الديانة الإبراهيمية أخطر وأخبث المشاريع الصهيونية
الديانة الإبراهيمية أخطر وأخبث المشاريع الصهيونية
أقامت مديرية العلاقات العامة في معاونية الشؤون الدولية في بعثة الحج الإيرانية ندوة إلكترونية تحت عنوان دراسة دور الصهاينة في إثارة الفرقة بين المسلمين وشارك فيها نخبة علمية من مختلف البلدان والمذاهب الإسلامية.
الكيان الصهيوني وإثارة الفرقة بين المسلمين
قال الشيخ محمد شفيع شفيعي نيا (عضو الهيئة العلمية في بعثة الحج): من السياسات التي مازالت تتخذها الصهاينة لإضعاف الأمة الإسلامية هي إثارة الفرقة بين صفوفها وذلك يأتي بإستخدام التعصبات والتركيز على الإختلافات الإجتهادية الفقهية.
وتابع شفيعي نيا: توقّع الصهاينة أنّهم يستطيعون أن يستغلّوا الدولة الجديدة في العراق لإيجاد تهديدات عسكرية وأمنية تتعرّض لها إيران ولكن بمقاومة الشعب العراقي والتدابير التي إتّخذتها الدولة العراقية خاب ظن الصهاينة وباءت مشاريعهم بالفشل وبعد ذلك ركّزوا على ضرب مصداقية الجمهورية الإسلامية عند الشعب الإيراني وفي السياق ذاته أثاروا مايقارب 10 فتن في المجتمع إلّا أنّ الشعب تمسّك بالوعي وأفشل جهود المخابرات الأجنية في الداخل.
وأشار إلى أسباب تأسيس الكيان الصهيوني اللامشروع في المنطقة وقال: كما يعرف الجميع أنّ منطقة غرب أسيا يتشكل أغلبية سكانها من المسلمين ولم يكن الهدف من تأسيس الكيان العنصري الصهيوني في هذه المنطقة سوى إشغال المسلمين بموضوع الكيان الصهيوني وإبتزازهم فيما يتعلّق بالقضايا السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
الصهاينة والإبراهيمية
وقال رئيس مركز الحوار بين الأديان الدكتور السيد علي السيد قاسم: كبر الدور الصهیوني في إثارة الفرقة بین أتباع الدیانات الإلهیة وكان علی رأس المغامرات في الزمن المعاصر التركیز علی فكرة الدیانة الإبراهیمیة وذلك منذ الإعلان عن إتفاق تطبیع كل من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرین مع الكیان الصهیوني المحتل للأرض والمقدسات برعایة أمریكیة وذلك في أغسطس 2020 والذي جری توقیعه في البیت الأبیض وفي العاصمة الأمریكیة واشنطن في منتصف سبتمبر 2020 بحضور وفود أطراف الإتفاق الثلاثة مع الرئیس الأمریكي دونالد ترامب وأطلق إسم ابراهام علی الإتفاق وكان ترامب قد طلب من السفیر الأمریكي في إسرائیل دیفید فریدمن أن یشرح دواعي اطلاق إسم إتفاق إبراهیم علی وثیقة التطبیع بین إسرائیل والإمارات ورد حینها السفیر الأمریكي بالقول إبراهیم كما یعلم الكثیر منكم كان أبا لجمیع الدیانات الثلاث العظیمة، ویشار إلیه بإسم آبراهام في العقيدة المسیحیة وابراهیم في العقیدة الإسلامیة وأبرام في العقیدة الیهودیة ولا یوجد شخص یرمز إلی إمكانیة وحدة بین جمیع هذه الدیانات العظیمة الثلاث أفضل من ابراهیم وبهذا السبب تمت تسمیة هذا الإتفاق بهذا الإسم.
جذور فكرة الإبراهيمية
فكرة الإبراهیمیة إنما نشأت نسبة إلی نبي الله إبراهیم (علی نبینا وآله وعلیه السلام) وقد أطلق علی ما یسمّی بدیانات الإبراهیمية والمقصود منها الیهودیة والنصرانیة والإسلام بإعتبار أنها جمیعا تشترك في الإیمان بسیدنا إبراهیم والإنتساب إلیه والإعتراف بمكانته الكبیرة وهذا المصطلح وافد من الغرب حیث جری إطلاقه في القرن التاسع عشر، ویقرر أحد الباحثین أن إستثمار رمزیة ابراهیم لدي المعاصرین قد بدأ في القرن التاسع عشر وبالتالي فإن مصطلح الدیانات الإبراهیمية هو مفهوم حدیث حیث نقرأ منذ عام 1811 عن المیثاق الإبراهیمي الذي یجمع بین المؤمنین في الغرب وذلك قبل أن یتحول إسم إبراهیم إلی اصطلاح بحثي لدي المؤرخین في الخمسینیات من القرن العشرین رسخه لوییس ماسینیون في مقالة نشرها عام 1949 تحت عنوان الصلوات الثلاث لإبراهیم أب كل المؤمنین ثم تحولت الدیانات الإبراهیمیة إلی حقل دراسات مستقلة بنفسها عندما نطالع في الدراسات التي تناولت الإبراهیمیة وفي واقع من ینادون بها نجد أنفسنا أننا أمام صورتین لكل منهما مفهومه ودلالاته الخطیرة أحدهما يتمثل في الدعوة إلی الوحدة أو التقریب أو التوفیق بین الیهودیة والنصرانیة والإسلام وإسقاط الفوارق الجوهریة في ما بینها والإلتقاء علی القواسم المشتركة فیها والإعتراف بصحتها جمیعا تحت مظلة الإنتساب إلی سیدنا إبراهیم علیه السلام دون الحاجة إلی أن یتخلل منتسبون لأي من هذه الأدیان عن دینهم الخاص بهم.
الهدف من الإبراهيمية
وإنطلاقا من هذا تقام مجمعات روحیة للأدیان الثلاثة تضمّ دور العبادة الخاصة بالمسلمین والنصاری والیهود تشتمل علی مسجد وكنیسة وكنیس متلاصقة جنبا إلی جنب مثل ما فعلت الإمارات العربیة حیث تقوم ببناء مجمع أو معبد للدیانات الإبراهیمیة الثلاث في أبوظبي بإسم البیت الإبراهیمي یضم مسجد للمسلمین وكنیسة للنصاری ومعبد للیهود وكما أراد الرئیس المصري الأسبق أنور السادات حینما أعلن عزمه إقامة مجمع الأدیان لكنه غادر الدنیا قبل بنائه. عندما تسقط الفوارق في القیمة الدینیة بین أنماط العبادة ألتي یباشرها الیهود في معبدهم هنالک والأخری ألتي یباشرها المسیحیون في كنیستهم وكذلك المسلمون في مسجدهم ویصبح كل مباشر لعبادته في المكان الخاص بها مقبول عند الله في نظر الآخر علی معنی أن یعتقد بذلك الیهودي والمسیحي والمسلم أن یعتقد الیهودي بسلامة العبادة ألتي یؤدیها المسیحیة في كنیسته والمسلم في مسجده ویعتقد المسیحي بسلامة العبادة ألتي یؤدیها الیهودي والمسلم هنالك كما یعتقد المسلم أخیرا بسلامة العبادة ألتي یؤدیها المسیحي والیهودي كل في معبده في هذا المجمع.
مجمع للأديان الثلاثة
بل إن الأمر تجاوز إقامة مجمع یضم معابد للأدیان الثلاثة في مكان واحد علی نحو ما ذكرناه إنما ذهب إلی فكرة أخری وهي طبع القرآن الكریم والتوراة والإنجیل في غلاف واحد ثم تبع ذلك فکرة إقامة صلاة مشتركة تجمع الیهود والنصاری والمسلمین زعموها وأطلقوا علیها بأنها صلاة ابراهیمية أو صلاة أبناء إبراهیم والتي تتمحور بقولهم علی ما أوردوا في هذه الصلاة في فقرة منها أیها الإله القدیر یا خالقنا ویا محب البشر وکل ما صنعت یداك نحن أبناء وبنات إبراهیم المنتمین إلی الیهودیة والمسیحیة والإسلام مع كافة المؤمنین وجمیع الأصحاب النوایا الحسن نشكرك لأنك أعطیتنا إبراهیم ابن هذه الأرض النبیلة والعزیزة أبا مشتركا في الإیمان.
دين عالمي جديد
الصورة الثانیة للإبراهیمیة تتمثل في الدعوة إلی توحید الأدیان ودمجها في دین عالمي جدید وهو ما یزعمونه الدین الإبراهیمي وهذه تؤدّي في نهاية المطاف إلی التطبیع مع الكیان الصهیوني.
معنى الإبراهيمية
معنی الإبراهیمية مصطلح دیني عقائدي یرتبط برمز دیني فإن الدعوة إلیها لم تكن بعیدة عن السیاسة ومرامیها ولا منفصلة عن مؤسساتها ومخططاتها وخدمة مشاریعها لاسیما في الوقت المنظور الذي یشهد حضورا كثیرا للإبراهیمیة في أروقة السیاسة ودهالیزها ولازال العالم یسمع أصداء الإبراهیمية تتردد خلال الإعلان عن إتفاقیة التطبیع الإماراتیة البحرینیة مع الكیان الصهیوني المحتل وعلی ألسنة جمیع الأطراف.
ترامب والإبراهيمية
إن الرئیس الأمریكي السابق ترامب الذي رعت ادارته الإتفاق وأشرف علیه قد سمّاه إتفاق إبراهیم كما ذكرنا یقول أحد الباحثین أن استحضار إسم إبراهیم والمسائل الدینية لیست من إبتكارات ترامب ویستعرض أبرز المحطات التي شهدت إستدعاء الإبراهیمية في السیاسة المعاصرة لاسیما في مجال السعي الأمریكي الغربي لتسویة الصراع الإسلامي مع الصهاینة المحتلین لفلسطین فیقول عندما أشرف الرئیس الأمریكي السابق جیمی كارتر علی إتفاق آخر لتطبیع بین إسرائیل ومصر سنة 1978 و 1979 وهو المسمی بإتفاقات كامب دیفید التي وقّع علیها أنور السادات ومناحیم بیغن قال كارتر حینها “دعونا نترک الحرب جانبا دعونا لأن نكافئ كل أبناء إبراهیم المتعطشین إلی اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط دعونا الآن نستمتع بتجربة أن نكون آدمیین بالكامل وجیراننا بالكامل وحتی إخوة وأخوات.
في سنة 1993 حین تم توقیع إتفاقیات أوسلو بین الزعیم الفلسطیني الراحل یاسر عرفات ورئیس الوزراء حینها إسحاق رابین، قال الرئیس الأمریكي بیل كلینتون أثناء إشرافه علی حفل التوقیع في البیت الأبیض: “لأجل هؤلاء یجب أن نحقق نبوءة أشیاء بأن صرخة العنف لن تسمع في أرضكم ولن تصنع الدمار والخراب داخل حدودكم. إن أبناء إبراهیم أي نسل إسحاق وإسماعیل انخرطوا معا في رحلة جریئة. والیوم مع بعضنا بكل قلوبنا وأرواحنا نقدم لهم السلام”. لكن في سنة 1994 خلال التوقيع على اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والأردن، لم يجدد الرئيس كلينتون إشارته إلى إبراهيم، إلا أنه قال: “في فجر هذا السلام لهذا الجيل، في هذا المكان القديم نحتفل بالتاريخ وبإيمان الأردنيين والإسرائيليين”، واستشهد كلينتون حينها ببعض المقاطع من القرآن والكتب اليهودية المقدسة. بيد أن كلينتون في ذلك الوقت كان قد ترك مهمة الإشارة إلى النبي إبراهيم لنظيره الملك حسين الأردني، الذي قال في خطابه حينها: “سوف نتذكر هذا اليوم طيلة حياتنا لأجل أجيال المستقبل من الأردنيين والإسرائيليين والعرب والفلسطينيين، كل أبناء إبراهيم”.
الدول الإسلامية والسيطرة الغربية
ختاما نقول لقد ظلّت البلاد الإسلامية لقرون تحت سیطرة الدول الغربیة رغم أن أكثر الدول الإسلامية نالت إستقلالها في القرن الأخیر إلّا أنّ أنظمتها السیاسية والإقتصادية وخصوصا الثقافة الإجتماعية مازالت تحت سیطرة الدول الغربیة وتابعة لها. في العام 1979 جاء المفجّر العظیم بثورة القرن العشرین الإمام روح الله الموسوي الخمیني الذي نجحت الثورة الإسلامیة المباركة في إیران علی یدیه المباركتین وسبّب ذلك لأمریكا خسائر فادحة. في بدایة الأمر كان یتصوّر البعض أن الثورة الإسلامية المباركة في إیران جاءت تلبیة لإرادة الشعب المتدین وأن قادتها إستغلوا ذلك واستفادوا من الأوضاع یوم ذاک وأنه بزوال الشاه یمكننا الإستمرار في سیاساتنا عبر أفراد مناسبین لها لكن بمرور الزمان وتوسّع ثقافة الثورة الإسلامية المباركة في إیران ومفاهیمها وسریانها لدول المنطقة كالعراق وباكستان ولبنان وسوریا والكویت والیمن ودول أخری وصولا إلی فلسطین المحتلة عرف الجمیع أن الثورة الإسلامیة في إیران باتت أیقونة الفكر المتجدد والإجتماع والسیاسة وهي الحاضرة في الساحة الإقلیمية والدولیة وتتمثل بمستوی متقدم من البصیرة العالیة بقادتها.
نحن أمة واحدة
وقال المتحدث السابق بإسم الداخلية في غزة الدكتور إسلام شهوان: نحن أمة واحدة بكل أطیافنا معتقداتنا ومذاهبنا. نحن أمة واحدة، نختلف فيما نختلف عليه ونتفق فيما اتفقنا عليه. وكما النبي (ص) قال الإختلاف بين الأمة سنة والإختلاف بين الناس سنة كونية والّا كيف سنكون كلنا على نموذج واحد. إذَن نجد أنّ هناك توجهات حتى على المستوى الإعلامي والثقافي.
توارث الجناة
نتحدّث عن موضوع في غاية الأهمية ولربّما حقيقة وأقولها بلا خجل أنّنا قد إكتوينا بهذه الرؤية الصهيونية التي تريد أن تعمل على سلخنا من ديننا وعقيدتنا بمسمّيات كثيرة جدا ومنذ اليوم الأول الذي بعث فيه النبي (ص) كان اليهود قد ناصبوا النبي (ص) وقال كبيرهم سأناصب الأعداء وكأنّ هذه الجنائية وراثية تتناقل عبر أجيال الصهيونية المحتلين في أرض فلسطين حتى يعملوا على هذا المشروع الماسوني العالمي وهو زرع بذور الفتنة بين الدول الإسلامية وبين الشعوب الإسلامية وبين الحركات الإسلامية حتى يتسنّى لهم المجال لترويج مشاريعهم الهدّامة.
التصادم بين المسلمين
الناظر الآن الى حال المجتمعات الإسلامية والمجتمعات التي استهدفت من قبل هذه المشاريع الصهيونية، على سبيل المثال بعض مشاريع التطبيعية المخزية المذلة، كانت هناك حالة من التشرذم وحالة تصادم بين الشعوب والدول الإسلامية.
الإتفاق الإيراني السعودي
لأنّنا بالقرب من الإحتلال الصهيوني أقول هذا، عندما تمّ الإعلان عن التقارب السعودي الإيراني لم تتخيّلوا مدى الصدمة الأمنية والسياسية والاقتصادية التي أصابت الإحتلال. ونتانياهو، صاحب هذه المشاريع التطبيعية، قد هوجم هجوما عنيفا مُني بفشلها. وبفضل الله عزّوجل الآن تُفتح سفرات وتُعاد العلاقة الأخوية بين الدول الإسلامية خاصة دول الجوار حتى نحافظ على كياننا كأمة واحدة مستقلة.
إخراج المسلمين من الإسلام
وهناك كانت هذه المشاريع منذ سنوات، على سبيل المثال في سنة ١٩٣٥ في مدينة القدس كان يقول في مؤتمر صمويل زويمر، تبشيري، “المهمة الأساسية لنا هي إخراج المسلمين من الإسلام نفسه ليصبحوا بلا أخلاق وبلا عقيدة وينسلخوا عن ربهم.” وفي ذات السياق “جون كوتي” يهودي مستشرق قال “يجب أن نستخدم القرآن ضد المسلمين لأنّه أقوى كتاب لديهم” وهذا الذي يحصل الآن حقيقة في بعض المجتمعات العربية التي بالتطبيع تجد أنّ هناك إنسلاخ من هذه العقيدة ومن مبادي وقيم وأخلاق الإسلام والمسلمين.
إتفاقية سيدا والهدّامة
الآن باتفاقية “سيداو” وضمن عناوين كبيرة من باب الحماية لحقوق المرأة وحقوق الطفل وحقوق الأسرة، يريدون أن يهدموا الحصن الحصين وأكبر حصن في مستوى العالم الآن الذي تتميّز به الأمة الإسلامية، أي “الأسرة”. وإذا هُدمت الأسرة وتفككت، ستنتهي وستتلاشى. أهم عقيدة اجتماعية في الإسلام هي الأسرة. فكيف لنا أن نحمي ذلك ووجدنا أنّ هناك هجمة؟ ناهيك عما يتم الترويج له الأن للأسف وهو ما يرى بالمثلية أو بالشذوذ الجنسي.
المليار الذهبي
كما أشير الى نظرية “المليار الذهبي” وكل الأساليب التي يريدون أن يستخدموها لتفكيك المجتمعات الإسلامية وتحطيمها وزرع الخلافات بين المسلمين والنزاعات الطائفية، يقولون هذا شيعي وهذا سني وهذا درزي وهذا علوي وهكذا. وحتى بين طائفة واحدة يروّجون لبذور الفرقة مثلا بين أهل السنة والجماعة أو بين أهل الشيعة، حتى يُثيروا الفتن ويجعلونها لقمة سائغة لهم حتى يستسهل تنفيذ مخططاتهم الشيطانية.