ردود فعل منددة بعدوان الاحتلال على عمال «وورلد سنترال كيتشن» بغزة... الأمم المتحدة: لا يمكن الدفاع عن قتلة عمال إغاثة
لقي عدوان الاحتلال الإسرائيلي بحق عمال الإغاثة التابعين لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن- المطبخ المركزي العالمي» في قطاع غزة مواقف غاضبة وردود فعل منددة من عدة دول وجهات دولية، إذ طالبت بريطانيا وأستراليا وبولندا والولايات المتحدة، الكيان الإسرائيلي بتقديم تفسيرات حول العدوان الذي أسفر عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة، على حين أكدت الأمم المتحدة أنه لا يمكن الدفاع عن قتلة عمال إغاثة دوليين في غزة.
لقي عدوان الاحتلال الإسرائيلي بحق عمال الإغاثة التابعين لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن- المطبخ المركزي العالمي» في قطاع غزة مواقف غاضبة وردود فعل منددة من عدة دول وجهات دولية، إذ طالبت بريطانيا وأستراليا وبولندا والولايات المتحدة، الكيان الإسرائيلي بتقديم تفسيرات حول العدوان الذي أسفر عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة، على حين أكدت الأمم المتحدة أنه لا يمكن الدفاع عن قتلة عمال إغاثة دوليين في غزة.
وفي وقت سابق، أعلنت منظمة «وورلد سنترال كيتشن»، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها في بيان صحفي، مقتل سبعة عناصر من فريقها مساء أول من أمس الإثنين في غزة بغارة نفذتها طائرات إسرائيلية رغم تنسيق تحركاتها مع جيش الاحتلال، وصباح أمس علقت المنظمة عملياتها في القطاع.
وأوضحت المنظمة أن من بين الضحايا مواطنين «من أستراليا وبولندا والمملكة المتحدة ومواطن يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية وفلسطيني».
وحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية، قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث، أمس: إنه لا يمكن الدفاع عن المتورطين بمقتل عمال إغاثة دوليين في قصف إسرائيلي استهدف قافلتهم بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وأضاف على منصة «إكس»: «غاضبون من مقتل عمال الإغاثة في المطبخ المركزي العالمي في غزة، لقد كانوا أبطالاً قُتلوا أثناء محاولتهم إطعام الجائعين، تعازيّ لعائلاتهم وزملائهم».
واستنكر المسؤول الأممي الحدث قائلاً: «كل هذا الحديث عن وقف إطلاق النار، ولا تزال هذه الحرب تسرق أفضلنا»، وأكد أنه «لا يمكن الدفاع عن تصرفات من يقفون وراء هذه الجريمة»، مشدداً على أن «هذا (العدوان) يجب أن يتوقف».
على خطٍّ موازٍ، أدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس الثلاثاء، الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قافلة إنسانية في قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل سبعة عمال إنسانيين ودعا إلى فتح تحقيق, وكتب بوريل على منصة «إكس»: «أدين هذا الهجوم وأدعو إلى بدء تحقيق في أقرب وقت ممكن»، وقال: «رغم كل المطالبات بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، إلا أننا نشهد سقوط ضحايا أبرياء جدد»، وطالب بوريل بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وإتاحة الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية وتعزيز الحماية للمدنيين.
في الغضون، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أمس: إن المملكة المتحدة تنتظر «تفسيرات شاملة وشفافة» من إسرائيل، وأضاف في منشور على منصة «إكس»: «لا بد أن يحظى العاملون في المجال الإنساني بالحماية وأن يكونوا قادرين على القيام بمهمتهم».
كلام الوزير البريطاني جاء تزامناً مع بيان لوزارته نقلته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أمس طالبت فيه إسرائيل بتقديم معلومات «بشكل عاجل» بخصوص مقتل مواطن بريطاني من بين سبعة من عمال الإغاثة.
على صعيد آخر، دعت نحو 60 منظمة ومؤسسة خيرية بالمملكة المتحدة لإنشاء نظام تأشيرات على النمط الأوكراني للفلسطينيين المحاصرين في غزة، وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، عبر موقعها الإلكتروني، أن خطاباً موقعاً مما يقرب من 60 مؤسسة خيرية ومكتب محاماة ومنظمة سيتم إرساله إلى وزير الداخلية البريطاني جيمس كليفرلي يدعو إلى إنشاء نظام تأشيرات على النمط الأوكراني للفلسطينيين المحاصرين في غزة والذين لديهم عائلات في المملكة المتحدة.
وأضافت: تم التوقيع على عريضة تدعو إلى خطة تأشيرة عائلية فلسطينية من أكثر من 54 ألف شخص حتى الآن ويتطلب الأمر 100 ألف توقيع حتى يتم طرحه للمناقشة في البرلمان البريطاني.
في السياق، أعلنت وزارة الخارجية البولندية، وفق «سكاي نيوز» أن بولندا تعترض على تجاهل القانون الإنسانى الدولي وحماية المدنيين، بمن في ذلك العاملون في المجال الإنسان، في حين أشارت القناة إلى أن المتطوع البولندي يعمل مع منظمة المطبخ المركزي العالمي لإمداد سكان غزة بالمواد الغذائية، موضحة أن ستة آخرين من عمال الإغاثة لقوا حتفهم من جراء الغارة من بينهم بريطاني وأسترالي.
المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، طالبت إسرائيل بإجراء تحقيق عاجل لكشف ملابسات مقتل عمال الإغاثة، ودعت في تصريح، حسب موقع «اليوم السابع» إلى ضرورة حماية عمال الإغاثة الإنسانية، لأنهم يقدمون مساعدات يحتاجها الشعب الفلسطيني.
وكتبت على منصة «إكس» قائلة: قلبنا مفطور، ونشعر بانزعاج شديد بسبب الغارة التي أدت إلى مقتل عمال الإغاثة في وورلد سنترال كيتشن في غزة، ويجب حماية عمّال الإغاثة الإنسانية لأنهم يقدمون مساعدات الفلسطينيون بحاجة ماسّة إليها، ونحض إسرائيل على التحقيق بسرعة في ما جرى».
بدوره، أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، أمس الثلاثاء، أن مواطنة أسترالية هي في عداد عاملي الإغاثة الأجانب الذين قتلوا في غارة إسرائيلية وسط غزة، وقال: إن المتطوعة زومي فرانكوم، كانت تقوم «بعمل قيم للغاية» بتوزيع الغذاء في قطاع غزة، مؤكداً أن بلاده ستسعى إلى محاسبة كاملة ومناسبة للمسؤولين عن مقتلها.
ومنظمة «وورلد سنترال كيتشن» شاركت بشكل نشط منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي، في عمليات الإغاثة، ولاسيما بتوزيع وجبات غذائية على أهالي القطاع المهدد بالمجاعة.
وأسس منظمة «وورلد سنترال كيتشن» غير الحكومية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً الطاهي خوسيه أندريس وزوجته باتريشيا في عام 2010 في أعقاب زلزال كبير في هايتي، لتبدأ في الأصل بتقديم مساعدات غذائية طارئة للناجين.
وشاركت المنظمة في أول شحنة من المساعدات إلى غزة يتم إرسالها عبر ممر بحري من قبرص في آذار الماضي، ومن المنتظر أن تصل شحنة ثانية من «وورلد سنترال كيتشن» تحمل 332 طناً من الأغذية إلى غزة هذا الأسبوع.
المصدر: الوطن