4 شهداء بينهم طفلان في اقتحام مخيم في طوباس وعملية للمقاومة تصيب مستوطنة في رام الله
شيّعت جماهير حاشدة في طوباس شمال شرق نابلس، أربعة شهداء بينهم طفل وشقيقان، سقطوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام موسع لمخيم الفارعة، جنوب المدينة.
وتم الاقتحام بالاستناد على تعزيزات عسكرية على عدة دفعات، كما اندلعت مواجهات مسلحة عنيفة نتج عنها استشهاد شابين وطفلين، وهم: الطفل راشد حبيب العايدي (17 عاما)، والشقيقان حكمت (24 عاما)، والطفل محمد سمير محمد ملحم (17 عاما)، ويزن الخطيب (20 عاما).
وبدأ الهجوم، قرابة الساعة التاسعة صباحا، ثم دُفع بتعزيزات عسكرية كبيرة من جهة حاجز الحمرا على عدة دفعات، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.
ويأتي ذلك بعد عشرة أيام من عملية اقتحام سابقة للمخيم، أسفرت حينها عن استشهاد سبعة مواطنين.
وقال مدير نادي الأسير في طوباس، كمال بني عودة، إن قوات الاحتلال اعتقلت شابين خلال الاقتحام وهما: سامر عدنان فايز سرحان، وأحمد محمد فايز سرحان.
في غضون ذلك، نفذ مقاومون فلسطينيون عملية للمقاومة شمال مدينة رام الله.
وذكرت القناة «12» العبرية أن مستوطنة أصيبت بجراح خلال عملية إطلاق نار من مركبة مسرعة قرب دوار روابي شمالي مدينة رام الله، فيما انسحب مُنفذ العملية من المكان قبل وصول قوات الاحتلال، وتم إغلاق المنطقة قرب مستوطنة «عطيرت»، والشروع بعملية تفتيش للمركبات والمواطنين.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال أن مسلحين أطلقوا الرصاص على سيارتين تقلان مستوطنين قرب مستوطنة «عطيرت» فأصابوا مستوطنًا بجروح، ثم انسحبوا باتجاه رام الله.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخل قرى وبلدات في رام الله، وأعاقت تنقل المواطنين.
وقال مواطنون وسائقو سيارات أجرة إن قوات إسرائيلية أغلقت مداخل قرى وبلدات رام الله، ومنعت حركة تنقل المواطنين، ومنها: عطارة، وروابي، وبيرزيت، وسلواد، ويبرود، وعابود، راس كركر، وشقبا، وترمسعيا، وعيون الحرامية، ونعلين، ودير عمار، وخربثا بني حارث.
وأشارت إلى أن الاحتلال نصب حاجزا ومنع حركة المواطنين بين قريتي أم صفا والنبي صالح، وحاجزا قرب قرية عين قنيا.
وتحدثت المصادر عن اقتحام مدينة روابي وعين سينيا شمال رام الله، واستيلائها على تسجيلات كاميرات المراقبة.
ولاحقا، هاجم عدد من مستوطني مستعمرة «عطيرت» مركبات المواطنين قرب ميدان مدينة روابي شمال رام الله، كما أطلق أحدهم النار صوب المركبات المارة، فيما رشق آخرون عددا منها بالحجارة، ما أدى إلى تضررها.
وفي سياق متصل، نصبت قوات الاحتلال حاجزين عسكريين عند دوار مستعمرة «حلميش» المقامة على أراضي المواطنين شمال غرب رام الله، وآخر عند مدخل عطارة، كما أُغلقت البوابة الحديدية المقامة على طريق رام الله نابلس الرئيس قرب مخيم الجلزون.
كما أفادت مصادر محلية بأن المصور الصحافي رامز عواد أصيب في الخاصرة خلال اقتحام قرية جفنا قرب بلدة بيرزيت.
وفي سياق متصل، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية بدرس، بالتزامن مع مداهمات في قرية عين يبرود غرب وشمال شرق رام الله.
وأفادت مصادر محلية، باقتحام قرية بدرس، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع وقنابل الصوت صوب الشبان، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. كما طالت الاقتحامات قرية عين يبرود، شمال شرق رام الله، وسط عمليات دهم وتفتيش.
وفي نابلس، هُدم منزل قيد الإنشاء، وشبكة كهرباء في بلدة مجدل بني فاضل جنوب المحافظة.
وصرح رئيس مجلس قروي مجدل بني فاضل، رامي نصار، إن قوات الاحتلال اقتحمت أطراف البلدة، ترافقها جرافتان عسكريتان، وشرعت بهدم منزل قيد الإنشاء تعود ملكيته للمواطن أحمد سلمان، بحجة البناء في مناطق مصنفة (ج).
وتحدث عن تدمير شبكة كهرباء بطول كيلو مترين، تقع بين بلدتي مجدل بني فاضل وعقربا. سياسيا، قال رئيس الوزراء محمد اشتية، إن القيادة الفلسطينية ليست على مقاس أحد، معتبرا أن «شرعيتها من شعبها، وصوت الشعب في صندوق الاقتراع».
وأكد في جلسة الحكومة في رام الله على أن «هناك من يتحدث عن تجديد السلطة وتنشيطها أو تعزيزها، ونحن نريد تعزيز عمل السلطة. ذلك يجب أن يعني أن تستطيع العمل على أرضها، ووقف العدوان، واجتياحات المسجد الأقصى، والمدن، والمخيمات، والقرى، ورفع الحصار المالي المفروض علينا، ووقف الاقتطاعات الجائرة من أموالنا، تحت حجج مختلفة، ووقف الاستعمار وإرهاب المستعمرين، وتمكيننا من إجراء الانتخابات بما فيها القدس، وتنفيذ برنامج الإصلاح الذي تبنيناه منذ سنتين».
وشدد على أن «السلطة المتجددة التي تريدها إسرائيل وحلفاؤها ليست سلطتنا، فهي تريد سلطة أمنية إدارية، نحن سلطة وطنية نناضل من أجل تجسيد الدولة على الأرض، وصولاً إلى الاستقلال وإنهاء الاحتلال».
وواصل: «إسرائيل تريد سلطة بمنهاج مدرسي متعايش مع الاحتلال، نحن منهاجنا الوطني يقول عن القدس عاصمتنا، ويتحدث عن حق العودة، وهو منسجم مع المعايير الدولية، ومبني على العلم والتعلم، ويعكس تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا، إسرائيل تريد سلطة تتخلى عن المعتقلين والشهداء، ونحن نقول هؤلاء أولادنا ونحن حكومة مسؤولة عن أبناء الشهداء والمعتقلين، وهم ضمير الحركة الوطنية الفلسطينية».
وفي سياق آخر، أوضح أن «العمل جارٍ مع الجهات الدولية من أجل استرداد أموال المقاصة التي تحتجزها إسرائيل، ونؤكد أننا لن نتنازل عن حقوقنا لا في أرضنا، ولا في مالنا».
وللمرة الثانية، جدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش تعهّده بمنع تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية إلى خزينة السلطة الفلسطينية، حتى لو اضطره ذلك إلى دفع أثمان شخصية، على حدّ تعبيره، مضيفاً أنّ لديه خطوطاً حمراء لا يرغب بتجاوزها.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اقتحام سموتريتش للضفة الغربية المحتلة، وأراضي المواطنين التي أقيمت عليها مستعمرة «بسجوت» بالقرب من مدينة البيرة، وكذلك التصريحات والمواقف العنصرية الاستعمارية التي أطلقها، بما في ذلك الهجوم على السلطة الوطنية الفلسطينية وكيل الاتهامات لها، في محاولة لإخفاء مخططاته وأيديولوجيته الظلامية الداعمة للاستعمار وغلاة المستعمرين الإرهابيين.
واعتبرت الوزارة، في بيان صحافي، أن الاقتحام يعتبر عدوانا جديدا على الشعب الفلسطيني يكشف أطماع ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، والتي تقوم على تسريع وتيرة الاستيلاء على الأراضي وتعميق الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة الغربية المحتلة والتنكيل بالمواطنين، كما أنه تشجيع علني لميليشيات المستعمرين المسلحة لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم.
المصدر: القدس