الإمام الخامنئي في تنصيب بزشكيان: قوّة المقاومة تتعاظم و"إسرائيل" فشلت في كسرها
مسعود بزشكيان يبدأ مهامه رسمياً رئيساً تاسعاً لإيران بتسلم مرسوم من قبل قائد الثورة والجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي، يقول بنفاذ نتائج الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة.
نُصِب مسعود بزشكيان، رئيساً تاسعاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في العاصمة طهران، من قبل قائد الثورة والجمهورية الإسلامية، السيد علي خامنئي.
ويجري تسليم حكم تنفيذ الدورة الرابعة عشرة لرئاسة الجمهورية من قبل الولي الفقيه، استناداً إلى الفقرة 9 من المادة 110 من الدستور.
السيد خامنئي: قوّة المقاومة تتعاظم
أكد السيد خامنئي في خطاب له بعد مراسم التنصيب، أنّ "قضية غزة أصبحت قضية عالمية، والكيان الإسرائيلي عبارة عن عصابة إجرامية من القتلة والإرهابيين".
وشدّد على أنّ "قوّة المقاومة تتعاظم أكثر فأكثر، يوماً بعد يوم، والكيان الإسرائيلي لم يتمكن من كسر المقاومة وتركيعها".
السيد خامنئي: الشعب الإيراني هو المنتصر في الانتخابات
كذلك، رأى السيد خامنئي إنّ "السيادة الشعبية في إيران، هي نتيجة ثورة ونهضة الشعب في مواجهة المحن والمصائب الماضية"، معقباً أنّ "الشعب الإيراني هو المنتصر في الانتخابات".
وأشاد السيد خامنئي بالأجواء التي عُقدت فيها الدورة الـ14، كونها جرت بأفضل شكل ضمن أجواءً تنافسية جيدة وأخلاقية.
ونوّه بالكلمة التي ألقاها بزشكيان، وقال إنّها "تدلّ على التزامه بمبادئ السيادة الدينية الشعبية".
كما لفت السيد خامنئي إلى أنّ بزشكيان وحكومته "سيكونان مع الناس وسيستفيدان من طاقة الشعب للوصول إلى الأهداف التي عبّر عنها"، مضيفاً أنّ "الشعب انتخب رئيساً جديراً، ذا رؤية عميقة ونتمنى لحكومته كل التوفيق".
وأوضح السيد خامنئي أنّ "الاجتماعات التنسيقية بين رؤساء السلطات الثلاث، تُشكّل فرصةً مُهمة وأوصي باستمرارها، كما أنّ الأولوية هي للعامل الاقتصادي، وعلينا القيام بتحرّكٍ اقتصادي وأن نتابع خطوات الحكومة السابقة لإنجاز خطوات جديدة".
ودعا المسؤولين الإيرانيين إلى "الاهتمام بالقدرات والكفاءات الذاتية، من دون أن يعني ذلك عدم الاستفادة من الطاقات الخارجية".
وتابع السيد خامنئي أنّه "أمام الأحداث والتطورات في العالم والمنطقة، يجب أن يكون تعاملنا فعالاً ونشطاً وليس انفعالياً"، مردفاً أنّ "كل حدث في المنطقة والعالم، يجب أن يكون لنا موقف واضح منه، ونطرحه بصراحة".
السيد خامنئي: من أولوياتنا تعزيز العلاقة مع دول الجوار
وعن السياسة الخارجية لإيران، أكّد السيد خامنئي، أنه لدى إيران "أولويات في السياسة الخارجية إحداها دول الجوار".
ولفت إلى أنّ إيران ليس لديها عداء مع الدول الأوروبية، "لكنّها ليست ضمن أولوياتها"، لأن سياسة تلك البلدان تجاه إيران "لم تكن جيدة في ملفاتٍ عدّة".
بزشكيان: نسعى لتعزيز مكانة إيران وعلاقاتها الدولية
بدوره، قال بزشكيان بعد تنصيب رسمياً إنه "اليوم مسؤول أمام كل الشعب الإيراني، عن تنفيذ قوانين البلاد"، مضيفاً: "نريد لإيران أن تتمتع بالعدالة الاجتماعية وتمنح الحريات للمواطنين كافّة، وأن تكون مقتدرة وتملك القدرات الردعية والدفاعية".
وأشار إلى أنّ إيران يجب أن تصل إلى المرتبة الأولى في المجال الاقتصادي، وأن تعزز مكانتها في العالم الإسلامي، متابعاً: "يجب أن تكون لدينا علاقات مبنية على التعامل البنّاء مع دول العالم خصوصاً الدول الإسلامية".
وتابع بالقول إنه سيسعى لتعزيز مكانة إيران، وتعزيز علاقاتها الدولية "على أساس مبدأ العزة"، متعهداً وحكومته المقبلة بـ"التزام الأطر العامة للقيادة بهدف تطوير البلاد".
كما شدّد على أنّ وحدة الشعب الإيراني وقيادته هي "من تضمن لنا التقدّم نحو إيران القوية"، متعهداً أمام قائد الثورة أنه "لن نسلك طريقاً إلا طريق العدالة والإنصاف وأن نواصل طريق الشهداء الذين خدموا هذا الشعب".
وشكر الرئيس الإيراني الجديد قائد الثورة الإسلامية، طالباً منه "دعم حكومة الوفاق الوطني من أجل التغلب على الهواجس والمشاكل".
كذلك، أكّد بزشكيان أنّ "دعم الشعب الإيراني ورضاه هو معيارٌ أساسي لتحمّل المسؤولية في البلاد".
من ناحيته، قدّم وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي خلال مراسم التنصيب تقريراً عن عملية إجراء الجولتين الأولى والثانية، من الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة.
وقال وحيدي إنّ "إيران وشعبها نجحا في إجراء الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة بكلّ ديمقراطية"، مضيفاً أنّ فترة الانتخابات التي استمرت 35 يوماً امتلأت بأجواء حزينة، على استشهاد الرئيس إبراهيم رئيسي ورفاقه.
وأوضح أنّ إيران أجرت 44 انتخاباً منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران، مشيراً إلى أنّ السيد خامنئي "كان دائماً يدعم تحرّك البلاد نحو القمم".
وشارك في مراسم التنصيب، اليوم الأحد، أكثر من 2500 من المسؤولين المدنيين والعسكريين، ورؤساء وأساتذة الحوزات العلمية والجامعات وممثلي المهن المختلفة، وجمع من اسر الشهداء وسفراء البلدان الاجنبية المعتمدين لدى طهران.
يذكر أنّه ستقام يوم الثلاثاء المقبل مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الايراني، بمشاركة 70 وفداً أجنبياً يضمّ عدداً من كبار مسؤولي الدول والمنظّمات الدولية المتفرقة.
ووفق الوكالة الإيرانية الرسمية، فإنّ 10 رؤساء جمهورية سيقودون وفود بلدانهم إلى طهران للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية، فضلاً عن 15 وفداً يقودها رؤساء البرلمانات، و16 وفداً برئاسة مساعدي رؤساء الجمهورية ونوّاب رؤساء الوزراء ونواب رؤساء البرلمانات، و17 وفداً يتراسها ممثلو الأمناء العامين والسفراء، و12 وفداً يقودها السفراء المعتمدون لدى إيران.
يُشار إلى أنّ بزشكيان، فاز في انتخابات الرئاسة الإيرانية بدورتها الثانية، بعد حصوله على 16,384,403 صوتاً (ما نسبته 53.6%)، مقابل 13,538,179 صوتاً للمرشح سعيد جليلي (ما نسبته 44.3%).
المصدر: الميادين