قائد الثورة: مواصلة طريق الشهداء هو السبيل لمواجهة الحرب الهجينة المعادية
اكد قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي بان السبيل لمواجهة الحرب المعرفية والاقتصادية والسياسية والأمنية لجبهة اعداء الثورة الإسلامية، هو مواصلة طريق الشهداء والعمل بدرسهم اي النضال والصمود والمقاومة.
جاء ذلك في تصريحات لسماحة قائد الثورة الاسلامية خلال استقباله يوم الاحد الماضي أعضاء الملتقى الوطني لإحياء ذكرى 3400 شهيد من محافظة أردبيل (شمال غرب)، وتم بث نصها صباح اليوم الأحد في مكان انعقاد الملتقى في أردبيل.
وفي هذا اللقاء، اعتبر آية الله الخامنئي، الحفاظ على طريق الشهداء وترسيخه ونقل سيرتهم العملية إلى جيل الشباب، مسؤولية مهمة وقال: نحن كنا معاصرين للشهداء ورأينا جهادهم وتضحياتهم واستشهادهم وحلهم للعقد ووقوفهم أمام القوى الكبرى، لكن جيل الشباب اليوم لا يرى هذه المسألة بالوضوح والبداهة التي لمسناها نحن، لذلك يجب على كل العلماء والمثقفين والجامعيين والمسؤولين الحكوميين أن يلعبوا دورًا بما يتناسب مع موقعهم.
واشار قائد الثورة إلى دور نضال الشهداء في حل العقد وإزالة العوائق ، لا سيما في اعوام الدفاع المقدس الثمانية (في مواجهة الحرب العدوانية المفروضة من قبل النظام العراقي البائد ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال الفترة من 1980 الى 1988)، وقال: ان السبيل لمواجهة الحرب المعرفية والاقتصادية والسياسية والأمنية لأعداء الثورة الإسلامية هو مواصلة طريق الشهداء والعمل بدرسهم اي النضال والصمود والمقاومة.
واستنادا الى الآيات القرآنية ، أشار سماحته إلى مكانة الشهداء السامية لدى الباري تعالى، وقال: إن الله يبارك في دماء الشهداء ، وأسمى وأوضح مثال على ذلك هو دماء ابي عبدالله الحسين عليه السلام ، التي ادت الى خلود حادثة كربلاء في التاريخ وان تزداد يومًا بعد يوم حرارة الحب له بين المسلمين وحتى غير المسلمين.
واشار قائد الثورة الإسلامية ، الى الاقامة الحماسية للعشرة الاولى من ايام العزاء في محرم الحرام هذا العام ، على الرغم من جهود الأعداء الرامية لجعلها باهتة ، وكذلك مسيرة الأربعين الرائعة، كأمثلة على تقدير وتثمين الباري تعالى لدماء شهداء كربلاء، وشدد على ضرورة حفظ وتثبيت طريق ودماء الشهداء.
ورأى آية الله الخامنئي أنه من الضروري استخدام الأساليب الفعالة للحفاظ على أسماء وطريق الشهداء ، وقال: أن الطريق الأفضل والأكثر ضرورة هو استخدام الأساليب الفنية.
واعتبر سماحته أهالي أردبيل بانهم في الصفوف الأمامية من المتواجدين في ساحات الجهاد وأضاف: ان إرسال حوالي 35 ألف مقاتل إلى الجبهات أثناء الدفاع المقدس وتقديم 3400 شهيد دليل على تضحيات وجهاد اهالي أردبيل وهذه الخصائص يجب تعريفها لجيل الشباب في هذه المنطقة.
كما أشار قائد الثورة الإسلامية إلى التاريخ العلمي لأردبيل وظهور علماء كبار مثل "محقق أردبيلي" من هذه المنطقة واضاف: أن الهوية الحقيقية لكل منطقة تتجاوز الحدود الجغرافية والمناطقية، وبناءً على ذلك فان التاريخ العلمي والجهاد والاستشهاد لأهالي أردبيل وكذلك التواجد في الحقول التي أصبحت أساس النهضة الوطنية هي الهوية الحقيقية لأردبيل.
وقال آية الله الخامنئي: لأردبيل حق كبير على الشعب الايراني من الناحيتين الوطنية والإسلامية ، لأن "تماسك ووحدة" إيران ، وكذلك الترويج لـ "مذهب أهل البيت (ع)" في إيران، بدأ من أردبيل وخلال العهد الصفوي.
وأكد قائد الثورة الإسلامية: إن طريق الجهاد والمثابرة طريق يجب أن نجتهد في تمهيده والتفكير فيه. كما أن الله سبحانه وتعالى يبارك فيه، مثلما بارك في دماء الشهداء. لاحظوا، على سبيل المثال ، حينما استشهد شهيد مثل سليماني في سبيل الله ، يهتز شعب، يتحرك شعب، وتنهار كل هذه الخطوط الوهمية الموجودة بين أفراد الشعب ويسير شعب باكمله. هذه هي النعمة التي منحها الله لدم الشهيد.
وقال آية الله الخامنئي: ان الباري تعالى جعل حادثة كربلاء التي وقعت في صحراء خلال نصف يوم أو في يوم واحد تزداد اتقادا هكذا في التاريخ يوما بعد يوم وان لا يفرق الحب الحسيني بين المسلم وغير المسلم. انكم ترون الآن فرق مختلفة من المسلمين تعبر عن حبها للإمام الحسين، والامر كذلك بالنسبة لغير المسلمين ، من المسيحيين والزرادشتية والهندوس. شاهدوا مسيرة الأربعين! كل هذا يدل على تثمين الله للاستشهاد ودماء الشهداء وطريق الشهداء. يجب الحفاظ على هذا.
المصدر: فارس