طهران دعت لجلسة طارئة لمجلس الأمن.. واعتبرت أن مصير فلسطين والمنطقة يتحدد قريباً
توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالرد على كيان الاحتلال وقال إن جرائم إسرائيل لن تبقى دون رد، مؤكداً أن جريمة اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أثبتت مرة أخرى أن هذا الكيان غير ملتزم بأي من المعايير الدولية.. مواقف بزشكيان، عاد وأكد عليها مساعده للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، في حين حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من العواقب الخطرة للهجمات الإرهابية الجديدة للكيان الصهيوني ضد لبنان.
توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالرد على كيان الاحتلال وقال إن جرائم إسرائيل لن تبقى دون رد، مؤكداً أن جريمة اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أثبتت مرة أخرى أن هذا الكيان غير ملتزم بأي من المعايير الدولية.. مواقف بزشكيان، عاد وأكد عليها مساعده للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف، في حين حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من العواقب الخطرة للهجمات الإرهابية الجديدة للكيان الصهيوني ضد لبنان.
وقال بزشكيان في تصريحات نقلتها قناة «الميادين»: مزاعم أميركا والدول الأوروبية حول الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حال اجتناب إيران عن الرد على اغتيال اسماعيل هنية في طهران كانت كاذبة، مضيفاً إن إعطاء الفرصة لمثل هؤلاء المجرمين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.
وتابع: يجب ألا يُترك المقاومون وحدهم ليواصل الكيان الإسرائيلي جرائمه ويعتدي على دول محور المقاومة واحدة تلو الأخرى، مردفاً بالقول: الدول العربية والإسلامية تتحمل مسؤوليةً كبيرة تجاه هذه المأساة، لذلك يجب ألا تقف متفرجة على جرائم إسرائيل كونها تعرض أمن المنطقة للخطر.
وعلى هامش حفل تأبين الشهيد حسن نصر الله، الذي أقيم في مكتب حزب اللـه اللبناني في طهران، قال ظريف للصحفيين: «كان الشهيد القائد نصر اللـه رمزاً للشجاعة والصدق والحكمة في الوقت نفسه، ومضحياً جداً، حيث استشهد ابنه على هذا الطريق ولم يستسلم، وقد أذاق الشهيد ومعه قيادات أخرى في حزب اللـه الهزيمة للصهاينة للمرة الأولى عندما أُجبر الصهاينة على الخروج بكل ذل من جنوب لبنان من دون أي شروط».
وتابع: «كانت هذه هي المرة الأولى التي يجبر فيها الصهاينة على الرحيل، وكان ذلك مكلفاً للغاية بالنسبة لهم، ومنذ ذلك الوقت عقدت إسرائيل العزم لاغتيال حسن نصر الله، وكان من براعة السيد أنه تمكن من إحباط مؤامرات إسرائيل خلال كل هذا الوقت»، مضيفاً: «رأينا كم من النساء والأطفال الأبرياء الذين قتلتهم إسرائيل حتى تتمكن من اغتيال هذا الرجل المقاوم العظيم».
بدوره، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من العواقب الخطرة جداً للهجمات الإرهابية الجديدة للكيان الصهيوني ضد لبنان، والمتمثلة في جريمة اغتيال الأمين العام لحزب الله، مشدداً على قصور مجلس الأمن الدولي في اتخاذ أي إجراء مؤثر وعجزه عن استصدار حتى بيان بسيط للتنديد بالإبادة الجماعية والعدوان الإسرائيلي.
وخلال لقاءين منفصلين أجراهما مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية فيلمون يانغ، على هامش أعمال المنظمة الدولية في نيويورك، شدد عراقجي على مسؤولية الأمم المتحدة في اتخاذ إجراء عاجل لحماية السلام والأمن الإقليميين والدوليين، لافتاً إلى الواجب القانوني والأخلاقي للأمين العام ورئيس الجمعية العامة لتعبئة المجتمع الدولي، لمواجهة الممارسات الشريرة للكيان الغاصب، وفق وكالة «إرنا».
واستعرض عراقجي العقبات التي تضعها الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي، ومنعها اتخاذ أي إجراء لإرغام الكيان الصهيوني على وقف الإبادة الجماعية في غزة والاعتداءات على لبنان واصفاً إياها بأنها غير قانونية ومخزية، وقال: «إن أميركا هي شريك قطعي في جرائم وشرور إسرائيل والقنابل الخارقة للتحصينات التي قدمتها للكيان الإسرائيلي لاغتيال قادة المقاومة، هي مثال بارز على تورطها في جرائم إسرائيل.
وأكد عراقجي عزم بلاده على الدفاع الشامل عن مصالحها الحيوية وأمنها القومي أمام الممارسات الشريرة للكيان الصهيوني، وقال: «إن طريق وتطلعات المقاومة أمام العدوان والاحتلال الإسرائيلي سيستمران بقوة، وإن جرائم الكيان الصهيوني ستجعل شعوب المنطقة أكثر عزماً لإحقاق حقوقها المؤكدة، ومواجهة شرور الكيان الإسرائيلي».
إلى ذلك، طلبت إيران عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لبحث الاعتداءات والجرائم الوحشية المتواصلة، التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي في لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة، حيث وجه السفير والمبعوث الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أول من أمس السبت رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس الدوري لمجلس الأمن صامويل زيبوغار طلب فيها عقد جلسة طارئة للمجلس لبحث الاعتداءات الإرهابية الإسرائيلية والجرائم المستمرة التي يرتكبها هذا الكيان في لبنان وفي جميع أنحاء المنطقة، والحيلولة دون انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، حسب وكالة «إرنا».
وقال إيرواني: «بالنظر إلى التاريخ الأسود للكيان الصهيوني الحافل بالهجمات الإرهابية بحق المنشآت الدبلوماسية، بما في ذلك الهجوم المروع الذي شنه في مطلع نيسان 2024 على المنشآت الدبلوماسية للجمهورية الإيرانية في دمشق، فإن إيران تحذر بشدة من أي هجوم على منشآتها الدبلوماسية وممثليها، وترفض أي هجوم ينتهك المبادئ الأساسية لحصانة الأماكن الدبلوماسية والقنصلية»، مؤكداً أن إيران لن تتردد في اتخاذ أي إجراء دفاعاً عن مصالحها الوطنية والأمنية الحيوية، وفقاً للقانون الدولي».
من جانبه، عقد مجلس الشورى الإيراني أمس، جلسة طارئة لمناقشة التطورات في المنطقة والأحداث الأخيرة في لبنان واستشهاد الأمين العام لحزب الله، وقال رئيس المجلس محمد باقر قاليباف خلال الجلسة: «إن الكيان الصهيوني لم يحقق أهدافه الميدانية ودخل في حرب مركبة ومعقدة، ويسعى من خلال الجمع بين العمليات الإرهابية والحرب النفسية إلى اغتيال قادة المقاومة ويريد أن يحول هزيمته إلى نصر بهذه الطريقة».
وأوضح قاليباف أن «استشهاد نصر اللـه سيد شهداء المقاومة وقائد جبهتها أصاب قلوب المسلمين وأحرار العالم بالألم والغصة، ومرة أخرى أحيا الذكرى المريرة لفقدان الشهيد القائد قاسم سليماني»، معرباً عن أمله بأن تحقق دماء الشهداء ولاسيما الشهيدين نصر اللـه وسليماني مرة أخرى انتصاراً نهائياً للمقاومة، وفي بداية الجلسة ردد أعضاء مجلس الشورى هتافات منددة باغتيال السيد نصر الله، كما تم وضع صورة له في مكان انعقاد الجلسة.
من جانبه، أكد رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري أن مصير المنطقة وفلسطين «سيتم تحديده في المستقبل القريب»، وأن «طريق الشهيد نصر اللـه سيظل أكثر ألقاً وقوة»، وفي تصريحات نقلتها وكالة «تسنيم» الإيرانية قال باقري: «بالإرادة الفولاذية للمقاومة اللبنانية ومؤازرة مجاهدي الأمة، سيتم تحديد مصير المنطقة وفلسطين العزيزة في المستقبل القريب».
من جهته، جدد قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني العميد إسماعيل قاآني، تأكيد وقوف بلاده إلى جانب حزب اللـه اللبناني حتى تحرير القدس، ونقل موقع «الميادين نت» عن قاآني قوله: «سنبقى إلى جانب جبهة المقاومة حتى فتح فلسطين وتحرير القدس»، مضيفاً: إن «الشهيد نصر اللـه سجّل بجهاده صفحات ذهبية في قيادة المعارك الصعبة من حرب تموز إلى الحرب ضد «داعش والتكفيريين» في سورية والعراق.
المصدر: الوطن