انتفاضة الشعب العراقي ضد الاستعمار البريطاني بقيادة آية الله الشيرازي
انتفاضة الشعب العراقي ضد الاستعمار البريطاني بقيادة آية الله الشيرازي
يحتل العراق المرتبة 58 في العالم من حيث المساحة ولديه أحد أكبر احتياطيات النفط في العالم. وبحسب آخر التقديرات، فإن كمية احتياطي النفط في هذا البلد تقترب من 144 مليار برميل. في عام 1927 ، تم اكتشاف أول حقل نفط اسمه حقل نفط خانه في العراق. ومنذ ذلك الوقت والأنظار تتجه نحو العراق لدرجة أن جزءًا من تاريخ البلاد ارتبط بهذا الذهب الأسود.[1]
من بين الدول الاستعمارية، أولت إنجلترا اهتمامًا خاصًا بالعراق، ومع بداية الحرب العالمية الأولى وبحجة منع النفوذ الألماني شنت حملة عسكرية على العراق من اتجاه مصب نهر أروند بقواتها التي كانت جزءًا من الأراضي العثمانية. بعد مرور بعض الوقت سيطرت إنجلترا على قسم كبير من العراق ومع نهاية الحرب العالمية الأولى احتلت إنجلترا كامل العراق. [2]
قصد البريطانيون إجراء أربع مشاريع من أجل تنفيذ نواياهم الإستعمارية لنهب موارد العراق واستعمار هذا البلد. أولاً كان المخطط جعل العراق هندياً، وبهذه الطريقة خططوا لنقل آلاف الهنود إلى بلاد ما بين النهرين حتى يكون ممثل الملك البريطاني في الهند مسؤولاً عن إدارة العراق. ثانياً توطين المهاجرين اليهود في العراق. والثالث هو تقسيم العراق وفصل ميناء البصرة وضمه إلى الهند ، وفي هذه الحالة يصبح الخليج الفارسي ممرًا مائيًا أنجلو-هندي. ورابعاً فصل الموصل عن العراق. [3]
وفي ظل هذه الظروف، بدأ شعب العراق المسلم الذي كان تحت حكم الأجانب الجهاد ضد الغزاة البريطانيين بقيادة علماء الدين من أجل منع هذا المستعمر من تحقيق أهدافه. في هذا التحرك، لم يصدر العلماء العراقيون أمر الجهاد فحسب، بل شاركوا أيضًا في جبهات مختلفة وقاتلوا ضد القوات الأجنبية. ومن بين هؤلاء الزعماء الدينيين ميرزا محمد تقي شيرازي، الذي أدخل قراره الجهادي قوى المقاومة في الحرب ضد الغزاة و شارك الجميع في ساحة الجهاد. حيث نفخ روح القتال ضد إنجلترا في جسد المسلمين وانتفض بشجاعة ليُعيد حقوق العراقيين المنتهكة، وأصدر فتواه التاريخية والملحمية التي أثارت الحماسة الوطنية والدينية عند الشعب العراقي في التاسع من تموز (يوليو) 1299، حتى يستعد الشعب العراقي للجهاد المقدس ضد بريطانيا الغازية. وبعد صدور هذه الفتوى تبلورت ثورة وطنية وإسلامية عُرفت بالثورة العراقية 1920، أدت في النهاية إلى تحرير العراق من الحكم البريطاني.[4]
مع أن يد المستعمر البريطاني كانت ضعيفة في العراق، إلا أنه موقعه وموارده القيمة كانت محط جشع بعض القوى لاحتلال هذا البلد، ولهذا السبب شهدنا في السنوات الماضية حربا في العراق ، والتي للأسف تسببت في العديد من الأضرار والعواقب وخلفت دماراً كبيراً. فقد غزت أمريكا العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل العراقية وعلاقة صدام بالإرهابيين مثل القاعدة ، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية وظهور داعش ونهب الثروات الهائلة لهذا البلد. أمريكا التي شنت هذا الهجوم وهي تعلم بالنتائج السياسية والاجتماعية والعسكرية كان لها هدف أكبر وهو أن يكون لها حضور دائم وحاسم في الشرق الأوسط حتى تتمكن بسهولة من نهب وسرقة موارد هذه المنطقة وعدم السماح بظهور أي قوة مناهضة لها. لكن خلال هذه الحرب واجهت أمريكا عقبة كبيرة لم تسمح لها بالوصول بسهولة إلى أهدافها المحددة سلفا ، وكانت تلك العقبة هي الشباب العراقي الذي، بسبب خلفيته القتالية لم يستطع الصمت في وجه القهر والقمع ، والاحتلال ، لهذا السبب وبأوامر من الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وقف الشباب العراقي ضد أهداف أمريكا الشريرة. [5]
حاولت الولايات المتحدة تحقيق أهدافها من خلال القضاء على قادة المقاومة واغتيالهم، ولكن خلافاً للتوقعات لم يتحمل الشعب العراقي تدخل الولايات المتحدة في شؤون بلادهه الداخلية، ولهذا السبب رأينا جهوداً مبذولة وسعياً قوياً لطرد الغزاة من هذا البلد. وهي قضية أثبتت أن الشعب العراقي كما في الماضي وكما حدث في ثورة 1920 فهم لم يسكتوا أمام جرائم المحتل وما زالوا يسعون للمطالبة بحقوقهم حتى الآن.
[1] https://www.iichs.ir/fa/article/24304
[2] https://www.tasnimnews.com/fa/news/1398/04/09/2043195/
[3] https://www.farsnews.ir/news/13920409000856/
[4] https://www.todaytime.ir/events/504
[5] https://www.mashreghnews.ir/news/1326804