طوفانٌ أربك الكيان الصهيوني وحول الحلم إلى حقيقة
هو حلم ظننا بداية أنه يستحيل تحقيقه وأنه صعب المنال ليس شكاً بالمقاومة وعزيمتها وإمكانياتها وإنما بسبب التوجه الكبير من أغلب الدول العربية باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني فكان "طوفان الأقصى" أنعش فينا أملا كاد أن ينطفئ.
هو حلم ظننا بداية أنه يستحيل تحقيقه وأنه صعب المنال ليس شكاً بالمقاومة وعزيمتها وإمكانياتها وإنما بسبب التوجه الكبير من أغلب الدول العربية باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني فكان "طوفان الأقصى" أنعش فينا أملا كاد أن ينطفئ.
فما حدث خلال العقد الماضي حتى الآن ما هو إلا استهداف ممنهج للدول الداعمة للقضية الفلسطينية من خلال ما سمي بـ "الربيع العربي" من قبل القوى الصهيوأمريكية لتحييد هذه الدول وإضعافها واختراقها أمنيا وسياسيا وحتى اجتماعيا لتوجيه انشغالها بأوضاعها الداخلية والابتعاد عن القضية الأساسية القضية الفلسطينية.
وها هي فصائل المقاومة الفلسطينية تدخل هذه المعركة بكل قوة واقتدار، لتسطر مفاجآت على المستويات السياسية والأمنية والاستخبارية وكذلك في البعد العسكري الذي لا يشك أحد في نجاحه المبهر منذ بداية ملحمة "طوفان الأقصى".
حيث أعلنت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فجر السبت، بدء عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت في الضربة الأولى المطارات والمواقع العسكرية التابعة للاحتلال، كما أطلقت آلاف الصواريخ والقذائف باتجاه المستوطنات، منها "تل أبيب" و"ريشون لتسيون" و"بات يام".
ونجحت في أسر جنود إسرائيليين، واقتحام قوات النخبة في المقاومة لمستوطنات ومواقع الاحتلال في غلاف غزة، وذلك رداً على الاعتداءات في المسجد الأقصى، وأسفرت العملية البطولية حتى الآن عن قتلى وجرحى وأسرى للعدو في قبضة المقاومة، إذ أشارت التقديرات إلى أن عدد الأسرى الإسرائيليين يتراوح بين 150 و200 أسير، إضافة إلى ٧٠٠ قتيل و٢٢٠٠ جريح.
لم يشهد الكيان الصهيوني أسوأ وأقسى من تلك الأيام منذ عام 1948 فلم يعد الحال كما كان ولم يرَ ذلّا كالذي رآه اليوم فهو دَين متراكم منذ أكثر من 75 عاما فما جرى عند حدود قطاع غزة أقرب إلى الحلم وما كنا نحلم به ونظن أنه قد يحتاج إلى عدة أعوام، بات اليوم حقيقة راسخة، تحقّقت على أيدي أبطال المقاومة الفلسطينية الذين دخلوا وأدخلوا معهم سائر حركات المقاومة الفلسطينية التاريخ من أوسع أبوابه.
الخبر الذي استفاق عليه العالم في صباح السابع من تشرين الأول حظي باحتفالات شعبية وجماهيرية واسعة لدى كثير من شعوب الدول العربية وغير العربية وبدأت ردود الفعل تملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال المنشورات والصور والفيديوهات متابعين التطورات الميدانية في غزة تترافق مع دعوات بالنصر.
كما خرجت مسيرات مؤيدة في عدد من الدول العربية وفي الجمهورية الاسلامية الإيرانية خرجوا بكلمة واحدة وقلب واحد همهم ان تحمل الأيام القادمة اخبار النصر المؤزر لفلسطين ويتمنون لو يستطيعون المشاركة إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية في أرض المعركة وهو ما عجزت عن التعبير عنه عدد من الحكومات العربية.
حيث خرجت عدّة مسيرات تضامناً مع المقاومة الفلسطينية واحتفالاً بعملية "طوفان الأقصى"، في كل من اليمن وإيران والأردن والعراق والجزائر وتونس.
في اليمن، انطلقت مسيرة ضخمة تأييداً ودعماً لعملية "طوفان الأقصى" في باب اليمن في العاصمة صنعاء.
وخرجت تظاهرة في عمان قرب سفارة كيان الاحتلال دعماً وتأييداً لفلسطين.
فيما، أكد المشاركون في المسيرات الداعمة لـفلسطين في بغداد أن هذا النصر هو نصر عربي إسلامي كبير، وصلت أصداؤه إلى كلّ أحرار العالم وكل المتضامنين مع القضية الفلسطينية ومقاوميها.
"أكد المشاركون في المسيرات الداعمة لـ فلسطين في بغداد أن هذا النصر هو نصر عربي إسلامي كبير، وصلت أصداؤه إلى كلّ أحرار العالم وكل المتضامنين مع القضية الفلسطينية ومقاوميها".
كذلك، خرج العشرات من الشعب التونسي إلى الشارع احتفالاً بانتصار المقاومة الفلسطينية، وعلت الهتافات التي طالبت بضرورة تجريم التطبيع ومنعه بصورة قانونية في تونس.
"الشعب التونسي خرج إلى الشارع احتفالاً بانتصار المقاومة الفلسطينية، وهناك عدد من الهتافات التي تطالب بضرورة تجريم التطبيع ومنعه بصورة قانونية في تونس" وفي العاصمة الجزائرية خرجت وقفة دعماً للمقاومة الفلسطينية ولعملية "طوفان الأقصى".
الشعب الفلسطيني الأبي والمقاوم ليس وحيدا كما لم يكن وحيدا في يوم من الأيام وإن خذلته المستويات الرسمية فالشعوب العربية الرافضة للذل والهوان تلتف حوله وحول القضية الفلسطينية العادلة والمحقة، و طوفان الأقصى ليس فقط في فلسطين فهو طوفان في اليمن وسورية ولبنان والعراق وإيران وكل الشعوب المقاومة في كل بقاع العالم، فصوت الشعوب العربية هو صوت فلسطين وصوت فلسطين هو صوت تلك الشعوب الذي يعلو على التطبيع ومساره، تلك الشعوب الثائرة التي تبارك أي عملية فلسطينية، تمجد وتهلل، لأن أي عملية هي ثأر لفلسطين ولتلك الشعوب التي تعاني من الاعتداءات الإسرائيلية على اختلاف أنواعها.
صوت الشعوب القادم من اليمن وايران وسوريا والعراق وتونس والجزائر رسالة بالغة في الأهمية للأنظمة العربية المطبعة لترتدع وتعود إلى رشدها لأنها لن تبقى في مأمن من طوفان قد يباغتها من حيث لا تدري ولا تتوقع، ولا سيما أنها أنظمة لا سند لها سوى العدو.. العدو الضعيف المهان.
إن وعي الشعوب وايمانها بقضاياها وعروبتها من شأنه أن يشكل ورقة ضغط قوية على حكوماتها لتسلك طريقاً واحداً باتجاه دعم طوفان الأقصى والمضي به نحو النصر المحتم.
فلم ولن يكن السلام مع اسرائيل هو الخيار الاستراتيجي للشعوب لأن الكلمة اليوم للشعوب أولا الكلام اليوم لطوفان الأقصى وبالتالي سيكون الأصدق والبالغ والأدق وهو رسالة لدول التطبيع لإعادة تقييم الوضع وتشكيل استدارة نحو المقاومة وإلا ما يسري على الكيان المحتل سيسري عليها بشكل أو بأخر ومن داخلها من شعوبها .. لذلك الإنصات في هذه المرحلة غاية في الأهمية لأنه كلام الطوفان سيغير وجه المنطقة بلا شك.
المصادر:
1-https://cutt.us/H12BC
2- https://cutt.us/uiVPk
3- https://cutt.us/0qZOT
4- https://cutt.us/tZlLH
5- https://cutt.us/EkCfc