعين وسائل الإعلام والساسة ترقبُ خلالها كل تقدم في العلاقات بين الرياض وطهران، صغيراً كان أو كبيراً!
ورأت الكثير من التحليلات أن الترحيب مرده الثقل الأمني والسياسي والاقتصادي للمملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية وكلاهما لديهما تأثير كبير في أسواق النفط، والدولتان عضوان فاعلان في "أوبك"، ورغم الخلاف السياسي الذي استمر سنوات، والقطيعة الدبلوماسية، إلا أن التنسيق استمر في ملف الطاقة.
ختاماً هناك إيجابيات عدة، في المصالحة الإيرانية - السعودية، ستنعكس مع الوقت على الملفات الشائكة في غرب أسيا؛ لن تحل بشكل جذريٍ أو سريع إذا لم تكن هناك إرادة للحل من الرياض بشكل رئيس بهذه الملفات، إلا أن المصالحة ستعطيها دفعة نحو الخروج من الجمود، وكسر دوامة الاستقطابات.
مجد عيسى
المصادر:
1- https://cutt.us/V33Ix
2- https://cutt.us/nLX66
3- https://cutt.us/qRiw9
4- https://cutt.us/02we1
5- https://cutt.us/CGcx2