الصهاينة؛ القبة الحديدية لن تكون قادرة على مواجهة 150 ألف صاروخ للمقاومة
كشفت"إسرائيل "أن أكثر من 30 صاروخاً أُطلقَت، عصر الخميس الماضي، من جنوب لبنان باتجاه أراضيها الشمالية، في قصف أوقع جريحاً وأضراراً مادية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 34 صاروخاً أُطلقت من لبنان، أمس، اعترض نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ 25 منها. ولقد صُممت «القبة الحديدية» خصيصاً للحماية من مجموعة من التهديدات قصيرة المدى الواردة. تعود جذور النظام إلى الحرب التي خاضتها “إسرائيل” مع «حزب الله» اللبناني في عام 2006، عندما تم إطلاق آلاف الصواريخ على “إسرائيل”، ما تسبب في أضرار جسيمة وعمليات إجلاء جماعية وعشرات القتلى. بعد ذلك قالت “إسرائيل” إنه سيتم تطوير درع دفاع صاروخي جديد
ولقد أُنشئت القبة الحديدية من قبل الشركتين الإسرائيليتين Rafael Advanced Defense Systems وIsrael Aerospace Industries مع بعض الدعم الأمريكي، وتم تشغيلها في عام 2011. وتعتبر القبة الحديدية من بين أنظمة الدفاع الأكثر تقدماً في العالم، وتستخدم الرادار لتحديد التهديدات الواردة وتدميرها قبل أن تتسبب في حدوث ضرر. وتم تصميم النظام ليتناسب مع جميع الأحوال الجوية، وخصيصاً للمساعدة في مكافحة الأسلحة البدائية قصيرة المدى، مثل الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة. والقبة هي في الواقع مجموعة متجولة من «البطاريات» أو وحدات المعدات – الرادارات وأجهزة الكومبيوتر وحزم الصواريخ – على عجلات. تستمع الرادارات للصواريخ القادمة القريبة، وتغذي تلك البيانات لأجهزة الكومبيوتر لتحليل مسار الصواريخ ونموذجها. يتم تحريك الوحدات لتغطية المزيد من الأرض والحفاظ على سرية موقعها.
وكان تطوير القبة الحديدية مكلفاً، لكن الشركات المصنعة تقول إنها فعالة من حيث التكلفة بسبب التكنولوجيا التي تستخدمها للتمييز بين الصواريخ التي من المحتمل أن تضرب مناطق مبنية وتلك التي لن تصيب. تطلق الوحدات الثابتة والمتحركة صواريخ اعتراضية فقط لإسقاط أي شيء يُفسَّر على أنه خطير. ورغم إعلان “إسرائيل” اعتراض القبة الحديدية لعدد من الصواريخ، إلا أنه من الواضح أنها فشلت في اعتراض أغلبها، والدليل إعلان تل أبيب عن تعليق الرحلات الجوية المدنية في مطاراتها؛ إثر تعرض وسط “إسرائيل” لهجمات صاروخية من غزة. ومنذ إعلان الغرفة المشتركة للمقاومة التدخل يوم الإثنين الماضي، إثر الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، توالت الرشقات الصاروخية على المستوطنات المحاذية لقطاع غزة وخاصة على عسقلان وأسدود.
ولكن اللافت أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف القدس، يعد تطوراً نوعياً لأن الصاروخ احتاج مسافة أطول لينطلق من غزة للقدس، وقالت كتائب عز الدين القسام إنها استخدمت نوعاً جديداً من الصواريخ في هذا الهجوم. ولكن الضربة الأكبر للقبة الحديدية جاءت من خلال تعرض تل أبيب لقصف “لم يسبق له مثيل”، بعد أن أمطرتها المقاومة في الساعات الأخيرة بـ130 صاروخاً، ونشرت فيدويوهات تظهر النيران تشتعل في شوارعها، علماً بأن تل أبيب تقع على مسافة كبيرة من غزة نحو 70 كلم، إضافة لاستهداف مدينة رعنان التي تبعد نحو 77 كم. الخبر الأسوأ بالنسبة لإسرائيل، أن المسافة الكبيرة التي قطعها الصاروخ من تل أبيب للقدس هي بمثابة إحراج للقبة الحديدية، لأنه يفترض أنه كلما زادت المسافة التي يقطعها الصاروخ في الهواء، زادت فرص رصده وإطلاقه.
ووسع وزير الدفاع الإسرائيلي بينى غانتس ورئيس أركانه أڤيڤ كوخافي مساحة إعلان الطوارئ، حتى ٨٠ كيلومتراً من قطاع غزة، وهذا أمر غير معتاد، حيث كان أقصى نطاق لحالة الطوارئ لصد أي رشقات صاروخية من الفصائل الفلسطينية، لم يتجاوز الـ٤٠ كيلومتراً من قبل. وقالت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن الصواريخ التي استخدمت ضد تل أبيب من النوع الثقيل وإنها استهدفت مطار بن غوريون وهي وفقاً لبيان للقسام، من طراز A120، تيمناً بقائد القسام رائد العطار. وأفاد البيان بأن هذه الصواريخ، تحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية، ويصل مداها إلى 120 كم، وتدخل الخدمة بشكل معلن لأول مرة”.
وأعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، مساء الثلاثاء الماضي إصابة 3 أشخاص بجروح خطيرة في الهجمات الصاروخية على منطقة تل أبيب. من جهته، علق مراسل “القناة 20” الإسرائيلية على القصف قائلاً: “إسرائيل” تتعرض إلى أقوى هجوم صاروخي في تاريخها على يد المقاومة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن منظومة القبة الحديدية، فشلت في اعتراض صواريخ تم إطلاقها من قطاع غزة بسبب “خلل فني”، دون توضيح نوعية هذا الخلل.
قد يكون السبب هو العدد الكبير واستخدام نوعية صواريخ جديدة
وبالفعل، أكد خبراء عسكريون في “إسرائيل” رواية بأن المقاومة في حوزتها صواريخ حديثة تمكنت من تجاوز منظومة “القبة الحديدية” والوصول إلى أهدافها وإحداث أضرار كبيرة. وقال هؤلاء الخبراء إن الجيش الإسرائيلي يجري دراسة سريعة حول هذه الصواريخ وكيفية نجاحها في الوصول إلى مناطق مأهولة وفشل “القبة الحديدية” في اعتراضها. وأكدوا أن هناك سببين جعلا المقاومة تنجح في تجاوز القبة الحديدية، أولهما إطلاق كمية هائلة من الصواريخ في آن واحد (130 صاروخاً خلال 5 دقائق، كما حدث اليوم الثلاثاء) والثاني استخدام صواريخ جديدة موجهة إلى الطوابق العليا في عمارات مرتفعة.
ليس الفشل الأول
هذا الفشل ليس الأول للقبة الحديدية التي فشلت قبل فترة وجيزة في اعتراض صاروخين قادمين من سوريا سقطا بالقرب من المفاعل النووي “ديمونا”، ما طرح وقتها عشرات التساؤلات عن مدى فاعليتها. وكشف تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي، أسباب عدم إسقاط الصاروخ السوري الذي وقع بالقرب من مفاعل ديمونا النووي. وأفادت القناة العبرية الـ”12″، بأنه تبين من نتائج التحقيق الأولية التي أجراها الجيش الإسرائيلي، أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية لم تتوافر لديها المضادات اللازمة لإسقاط هذا النوع من الصواريخ، فاضطرت إلى استخدام مضادات أخرى غير ملائمة لهذا النوع من الصواريخ السورية.
الجنرال الإسرائيلي يوسي لانغوتسكي سبق أن قال في مقال له إن “القبة الحديدية” أثبتت عدم فاعليتها وعجزها عن وقف صواريخ “المقاومة الفلسطينية”. وأكد قائد الوحدة 81 للتكنولوجيا في الجيش الإسرائيلي أنه “من الخطأ من قبل “إسرائيل” أن تعتمد فقط على نظام دفاع فعال يعتمد على تكنولوجيا الصواريخ الاعتراضية، من أجل توفير استجابة فعالة للتهديدات الصاروخية، التي قد تلحق أضراراً بالغة بالحرب المستقبلية في الجبهة الداخلية، ومنشآتها الاستراتيجية وقوات الجيش، وتشمل هذه التهديدات الطائرة وصواريخ وقذائف”.
وأضاف إن “نظام القبة الحديدية له العديد من القيود بما في ذلك نطاق الاعتراض الفعال للصاروخ قصير الاعتراض، لأنه في كثير من الحالات يحدث الاعتراض فوق منطقة الاستهداف، وكذلك لديه قيود في اعتراض الصواريخ الباليستية التي يجري إطلاقها على المديين المتوسط والبعيد، وغير قادرة على التعامل مع صواريخ العدو القابلة للمناورة والدقيقة، حيث تبلغ تكلفة كل إطلاق صاروخ على القبة الحديدية أكثر من مئة ألف دولار”. وتابع: “يوجد الكثير من الحقائق الموثقة التي تشهد على هذا الفشل الكبير، لأنه نتيجة سقوط صواريخ حزب الله على كريات شمونة عام 1996 ناشد رئيس الوزراء الأسبق شيمون بيريز الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون تقديم المساعدة العاجلة للدفاع عن الجبهة الداخلية، ولذلك وُقِّع اتفاق تعاون بين “إسرائيل” والولايات المتحدة، وبموجبه جرى تطوير نموذج أولي لنظام ليزر كيميائي”.
المصدر: الوفاق