تمديد هدنة غزة… وارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 15 ألفا
أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أمس الإثنين، ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 15 ألفا وذلك بعد انتشال العشرات منهم من تحت الأنقاض أو تم دفنهم بعد إخلاء جثامينهم من الشوارع، في وقت مددت فيه الهدنة التي كان من المفترض أن تنتهي اليوم، يومين إضافيين بحيث تنتهي الخميس، وسط إعلان وسائل إعلام عبرية أن قائد حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، التقى بعدد من المحتجزين الإسرائيليين، قبل الإفراج عنهم مؤخرا.
جاء ذلك، فيما كانت عملية التبادل الرابعة المتعلقة بيوم أمس، في مرحلتها الأخيرة، حيث قالت القناة 12 الإسرائيلية إن الصليب الأحمر تسلم 11 رهينة إسرائيلية، وسط تأكيدات إعلامية أن قائمة الأسرى الفلسطينين الذين سيفرج عنهم تشمل 3 أسيرات و30 طفلا.
وأوضح المكتب الإعلامي في غزة، في بيان، أن عدد الشهداء حتى مساء اليوم (أمس) تجاوز 15000 شهيد، بينهم أكثر من 6150 طفلا، وأكثر من 4000 امرأة، حيث تم انتشال عشرات الشهداء من تحت الأنقاض أو تم دفنهم بعد إخلاء جثامينهم من الشوارع أو استشهدوا متأثرين بجراحهم.
وأضاف أنه ما زال قرابة 7000 مفقود إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم ما زال مجهولا، بينهم أكثر من 4700 طفل وامرأة.
في الموازاة، أعلنت وزارة الخارجية القطرية، وحركة “حماس” الفلسطينية، التوصل لاتفاق مع الجانب الإسرائيلي بشأن تمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة يومين إضافيين.
كذلك، أعلنت “حماس”، في بيان مقتضب على “تلغرام” أنه “تم الاتفاق مع الأشقاء في قطر ومصر، على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمدة يومين إضافيين بنفس شروط الهدنة السابقة”.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين في تل أبيب – لم تسمهم- تأكيدهم تمديد الهدنة.
في غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام عبرية، أن قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، التقى بعدد من الأسرى الإسرائيليين، قبل الإفراج عنهم مؤخرا.
وقالت صحيفة “هآرتس”، إن السنوار التقى ببعض المحتجزين الإسرائيليين وتحدث معهم باللغة العبرية.
ونقلت “القناة 12” العبرية، عن إحدى الأسيرات التي أفرج عنها ضمن صفقة التبادل، إنه في الأيام الأولى من أسرها داخل نفق، هي وآخرون، قام شخص ملتح بفتح الباب، وتحدث معهم باللغة العبرية بطلاقة، تبين أنه السنوار.
وأشارت إلى أن السنوار قال لهم: “أنا يحيى السنوار، وأنتم في مكان الأكثر أمانا، ولن يحصل لكم أي مكروه”.
وأكد مسؤول أمني، التقارير، مشيرا إلى أن إحدى الأسيرات قد أفصحت عن ذلك في شهادتها التي قدمتها أمام “الشاباك”.
كذلك، بعثت محتجزة إسرائيلية تم الإفراج عنها رسالة شكر إلى عناصر القسام أثنت فيها على إنسانيتهم “غير الطبيعية” في التعامل مع طفلتها، التي اعتبرت نفسها “ملكة في غزة”. وأطلقت “حماس”، الجمعة، سراح السيدة دانيال وابنتها إيمليا آلوني (6 سنوات) ضمن الدفعة الأولى من عملية تبادل الأسرى مع إسرائيل.
ورحب البيت الأبيض بتمديد فترة الهدنة، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الهدنة تتيح إرسال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية الإضافية للمدنيين الذين يعانون في القطاع.
وأضاف في بيان “نستفيد بشكل كامل من وقف القتال لزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تنقل إلى غزة، وسنواصل جهودنا لبناء مستقبل ينعم فيه الشعب الفلسطيني بالسلام والكرامة”.
كما تلقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
ووفقا لبيان صادر عن الخارجية القطرية، بحث الطرفان تطورات الأوضاع في قطاع غزة وتنفيذ اتفاق الهدنة وتمديده.
وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، لبلينكن ضرورة استمرار جهود إيقاف الحرب في غزة.
فيما أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن شكر بلاده لقطر على جهودها في الوساطة لتمديد الهدنة في غزة.
كذلك، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن تمديد الهدنة “هو بارقة أمل وإنسانية”.
خبراء أمميون يدعون للتحقيق في جرائم حرب في إسرائيل والأراضي الفلسطينية
وفي السياق، دعا خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، أمس الإثنين، إلى إجراء تحقيقات مستقلة في “ادعاءات حول ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، في اسرائيل والأراضي الفلسطينية، من كافة الأطراف، منذ السابع من تشرين الأول/إكتوبر.
وأكد بيان مشترك صادر عن موريس تيدبول بينز، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء، وأليس جيل إدواردز، المقررة الخاصة المعنية بالتعذيب، على الحاجة إلى إجراء “تحقيقات سريعة وشفافة ومستقلة”، والمحاسبة.
وقال البيان “يجب منح المحققين المستقلين الموارد اللازمة والدعم والوصول المطلوب لإجراء تحقيقات سريعة وشاملة ومحايدة في الجرائم التي يُزعم أن جميع أطراف النزاع ارتكبتها”.
وحسب الخبراء، فإن “واجب التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك أي عمل من أعمال القتل بإجراءات موجزة أو خارج نطاق القضاء، أو التعذيب أو غيره من الاعتداءات على الكرامة الإنسانية، هو التزام قانوني أساسي”.
والخبراء المستقلون معيّنون من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولا يتحدثون نيابة عن الأمم المتحدة.
وحث البيان المجتمع الدولي على ضمان تقديم كافة المسؤولين عن أخطر الانتهاكات، خاصة الذين يتحملون مسؤوليات قيادية، إلى العدالة على وجه السرعة.
وأكد أنه “لا يوجد قانون للتقادم” بالنسبة لجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، التي تندرج تحت ما يسمى بالولاية القضائية العالمية.
وهذا يعني أنه في الإمكان للمحاكم في أي دولة في العالم محاكمة المسؤولين عن ذلك، بغض النظر عن جنسيتهم والدولة التي تم فيها ارتكاب هذه الجرائم. وحسب الخبراء، “نشجع كافة الدول على القيام بدور استباقي في تحديد الجناة المشتبه بهم الرئيسيين والمساعدة في تسهيل الملاحقات القضائية عبر مبدأ المساعدة القانونية المتبادلة”.
أسيران محرران: نتعرض لتنكيل يومي ومعاملة سيئة للغاية
واعتقل الجيش الإسرائيلي خلال أيام الهدنة المؤقتة لمدة 4 أيام، 260 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة، في حين، كشف الأسرى الذين حرروا ضمن اتفاق التبادل بين حركة “حماس” وإسرائيل، عن العذابات التي كانوا يعيشونها في سجون الاحتلال.
وقالت أماني سراحنة، مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) للأناضول، إن “السلطات الإسرائيلية نفذت خلال أيام الهدنة الإنسانية الأربعة حملة اعتقالات في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية طالت 260 فلسطينيا”.
في السياق، يأمل الفتى المحرر حسن صبارنة، في العودة مجددا لحياته الطبيعية، عقب تحريره من السجون الإسرائيلية، قائلا إن المعتقلين يعيشون “تنكيلا يوميا وحياة صعبة للغاية دون طعام أو اهتمام”.
صبارنة، الذي أفرج عنه مساء الأحد، ضمن الدفعة الثالثة في صفقة التبادل، أوضح أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية “يعيشون حياة صعبة للغاية دون طعام واهتمام، وسحب كل المستلزمات من ملابس وأغطية وأجهزة كهربائية، إلى جانب المعاملة السيئة والتنكيل اليومي”.
كذلك، تحدث الأسير المحرر يزن عن حجم الانتهاكات في حق الأسرى داخل سجون الاحتلال، التي احتدت بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إثر عملية طوفان الأقصى، وقال “صادرت قوات الاحتلال الأجهزة الكهربائية، وملابس وأحذية الأسرى”.
وأفاد بأن إدارة السجن حرمت الأسرى بعد طوفان الأقصى من الرعاية الطبية والأدوية.
المصدر: القدس العربي