صوت غزة يعلو ولا يُعلى عليه.. العالم ينادي باسم غزة في المحافل والشوارع
لطالما كانت غزة شوكة في خاصرة الاحتلال، ليصل الأمر إلى مقولة "أتمنى لو أستيقظ يوماً وأرى غزة وقد ابتلعها البحر"، التي جاءت نصاً على لسان رئيس وزراء الاحتلال الأسبق "إسحاق رابين"، بينما ترددت كمعنى على لسان أغلب قادة دولة الاحتلال منذ نشأتها وحتى اليوم، وهو ما يمثل تجسيداً لغزة المقاومة للاحتلال.
لطالما كانت غزة شوكة في خاصرة الاحتلال، ليصل الأمر إلى مقولة "أتمنى لو أستيقظ يوماً وأرى غزة وقد ابتلعها البحر"، التي جاءت نصاً على لسان رئيس وزراء الاحتلال الأسبق "إسحاق رابين"، بينما ترددت كمعنى على لسان أغلب قادة دولة الاحتلال منذ نشأتها وحتى اليوم، وهو ما يمثل تجسيداً لغزة المقاومة للاحتلال.
فمنذ نكبة فلسطين وإلى اليوم، مثّل قطاع غزة قاعدة للوطنية الفلسطينية ومنبعاً لمقاومة لا تنضب للاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة، فضرب سكان القطاع مثالا للصمود والتحدي والصبر، لن تجد اليوم فلسطينيا في غزة لم يفقد عزيزا خلال الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي وهناك من فقدوا عائلاتهم بالكامل ولكن لم يثنيهم هذا على استمرار دعمهم وتأييدهم للمقاومة الفلسطينية.
حتى أن سكان غزة يعانون من أسوأ ظروف حياتية ممكن أن يتعرض لها بشري في العالم.
وحسب تعبير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فإن "غزّة أصبحت مقبرة للأطفال"، كما أن "العمليات البرية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية والقصف المستمر يضربان المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس ومنشآت الأمم المتحدة التي تتضمن ملاجئ. لا أحد في مأمن".
إلا أنه ومع استمرار المجازر الإسرائيلية في حق سكانها، كما تهجيرهم وحرمانهم من الماء والكهرباء والوقود، ومنع المساعدات الدولية عنهم، لا تزال غزّة صامدة وتقاوم مساعي الجيش الإسرائيلي لاحتلالها فيما ليس هذا الصمود الذي أبانت عنه غزة وليد الحرب الأخيرة، بل هو استمرار لتاريخ نضالي حافل خطّه أهالي القطاع بدمائهم، منذ الأربعينات من القرن الماضي وهو ما أفرز النضج الذي تشهده المقامة الغزية اليوم، وقدراتها التكتيكية والعسكرية العالية التي كانت واضحة في هجوم "طوفان الأقصى" في الـ 7 تشرين الأول الماضي.
على مرأى ومسمع من العالم أجمع، يستشهد مزيد من الفلسطينيين في قطاع غزة بفعل سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة، إلى جانب مظاهر القتل والإبادة الأخرى.
وقال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية عبر وسائل الإعلام إنّ عددًا من المرضى الذين يعالجون في مستشفيات شمالي القطاع، باتوا عبارة عن هياكل عظمية بسبب انعدام الغذاء والدواء، محذرًا من ازدياد عدد شهداء المجاعة ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
يوم 7 تشرين الأول يوم إعلان بدء المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى هو يوم يتمنى الاحتلال الإسرائيلي أن يمحوه من ذاكرته من خلال حرب الابادة بحق قطاع غزة لكن الفلسطينيين لم ولن يستسلموا للاحتلال، وسطَّرواً تاريخاً من الصمود سكان غزة يريدون العودة إلى بيوتهم، الناس يريدون العودة إلى بيوتهم حتى لو كانت مهدمة وهم مستعدون لنصب الخيام هناك.
ممارسات الاحتلال الإسرائيلي فضحت حقيقة هذا الكيان الذي لا يمت اللاإنسانية بصلة اليوم لا يستطيع أحد أن يخفي الحقائق على أهوائه فوسائل التواصل الاجتماعي والناشطون في مختلف أنحاء العالم كشفت للعالم مدى وحشية الاحتلال الإسرائيلي وداعميه وهو ما ساهم في تغيير الرأي العام العالمي إلى رافض ومندد لسلوكياته وحتى وجوده.
حيث أوضحت عدد من استطلاعات الرأي في العالم عن تراجع دعم الاحتلال الإسرائيلي في الفئات الشابة حصرا حتى أن نسبة منها تريد أن تزول "اسرائيل تماماً".
كشفت الحرب البشعة والعدوانية التي يشنها الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من خمسة أشهر عددا من الظواهر الأساسية والتي تجعل من هزيمة إسرائيل حقيقة مؤكدة، حيث إن الهزيمة الكبرى للجيش الإسرائيلي وأجهزته الاستخباراتية حدثت يوم السابع من تشرين الأول فقد شهد الكيان الإسرائيلي ما يشبه الانهيار.
ومن هنا فإن ردة الفعل جاءت انتقامية ضد المدنيين في قطاع غزة من الأطفال والنساء والشيوخ والقصف العشوائي على المؤسسات الصحية ومنع المساعدات الإنسانية لأكثر من مليوني إنسان. إن ردة الفعل الانتقامية اتضحت معالمها للرأي العام العالمي من خلال المجازر البشعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مشهد إبادة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ومن هنا لعب الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي دورا محوريا خاصة لدى الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وشاهدت تلك الشعوب المجازر المروعة التي ارتكبتها إسرائيل في حق المدنيين العزل. ومن خلال قصف جوي همجي ضد مساكن المواطنين. ومن هنا خرجت الشعوب العربية والغربية وفي آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية تندد بتلك الجرائم البشعة التي يندي لها جبين الإنسانية.
وبدأ الرأي العام عالميا يتغير لصالح القضية الفلسطينية، بعد أن كشف الكيان الصهيوني عن نواياه الحقيقية الهادفة إلى تدمير شبه كلي او كلي للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، وتصفية القضية الفلسطينية مرة وإلى الأبد.
ومنذ عملية تدمير مستشفى المعمداني يوم 17 تشرين الثاني، التي ذهب ضحيتها 500 مدني معظمهم من الجرحى والمرضى والمحتمين بالمكان، بدأت تتغير الاتجاهات في أنحاء العالم وتصحو على حجم المجازر والدمار الشامل وانكشاف نوايا الإبادة الجماعية.
فالبرتغال وإسبانيا، رفضوا ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات وحشيه تجاه قطاع غزة وفي فرنسا أيضا رفض حزب "فرنسا الأبية" وصف عملية "حماس" في غلاف غزة بعملية "إرهابية"، إضافة إلي المطالبة بمحاكمة نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم الحرب في غزة وانتهاكه القانون الدولي، كما دعمت سلوفينيا وايرلنديا مطالب الوقف الفوري لإطلاق النار، في إشارة للاتحاد الأوروبي بفقدان مصداقيته في الالتزام مبادئ القانون الدولي.
وتسير بريطانيا التي تعد عرابة وعد بلفور والسبب الأول فيما يعيشه الشعب الفلسطيني منذ ما قبل النكبة حتى أيضًا على نفس نهج الاتحاد الأوروبي على الرغم من خروجها منه، وعندما صرح “كير ستارمر” زعيم حزب العمال بدعمه للاحتلال وعدم مطالبته بوقف إطلاق النار، تسبب ذلك في توالي الاستقالات من قبل أعضائه الذين يريدون التصويت لإنهاء الحملة الإسرائيلية العسكرية على غزة.
ويعد فوز جورج غالاوي في الانتخابات الفرعية للبرلمان البريطاني عن مدينة روتشديل أحد مفرزات الدعم العلني للقضية الفلسطينية والرفض المطلق للجرائم الصهيونية، ولا ننسى ما قامت به جنوب أفريقيا من رفع دعوى في محكمة العدل الدولية ضد كيان الاحتلال وجريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها ضد الفلسطينيين في تحول غير مسبوق حيث وضع الكيان لأول مرة في قفص الاتهام.
هذه التحولات في الرأي العام سيكون لها الأثر الفاعل ما بعد العدوان على غزة وصورة الكيان العالمية وحتى صورة الغرب والولايات المتحدة في دعمهم المطلق للكيان وما تنديدهم الخجول للعدوان إلا تحت ضغط الرأي العام الشعبي والعالمي.
لكن يبدو جليا أن حكومة "نتنياهو" تمعن في حرب القتل والابادة ضد الفلسطينيين غير ابهة لا هي ولا داعمها الاكبر "أمريكا" بالرأي العام الدولي ولا بردود الفعل الشعبية ليخسر الاحتلال الاسرائيلي قاعدته الشعبية في عدد من دول العالم شيئا فشيئا.
المصادر:
1-https://cuts.top/BBuI
2- https://cuts.top/BBv5
3- https://cuts.top/BBvA