کاتب أميركي يحذر من اشتعال فتيل الانهيار في الولايات المتحدة
کاتب أميركي يحذر من اشتعال فتيل الانهيار في الولايات المتحدة
تعيش الولايات المتحدة الأميركية أزمات داخلية تؤسس مما لا شك فيه إلى فوضى واسعة، فهذا ما بدأ يظهر من خلال الانقسامات الاجتماعية والسياسية والفكرية التي أخذت مؤخرًا منحى العنف والاضطرابات، خصوصًا في ما يتعلّق بالخلافات بين "الجمهوريين" و"الديمقراطيين"، وما يترافق مع ذلك من تداعيات على المستويات كافة.
وفي هذا السياق، نشرت مجلة ذا أميركان كونزيرفاتيف مقالا للكاتب إيلاد فايدا، قال فيه إنه "يجدر على الولايات المتحدة أن تدرس اندلاع الاضطراب في الإمبراطورية الرومانية والطغيان الذي نتج عن ذلك في هذه الإمبراطورية".
وأوضح الكاتب أن أميركا سبق وأن شهدت العنف السياسي، مثل الإضرابات و"التفجيرات الإرهابية" والاغتيالات خلال حقبة الستينيات والسبعينيات، منبها من أن ذلك لا يعني الاستهانة بما يحدث اليوم في المدن الأميركية.
وأضاف: "هذه الاضطرابات ومن نواحي عدة أسست للفوضى الحاصلة اليوم"، واعتبر أن العنف السياسي وكما أثبتت تجربة الإمبراطورية الرومانية يمكن أن يستمر لعقود قبل انهيار "المجتمع الديمقراطي"، حسب تعبيره.
كما أشار الكاتب إلى أن "الاضطراب الحاصل اليوم هو مؤشر على خلل كبير في أميركا، يتجسد بأشكال واضحة"، ولفت إلى "أعمال الشغب" التي حصلت في عام 2020 وانتشار العصابات وقتها، وقال إن "وسائل الإعلام قالت حينها، إن البقاء على الحياد ليس كافيا، وإنه يجب دعم الحراك (العصابات) حينها من أجل تجنب لقب العنصري".
وتطرق الكاتب في مقاله، الى امثلة عن جرائم من قبيل اطلاق النار واستهداف الكنائس وقاعات المحاكم الفيدرالية، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام لا تعطي اي اهتمام بهكذا جرائم، وإما أنه يتجاهل مثل هذه الاحداث او يقلل من خطورتها.
وتحدث الكاتب أيضا عن دعم النخب السياسية الأميركية للعنف السياسي، وتأثيره على مرتكبي هذا العنف وأيضا على المدنيين الابرياء، وتابع بأن المجرمين والمخربين يصبحون أكثر جرأة عندما يرون الدعم الذي تقدمه لهم الشخصيات الإعلامية والسياسية وغيرهم. أما المواطن العادي، بحسب الكاتب، فيرى أن "القانون والنظام" فقد معناه عندما يُلاحظ أنّ العدالة تُنفّذ بشكل انتقائي.
وفي الختام، أكد الكاتب أن "انهيار الجمهورية الرومانية لم يكن بين ليلة وضحاها، إلّا أنّ جرائم ارتكبت قد أشعلت فتيل الانهيار قبل أن "تنفجر القنبلة". وأضاف "لا يمكن العودة إلى "النقاش الحضاري" عندما تبدأ جرائم قتل الناس، وذلك يؤدي إلى زيادة سفك الدماء الذي ينتهي بالحرب الأهلية أو الطغيان، أو الاثنين معا".
المصدر: فارس