إعلام عبري: ثمن تحرير الأسرى لدى حماس هو اعتراف الحكومة والجيش بفشلهما
نقل موقع «بلومبرغ» عن مستشار «الأمن القومي» الإسرائيلي السابق، إيال هولاتا، أن أي حرب مع حزب اللـه ستكون أكثر فتكاً من الحرب الأخيرة في عام 2006، وأنّ عدد القتلى في «إسرائيل» قد يقترب من 15 ألفاً هذه المرة، على حين اعتبر إعلام العدو أن ثمن تحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية هو اعتراف الحكومة والجيش بفشلهما.
نقل موقع «بلومبرغ» عن مستشار «الأمن القومي» الإسرائيلي السابق، إيال هولاتا، أن أي حرب مع حزب اللـه ستكون أكثر فتكاً من الحرب الأخيرة في عام 2006، وأنّ عدد القتلى في «إسرائيل» قد يقترب من 15 ألفاً هذه المرة، على حين اعتبر إعلام العدو أن ثمن تحرير المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية هو اعتراف الحكومة والجيش بفشلهما.
وحسب موقع «بلومبرغ»، أشار هولاتا إلى أن المسؤولين الأميركيين حذروا الجنرالات والوزراء الإسرائيليين المتحمّسين لحربٍ على جبهتين ضدّ حزب اللـه وحماس، من الضغط الهائل الذي قد يفرضه مثل هذا السيناريو على موارد الكيان واقتصاده، ووصفه البعض بأنه «سيناريو كابوس لإسرائيل».
ولفت هولاتا إلى أن الشيكل الإسرائيلي، الذي ارتفع قليلاً في شهري تشرين الثاني وكانون الأول 2023، وسط إشارات إلى أن الحرب ستقتصر إلى حد كبير على غزة، بدأ يضعف مرة أخرى، معتبراً أنه من العملات الأسوأ أداء في العالم حتى الآن هذا العام، حيث انخفض 3.5 بالمئة مقابل الدولار، ورأى أن المشكلة بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن، تكمن في أن تأثير الولايات المتحدة على الحكومة الإسرائيلية يبدو أقل بكثير مما كان عليه خلال الحروب السابقة.
وفي السادس من الشهر الجاري، أكد تقرير نُشِرَ في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن «إسرائيل تنظر إلى حزب اللـه بشكل مختلف عن حماس، باعتباره جيشاً مع تدريب متطور وترسانة من نحو 150.000 صاروخ، على حين يخشى العديد من الإسرائيليين أن تستخف حكومتهم، مرة أخرى، بالتهديد المميت الذي يمثله الحزب».
في الغضون، تحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن الثمن الذي يجب على إسرائيل دفعه مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة، إذ أبرزت صحيفتا «هآرتس» و«إسرائيل هيوم» الإسرائيليتان الخلافات الداخلية بين أعضاء «كابينت» حرب الاحتلال، ولاسيما بشأن صفقة تبادل الأسرى، ففي وقت يشدّد فيه أعضاء على ضرورة إتمام صفقة يمتنع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عن ذلك ويصر على مواصلة القتال العسكري رغم عدم تحقق الأهداف.
وفي السياق، اعتبرت صحيفة «هآرتس» أن ثمن صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزّة هو اعتراف الحكومة والجيش الإسرائيليين بفشلهما، وذلك بعد أكثر من 100 يوم من الحرب على القطاع، دون تحقيق الأهداف التي وضعها المستوى السياسي والعسكري الإسرائيلي، ما عمّق الخلافات الداخلية بين المسؤولين الإسرائيليين.
الصحيفة أبرزت هذا الخلاف الداخلي، ونقلت أن التناقض في المواقف بشأن صفقة تبادل أسرى وقع بين نتنياهو وعضو «الكابينت» يوآف غالانت، مقابل عضوي «الكابينت» بيني غانتس وغادي آيزنكو، وفي التفاصيل أوضحت «هآرتس» أن نتنياهو وغالانت يعتقدان أن «الضغط العسكري على حماس في غزة» هو الذي سيؤدي إلى الصفقة، في حين يعارضهم غانتس في هذا النهج، ودعا إلى «دراسة صيغ جديدة يمكن أن تشجع حماس على الخطوة».
بدورها، أظهرت صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية هذه الخلافات بين أعضاء «كابينت» الحرب الحالي، وذكرت أن غالانت وغانتس وآيزنكوت، ومعهم المستويان الأمني والعسكري الإسرائيليان يعتقدون أنه على نتنياهو تقديم مخطط سياسي للمساعدة في تحقيق أهداف الحرب.
وقال آيزنكوت: إنه «يجب وقف الكذب على أنفسنا وقيادة صفقة كبيرة لإعادة الأسرى»، وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن مصدر أمني كبير قوله إنه من دون وجهة نظر واضحة وفي ظل عدم وجود خطة سياسية، فإن ذلك سيلحق الضرر بالقتال، بينما يمتنع نتنياهو حتى الآن عن اتخاذ هذا القرار مبرراً ذلك بحجج مختلفة، وفي الدائرة المحيطة به يقولون إنه تجري مداولات وتخطيط ويرفضون تهم التسويف، وفق الصحيفة.
في الأثناء، علق عضو «كنيست» الاحتلال الحالي، أفيغدور ليبرمان، على الصور الخارجة من غزة لعناصر شرطة حماس يمارسون مهامهم الاعتيادية، واصفاً إياها بالـ«كاوية للآلاف من سكان الغلاف المشتتين في أنحاء إسرائيل»، وحذّر مجدداً من خطورة جبهة الشمال.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الأمن السابق ليبرمان، قوله: إن «كابينت الحرب خسر الشمال»، معتبراً أن «ما يحدث مع حزب اللـه هو تسيب من الدرجة الأولى»، وحذر أنه إذا لم تستفق إسرائيل سريعاً، فستفقد السيطرة على أجزاء إستراتيجية لأمنها.
وتوقف ليبرمان عند «الصور التي تخرج في الأيام الأخيرة من غزة، ويظهر فيها شرطيو حماس وقد عادوا إلى الروتين، ويحررون محاضر ضبط في الحي المرموق الرمال في غزة، والأسواق المفعمة في جباليا المزدحمة بناس يشترون كل ما طالته أيديهم، وعودة مستشفى الشفاء إلى العمل الكامل وضمنه عمليات جراحية»، ورأى أن هذه الصور «كاوية بوجهٍ خاص لعشرات الآلاف من سكان الغلاف الذين ما يزالون بعيدين جداً عن العودة إلى الروتين ومشتتين في كل أنحاء إسرائيل».
المصدر: الوطن