طالبان على أعتاب ثلاث سنوات
بعد خروج القوات الأمريكية المحتلة وحلفائها استحوذت طالبان التي تستخدم في تعريف نفسها لقب «إمارة أفغانستان الإسلامية»، على العاصمة كابول في الرابع والعشرين من أغسطس 1400 وأعلنت رسمياً عن تشكيل حكومة مؤقتة. ومع ذلك لا تعترف غالبية دول العالم بهذه الحكومة بشكل رسمي، وتقتصر تعاملاتها معها على بعض التفاعلات والمبادلات. من جهة أخرى أدت بعض القضايا إلى مواجهة طالبان تحديات عديدة في حكم أفغانستان وسنستعرض في هذا المقال بعض التطورات في أفغانستان بمناسبة مرور ثلاث سنوات على حكم طالبان.
بعد خروج القوات الأمريكية المحتلة وحلفائها استحوذت طالبان التي تستخدم في تعريف نفسها لقب «إمارة أفغانستان الإسلامية»، على العاصمة كابول في الرابع والعشرين من أغسطس 1400 وأعلنت رسمياً عن تشكيل حكومة مؤقتة. ومع ذلك لا تعترف غالبية دول العالم بهذه الحكومة بشكل رسمي، وتقتصر تعاملاتها معها على بعض التفاعلات والمبادلات. من جهة أخرى أدت بعض القضايا إلى مواجهة طالبان تحديات عديدة في حكم أفغانستان وسنستعرض في هذا المقال بعض التطورات في أفغانستان بمناسبة مرور ثلاث سنوات على حكم طالبان.
محاولات كسب الشرعية
تتأثر السياسة الخارجية لطالبان بشدة سعيها للحصول على الشرعية الدولية واحتياجها للتفاعل الاقتصادي مع الدول الأخرى. ولهذا السبب بخلاف الفترات السابقة التي حكمت فيها طالبان أفغانستان، تسعى هذا الجماعة الآن لتثبيت شرعيتها والحفاظ على قواعد حكمها. ومع ذلك لم تعترف أي دولة بشكل رسمي بالحكومة التي تسيطر عليها طالبان حتى الآن. بناءً على ذلك تواصل طالبان محادثاتها مع الولايات المتحدة وروسيا وإيران وغيرها من القوى الإقليمية والدولية بشكل متزامن ومستمر، داخلياً تسعى هذه الجماعة لتسليط الضوء على نهجها السلمي ولديها دبلوماسية نشطة على المستوى الإقليمي والدولي.
الموقف من القضية الفلسطينية
قبل فترة عقد محمد عبدالكبير، نائب سياسي رئيس الوزراء في حكومة طالبان، اجتماعاً مع أحمد وحيدي، وزير الداخلية الإيراني حيث اعتبر عبدالكبير القضية الفلسطينية من القضايا المهمة في عالم الإسلام وأشار إلى مظلومية أهل غزة مشدداً على أن أفغانستان بالتعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم الشعب المظلوم في غزة وأعرب عن أمله في أنه لو كان لدينا حدود مشتركة مع الكيان المحتل لكنا دخلنا في حرب مع الصهاينة دفاعاً عن الشعب الغزاوي المظلوم. كما عبّر مسؤولو طالبان عن إدانتهم لاغتيال إسماعيل هنية وأعربوا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
تأكيد مسؤولي طالبان على الابتعاد عن الخلافات لتقوية الحكومة
طلب أمير خان متقي وزير الخارجية لدى طالبان من المسؤولين والجنود الابتعاد عن العوامل التي تثير كراهية الناس. وأضاف متقي أنه يتوجب على جيش الإمارة الإسلامية تعزيز شعبيته لتحفيز الناس على الوقوف إلى جانبهم.
أكد هبت الله آخوندزاده، رئيس حكومة طالبان خلال لقائه مع محافظ ومسؤولي ولاية غور على ضرورة تجنب الخلافات من أجل تعزيز استقرار الهيئة الحاكمة في أفغانستان. وكتب ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان حول هذا الاجتماع بأن مسؤولي هذه الولاية قد طرحوا مشاكلهم مع آخوندزاده. وبحسب قوله فقد تناول رئيس طالبان في هذا اللقاء مواضيع تعزيز النظام الإسلامي وتطبيق الشريعة وحماية الأهداف والإنجازات التي تحققت خلال معركة الجهاد في تعليم وترويج الفكر الإسلامي بين أبناء المسلمين والالتزام الكامل بأوامر أمرائهم والرفق بالمرؤوسين والابتعاد عن الخلافات والسعي لتقديم خدمات جيدة للمسلمين من خلال توجيهات وتوصيات ضرورية.
الأداء الاقتصادي لطالبان
تسعى طالبان بشكل مكثف لجذب الاستثمارات الأجنبية حيث قامت بإنشاء تجمع مع إيران وروسيا وباكستان بهدف جذب الاستثمارات في مجالات الطاقة والبنية التحتية والمعادن. كما تم إصدار أمر بإنشاء لجنة وزارية مشتركة لتسهيل عملية الاستثمار. ومع ذلك يمكن القول إن سياسة طالبان الاقتصادية لم تكن ناجحة تماما فرغم أن الأمن يُعتبر أحد العوامل الأساسية لجذب الاستثمارات الدولية وقد تمكنت طالبان إلى حد ما من تحقيق مستوى أمان أفضل من الحكومة السابقة، إلا أن هناك لا يزال شعور بعدم الثقة بين المستثمرين وزعماء طالبان الذين شكلوا حكومة مكونة من أفراد غير متخصصين ذوي آراء متطرفة.
الخلاصة
تحاول طالبان إيجاد توازن بين جذب الدعم الدولي والحفاظ على أيديولوجيتها الداخلية، لكن يبدو أن هذه السياسة قد واجهت الفشل. إذ إن عدم الاعتراف الدولي والتفاعلات الناجحة مع الدول الكبرى والفشل في كسب الدعم الإقليمي والتحديات المتعددة في الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي تُظهر العوائق الرئيسية التي تواجهها في التعامل مع المجتمع الدولي. وهذا يدل على أن سياسات طالبان في مرحلة قرب انتهاء عامها الثالث من الحكم في أفغانستان ولم تحقق الأهداف المرجوة كما يجب.