محلل سياسي: الهند لن تكون "الشريك الأصغر" لأمريكا ومودي لن يركب "حصانا ميتا"
محلل سياسي: الهند لن تكون "الشريك الأصغر" لأمريكا ومودي لن يركب "حصانا ميتا"
بدأ رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، زيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، يوم أمس الثلاثاء، لافتا إلى أن الزيارة ستوفر "فرصة لتعزيز" التعاون الهندي الأمريكي عبر مختلف القطاعات، وكذلك في المنتديات المتعددة الأطراف مثل مجموعة العشرين والمجموعة الرباعية.
وعن تداعيات زيارة مودي لواشنطن وتأثيرها على العلاقات الهندية مع كل من روسيا والصين، يقول البروفيسور جو سيراكوزا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كيرتن الأسترالية، لوكالة "سبوتنيك": "الهند لن تكون أبدا "الشريك الأصغر" للولايات المتحدة على الرغم من جهود واشنطن لإشراك نيودلهي في شبكة تحالفاتها".
الهند عضو في بريكس ومنظمة شنغهاي وليس "الناتو"
وأضاف المحلل السياسي أن الهند عضو في "بريكس" ومنظمة شنغهاي للتعاون، لافتا إلى أنها موجودة في كل منظمة باستثناء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ووفقا لسيراكوزا، فإن الولايات المتحدة تحاول "التأثير" على الهند على مدار الـ 50 عاما الماضية، وهذا ليس شيئا جديدا.
وأشار الخبير إلى أن الولايات المتحدة لا يزال يتعين عليها التغلب على حقيقة أن نيودلهي اختارت "الحياد" خلال الحرب الباردة، بدلا من دعم سياسة واشنطن في المنطقة.
وعن الوضع الحالي، أوضح سيراكوزا أن الهند ستستمر في رسم سياستها الخاصة تجاه روسيا والصين، على خلفية التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين البلدين وواشنطن.
الهند لن تدعم أمريكا في مواجهة روسيا والصين
تصف استراتيجية الأمن القومي الأمريكية التي وقع عليها الرئيس جو بايدن، الصين بأنها "التحدي العالمي"، بينما تصف روسيا بأنها "تهديد مباشر".
في حين تصف وثيقة السياسة الهند بأنها "شريك رئيسي" للولايات المتحدة في تحقيق هدف "منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة".
وفي هذا الصدد، يقول سيراكوزا إنه "إذا كان أي شخص في أمريكا يعتقد أن الهند على وشك أن تقف إلى جانبه في القضايا فيما يتعلق بالصين وروسيا، أعتقد أنهم يخدعون أنفسهم".
وأشار إلى أن نيودلهي إحدى القوى النووية، التي رفضت باستمرار الضغط من الغرب لقطع علاقاتها التجارية والاستراتيجية مع موسكو.
وبين أن الهند عززت بدلًا من ذلك علاقاتها مع روسيا، لدرجة أنها تصنف الآن كأكبر مورد خام لها.
وأكد سيراكوزا أنه على الرغم من تورط نيودلهي في مواجهة عسكرية مع الصين في منطقة لاداخ الشرقية، إلا أنها قامت حتى الآن "بأمورها الخاصة" بدلا من "الاستعانة بالولايات المتحدة".
ويشدد المحلل السياسي على أن المخاوف الأمنية الرئيسية لنيودلهي كانت تتعلق بجوارها، حيث تشترك في حدود طويلة ومتنازع عليها مع أكبر جيرانها - الصين وباكستان.
أما على الجبهة البحرية، يرى سيراكوزا أن تركيز نيودلهي كان على منطقة المحيط الهندي.
ووفقا لسيراكوزا، فإن مودي ومعظم السياسيين الهنود يعتقدون أن "لحظة أحادية القطب" للولايات المتحدة قد "ولت"، لذلك "لن يركب مودي حصانا ميتا، بل سيركب حصانه الخاص".
وتابع: "على الرغم من أن الهند كانت عضوًا في مجموعة الرباعية، إلا أنها لم تؤيدها أبدًا على أنها جبهة عسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
هدف زيارة مودي إلى أمريكا
زيارة مودي للولايات المتحدة تتطلع إلى الحصول على ترتيبات تجارية أفضل وأموال إنمائية للهند، التي لا تزال مصنفة كدولة نامية، بحسب سيراكوزا.
وأشار إلى أنه خلال العقود القليلة الماضية، تم النظر إلى الهند باعتبارها "قوة محتملة".
واستطرد: "عندما يسافر مودي إلى أمريكا، فإنه يبحث عن أموال التنمية، ويبحث عن صفقات تجارية أفضل واستمالة الهنود المقيمين فيها، لأنه يريدهم أن يلعبوا دورهم (في المساهمة في التقدم الاقتصادي للهند) ".
وقال إن ملايين الهنود ينظرون إلى مودي على مستوى العالم باعتباره "شخصية مقدسة" أسهمت في إحداث نهضة للبلاد.
وصرح سيراكوزا: "إنهم مهتمون جدًا، ومتحمسون جدًا لشخص مثل مودي لإعادة تأسيس الهند لتمضي طريقها لأن تصبح دولة قوية ومتقدمة".
المصدر: فارس