نتنياهو يريد التطبيع مع السعودية لانهاء فلسطين ! ... ما عجزت عنه كمب ديفيد
في كلمة ألقاها أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية، في القدس يوم امس الاثنين زعم رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن اهداف سعيه للتطبيع مع السعودية ان كيانه "لن تكن دولة معزولة في شرق البحر المتوسط محاطة بدول ليست حليفة، بل دولة تعيش في سلام في تحالف جيوسياسي فعال مع دول عربية رئيسية في واحدة من أكثر المناطق تعقيدا في العالم، وهذا قد ينهي نزاعنا مع الفلسطينيين في نهاية المطاف" حسب تعبيره.
كما اضاف نتنياهو أن "إسرائيل" تسعى للتطبيع مع السعودية بسبب "التهديد الإيراني" كون التطبيع سيفتح إمكانيات لدولة الاحتلال في المنطقة ككل. وخطوة تطبيع العلاقات مع السعودية تحدث تغييرا تاريخيا في موقف "إسرائيل" في الشرق الأوسط، حسب وصفه.
كلام نتنياهو هذا، يكشف عن اضغاث احلام لرئيس حكومة الاحتلال الصهيوني ومخطط طموح للفرار من المطرقة الايرانية التي يستظل الصهاينة بها الآن، لكن في الحقيقة اذا ابتعد الصهاينة عن هذه المنطقة فهم ربما يبتعدون عن خطر ايران عليهم وفي غير هذه الحالة فلا السعودية ولا حتى الولايات المتحدة وجيشها واسطولها الخامس وارهابيي "سنتكوم" يبعدون خطر تهشمهم تحت ضربة المطرقة الايرانية.
اما بيت القصيد هنا هو ما يحلم به نتنياهو وهو انهاء النزاع مع الفلسطينيين في النهاية نتيجة للتطبيع مع السعودية، وكأن الفلسطينيين يعولون على السعودية أو غيرها للنضال من اجل تحرير وطنهم، ثم ما الذي تقدمه السعودية للفلسطينين والقضية الفلسطينية لكي يؤدي التطبيع بين الرياض وتل أبيب الى نضوب الدم في شرايين الفلسطينيين ؟
ألم تعجز كمب ديفيد التي فرح الصهاينة والاميركيون عند توقيعها، عن اطفاء شعلة القضية الفلسطينية وطمسها ونسيان الفلسطينيين لفلسطين ؟ هل عوّل الفلسطينيون في حربهم ونضالهم وكفاحهم على تلقي الدعم من هذه الدولة العربية وتلك او حتى الدول غير العربية ليثوروا ضد الاحتلال ويمنعون استقراره وتنعمه بالهدوء والسكينة منذ احتلال فلسطين قبل 7 عقود وحتى الآن ؟
ألا يرى نتنياهو وكبار صهاينة العالم المجتمعين الان في القدس بأن الفلسطينيين يسلمون راية الشهادة والتضحية من اجل الوطن جيلا لجيل ؟ فهل يمكن القضاء على القضية الفلسطينية بتكرار معاهدة كمب ديفيد وهذه المرة مع السعودية، في وقت يعلم الجميع بأن مصر السبعينات كانت أقوى بكثير من السعودية الآن ؟
ثم ما الجديد الذي ستقدمه السعودية وبعض الدويلات التابعة للسعودية في الخليج الفارسي للصهاينة لكي يطير نتنياهو هكذا بعيدا في احلامه، أليس هؤلاء هم الان مطبعون (ولو بشكل غير رسمي) مع الكيان الصهيوني ويتآمرون على فلسطين وقضيتها والشعب الفلسطيني ويطاردون أي فلسطيني مقاوم أو اية حركة داعمة لفلسطين على اراضيهم ؟
ان رهان نتنياهو على خيانة بعض العرب هو رهان صهيوني قديم وهذه الخيانة حدثت تاريخيا وتكررت وهي موجودة حتى الآن، لكن بطش الصهاينة ودعم اميركا وخيانة الخونة ومؤامراتهم وتواطئهم مع الصهاينة ، كلها اثبتت فشلها في اسكات الصوت الفلسطيني واسكات البندقية والصواريخ، فلا التطبيع مع السعودية ولا العلاقات التجارية معها ستمنع وتوقف تضحيات الفلسطينيين لتحرير وطنهم ولا تنقذ الصهاينة واحتلالهم من مصير الزوال المحتوم، كما ان السعودية تعاني بنفسها من المشاكل الكبيرة التي تمنعها من ان تكون عضدا لأحد وخاصة الصهاينة الخائفين على مصيرهم ومستقبلهم في المنطقة.
فريد عبدالله