تظاهرات ضد الاحتلال الفرنسي في كاليدونيا الجديدة تواصلت لليوم الـخامس
ارتفعت حصيلة القتلى في كاليدونيا الجديدة نتيجة قمع السلطات الاستعمارية الفرنسية تظاهرات احتجاجية، إلى ستة بينهم اثنان من عناصر الشرطة، في حين دعت روسيا السلطات الفرنسية إلى الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين في كاليدونيا الجديدة.
ارتفعت حصيلة القتلى في كاليدونيا الجديدة نتيجة قمع السلطات الاستعمارية الفرنسية تظاهرات احتجاجية، إلى ستة بينهم اثنان من عناصر الشرطة، في حين دعت روسيا السلطات الفرنسية إلى الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين في كاليدونيا الجديدة.
وتواصلت التظاهرات في كاليدونيا الجديدة لليوم الخامس على التوالي، بعد ساعات من فرض فرنسا حالة الطوارئ في هذا الإقليم الواقع في المحيط الهادئ، وارتفعت حصيلة القتلى إلى 6، بينهم اثنان من عناصر الدرك.
وحسب موقع «الميادين»، أفاد قائد قوات الدرك في كاليدونيا الجديدة، نيكولا ماتيوس، أمس السبت، بسقوط قتيل وإصابة شخصين في منطقة كالا-غومين في شمال الإقليم المستعمر فرنسياً ليرتفع العدد الإجمالي للقتلى إلى ستة.
في غضون ذلك، دعت روسيا السلطات الفرنسية إلى الامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين في كاليدونيا الجديدة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تعليقاً على قيام الشرطة الفرنسية بقمع المسيرة الاحتجاجية التي شارك فيها عدة آلاف ضد السياسة الاستعمارية الفرنسية في الـ13 من أيار الجاري في عاصمة كاليدونيا الجديدة: إن «المظاهرات تصاعدت وتحولت إلى اضطرابات جماعية اجتاحت الجزيرة، وقتل خلالها بالفعل العديد من السكان المحليين وضباط الشرطة، وأصيب العشرات من رجال الأمن، وتم اعتقال مئات المتظاهرين»، وفق ما نقل موقع «روسيا اليوم».
وأشارت زاخاروفا إلى أن الجانب الروسي يدعو باريس إلى الامتناع عن الاستخدام غير المبرر للعنف ضد المتظاهرين، وضمان احترام حقوق وحريات السكان الأصليين في كاليدونيا الجديدة وغيرها من أراضي ما وراء البحار الخاضعة لسيطرتها.
وتسعى القوات الفرنسية إلى إعادة الهدوء للأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ، وقامت فرق من مشاة البحرية والشرطة المدججة بالسلاح بدوريات في العاصمة نوميا حيث تغطي الشوارع آثار أعمال العنف الليلية، والتي اندلعت على خلفية تعديل دستوري مثير للجدل.
وفرضت حالة الطوارئ بعدما تصاعدت المعارضة ضدّ تعديل دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات المحلية ليشمل كلّ المولودين في كاليدونيا والمقيمين فيها منذ ما لا يقل عن 10 سنوات، ويرى المنادون بالاستقلال أن ذلك «سيجعل شعب كاناك الأصلي أقلية بشكلٍ أكبر».
ووصل ألف عنصر إضافي من قوات الشرطة والدرك الفرنسية إلى الأرخبيل ليل الخميس الجمعة، للانضمام إلى 1700 من زملائهم المنتشرين أساساً، وكاليدونيا الجديدة هي مستعمرة فرنسية منذ أواخر القرن التاسع عشر، ويدور الجدل السياسي في الأرخبيل حول ما إذا كان يجب أن يكون جزءاً من فرنسا أو يتمتع بحكم ذاتي أو استقلال، مع انقسام الآراء على أساس عرقي.
واندلعت التظاهرات الأخيرة بسبب خطط باريس فرض قواعد تصويت جديدة يمكن أن تمنح عشرات الآلاف من السكان غير الأصليين حق التصويت، وترى مجموعات مؤيدة للاستقلال أن من شأن ذلك أن يضعف أصوات السكان الأصليين «الكاناك» الذين يشكّلون نحو 40 بالمئة من السكان.
وفي 15 أيار الجاري، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حالة الطوارئ في كاليدونيا الجديدة، المستعمرة الفرنسية في جنوبي المحيط الهادئ، والتي كان يسكنها شعب «الكاناك»، الذي تحوّل إلى أقلية في البلاد، وكاليدونيا الجديدة واحدة من خمس مناطق جزرية تسيطر عليها فرنسا بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي مدرجة منذ 1986 على لائحة الأمم المتحدة للأراضي غير المستقلة التي يجب إزالة الاستعمار منها.
في سياق آخر، أصدرت السلطات الفرنسية أعلى مستوى من الإنذار من خطر الأمطار والفيضانات في موسيل، وتدخل رجال الإطفاء لمساعدة المئات في مناطق ارتفع منسوب المياه في بعضها إلى 40 سنتيمتراً.
ودعا وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عبر منصة «إكس» السكان إلى اتخاذ «أقصى درجات الحذر واحترام تعليمات السلطات» التي طلبت منهم البقاء في منازلهم، حيث طالت الفيضانات والأمطار الغزيرة نحو 117 بلدية في المنطقة، كما أجلت السلطات الألمانية مئات الأشخاص، وأوقفت العمل بمحطة لتوليد الطاقة الكهربائية في جنوب غرب ألمانيا نتيجة فيضانات وأمطار غزيرة هطلت على هذه المناطق, ودعا مكتب الدفاع المدني في ولاية زارلاند الحدودية الألمانية مع فرنسا السكان إلى أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر وتفادي النزول إلى أقبية المنازل، بعد ارتفاع منسوب المياه بسبب الفيضانات، وخصوصاً بعد انهيار جزء من حاجز مائي في بلدة كفيرشيد، والذي أدى إلى وقف العمل بمحطة لإنتاج الطاقة الكهربائية في هذه المناطق.
وتحدثت صحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار عن «فيضانات لم يشهد لها مثيل خلال قرن»، مع استمرار ارتفاع منسوب المياه، بدورهم، دعا عناصر الإطفاء في ولاية راينلاند بالاتينات الألمانية المجاورة نحو 200 شخص من سكان بلدة شودن إلى مغادرة منازلهم في ظل ارتفاع منسوب المياه وعمل هؤلاء العناصر في عدد من بلدات جنوب غرب ألمانيا لإجلاء السكان تحسباً لوقوع انزلاقات أرضية بسبب الكمية الضخمة من المياه.
وحذرت هيئة الأرصاد المناخية الألمانية من فيضانات «هائلة» في مناطق جنوب غرب البلاد، ولاسيما ولايات زارلاند وجزء من بادن-فورتمبرغ وراينلاند بالاتينات وهسن وشمال الراين-وستفاليا.
المصدر: الوطن