سفر علييف إلى مصر!

     شهدنا في الأيام القليلة الماضية زيارة الرئيس الأذربيجاني لمصر وكان حضور رئيس أذربيجان في جامعة الأزهر والاجتماع مع رئيس هذه الجامعة الإسلامية من الأحداث الهامة في زيارة إلهام علييف إلى القاهرة. هذه الرحلة، التي جاءت بهدف تطوير العلاقات بين البلدين، حظيت بقدر أقل من الاهتمام وسط أنباء الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام الصهيوني في الغارات الأخيرة زيادة حدة الصراع بين حزب الله والنظام الإسرائيلي. أحداث ومجريات هذه الزيارة لرئيس أذربيجان إلى مصر سنناقشها في هذا المقال من مختلف الجوانب وبحث أهمية هذا اللقاء.

بحث أزمة الصراع في غزة : إن أحد الأهداف المعلنة لزيارة إلهام علييف للقاهرة هو مناقشة وضع الحرب والأزمة الإنسانية في قطاع غزة ومحاولة إرساء السلام ووقف القتال بين الطرفقن 2. بالنظر إلى أن مصر وأذربيجان تربطهما علاقات دبلوماسية مع النظام الصهيوني، فإن جهود البلدين يمكن أن تؤثر على حل الأزمة في غزة. إن دولتي البلدين وصلتا لمرحلة اليأس من أجل إنهاء هذه الحرب، وهذا يشكل ضغط كبير على حكومتي مصر وأذربيجان لمحاولة ولو ظاهرياً إيجاد حلول لإنهاء القتال في غزة ، ولكن من حيث المبدأ والمضمون لا يوجد أي دليل على الإجراءات العملية والفعلية للحكومتين المصرية والأذربيجانية للضغط على إسرائيل، وهذا هو مصدر قلق لشعبي البلدين.

تبادل مصادر الطاقة، من بين القضايا التي ظهرت في وثائق التفاوض بين الرئيسين في القاهرة مناقشة تعزيز التعاون في مسألة الطاقة، حيث أنه نظراً لامتلاكها موارد غاز ونفط غنية، يمكن لأذربيجان تصدير هذه المواد إلى دول المنطقة بالتعاون مع مصر لتستفيد منه بمضاعفة قيمة هذا المنتج من مصر. ويمكن لجغرافية مصر أن توفر الأرضية اللازمة لعبور الطاقة من أذربيجان، وهذا الموضوع هام ومفيد جداً للحكومة المصرية التي تتعرض لضغوطات اقتصادية شديدة.

تعزيز دور أذربيجان: أظهر رئيس أذربيجان في السنوات الأخيرة أنه يريد زيادة دور بلاده في العلاقات الدولية والإقليمية. و بعد حرب باكو-يريفان في كاراباخ والنصر النسبي الذي حققته أذربيجان ، تم تعزيز مباردة رئيس البلاد لتطوير دور أذربيجان في المشاركة في القضايا الدولية. كان وجود الرئيس في القاهرة، بالقرب من الأراضي المحتلة رسالة إلى الشعب المسلم في منطقة غرب آسيا بأن أذربيجان ليست سلبية في التطورات التي تحدث في غزة وتلعب دور الوساطة ضد الشعب الفلسطيني المضطهد. ما إذا كان هذا هو الهدف الحقيقي لرئيس أذربيجان هو قضية مستقبلية.

الممرات ، إحدى القضايا المهمة التي ظهر على جدول المفاوضات بين أذربيجان ومصر ، كانت مناقشة تعزيز خط سكة حديد باكو وتبليسي وكارس 3 ، طريق الاتصال هذا ، الذي تم طرحه بما يتماشى مع خطة إنشاء وتعزيز الممر الأوسط ، هو أحد خطط تركيا لتجاوز إيران وروسيا في منطقة شرق آسيا. مع تعزيز خط سكة حديد باكو تبليسي كارس ، ويمكن أن تكون منطقة آسيا الوسطى محور اتصال مواز للممر الشمالي الجنوبي لإيران وروسيا. إذا تم تنفيذ هذا المشروع، يمكن لمصر أيضا استخدام فوائد موقعها الجغرافي كدولة مشاركة في المشروع والحصول على الحق في نقل البضائع إلى دول غربية أخرى.

عموما ، الخطط الاقتصادية هي واحدة من الأشياء التي أصبحت محط أهتمام جميع البلدان لتطوير أعمالها وتحسين وضعها. وفي عالم يأتي فيه الاقتصاد أولا يتم تعريف تعزيز الأمن الذي يرتبط به منذ البداية. تقوم الحكومة الأذربيجانية بإعداد تصميم جديد لتنمية بلدها بعد انتصارها النسبي في حرب كاراباخ ، والذي سيستخدم جميع مرافق المنطقة لزيادة قوتها من خلال إنشاء وتعزيز الممر الأوسط إلى جانب خطة الممر الشمالي الجنوبي. وتنشط أذربيجان في كل من الممر الأوسط لتركيا والممر الشمالي الجنوبي لروسيا وإيران. لذلك فإن براغماتية أذربيجان في الوضع الدولي الحالي يمكن أن تزيد من دور البلاد في خطط التنمية الدولية للقوى الإقليمية. وسيكون لهذا تأثير خاص على جيرانها (إيران وروسيا).

 امیرعلی یگانه

1. https://news.az/news/video-azerbaijan,-egypt-set-to-boost-trade-following-high-level-visits

2. https://caliber.az/en/post/246729/

3. https://english.ahram.org.eg/NewsContent/1/1234/525094/Egypt/Foreign-Affairs/Sisi-commends-progress-in-AzerbaijanArmenia-border.aspx