وهم بايدن في خطابه السنوي أمام الكونغرس

فبرایر 27, 2023 - 07:23
وهم بايدن في خطابه السنوي أمام الكونغرس

إن خطاب جو بايدن السنوي الثاني المعروف بأنه بخصوص " وضع البلاد " الذي ألقاه مساء الثلاثاء بتوقيت الولايات المتحدة، يعتبر فرصة لرئيس الولايات المتحدة لمراجعة إنجازاته في العام الماضي وتقديم خطة عمله للعام المقبل. ومع ذلك فإن هامش هذا الخطاب جعل بايدن موضوع الإعلام مرة أخرى.[1]

محاولة بايدن لجذب انتباه الجمهوريين

كان هذا أول خطاب سنوي لبايدن في الكونجرس بعد هزيمة الديمقراطيين في انتخابات مجلس النواب وخسارتهم أغلبية أعضاء المجلس وعليه فقد ركز في هذا الخطاب الذي مدته 73 دقيقة والذي يقام كل عام في نفس الوقت على السياسات العامة للحكومة في القطاعات الداخلية والخارجية وحاول إعطاء صورة لأمريكا بأنها تحسنت مقارنة بما كانت عليه قبل عامين عندما بدأ رئاسته. هذا على الرغم من حقيقة أن الجمهوريين منتقدين جديين لسياسات بايدن وفي جميع الجبهات المذكورة فإن احتمالية تمرير مشاريع القوانين الحكومية أقل حتى مما كانت عليه عندما كان الكونجرس تحت السيطرة الحصرية للديمقراطيين.[2]

هل أمريكا قائدة العالم؟

ومن أهم النقاط في خطابات رؤساء الولايات المتحدة أنها يجب أن تكون مختلفة عن رؤساء الدول الأخرى في العالم لأن المطلوب من أمريكا أن تكون قائدة العالم.

 في هذا الخطاب رأينا أن ميزة القيادة لم تعد تظهر في خطابات الرؤساء الأمريكيين، فمنذ وصول ترامب إلى السلطة في أمريكا، فقدت هذه الميزة لونها المعروف.

عندما تعتبر دولة ما نفسها زعيمة، يجب عليها أيضًا التحدث عن المصالح الجماعية التي تقودها في محادثاتها، لكن محادثات بايدن الأخيرة تظهر أن العمل يجري بنفس الاتجاه الذي كان مستمرًا منذ عهد ترامب بأن أمريكا هي الأولى لكن طرحه بلهجة دبلوماسية أكثر. لا أريد أن أقول أنها تقود العالم لكن إذا كانت أمريكا على الأقل تعتبر نفسها زعيمة الدول الغربية، كان يجب على بايدن على الأقل إجراء مقارنة بين الظروف الاقتصادية لأمريكا والدول الحليفة لها وشرح الظروف التي أوجدتها سياسات أمريكا في العالم وخاصة دول أوروبا حلفاء هذا البلد. في هذا الخطاب تحدث بايدن عن الازدهار الاقتصادي الذي أوجده للولايات المتحدة ولكن من الناحية العملية يمكن القول أن هذا الازدهار الاقتصادي الذي يتحدث عنه بايدن كان ولا يزال على حساب جيوب الحلفاء الأوروبيين، حيث تقوم أمريكا في الوقت الحالي بإفراغ جيوب حلفائها من أجل تحقيق ازدهار اقتصادي ولا يُعرف إلى متى سيستمرون في إنفاق ثرواتهم من أجل ازدهار وتطور اقتصاد أمريكا. نقطة أخرى بارزة في خطاب بايدن هي أنه لم يذكر إيران لأن السياسات والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الأمة الإيرانية فشلت وسيكون بالتأكيد غير سار لبايدن معالجة هذه القضية، لأن إيران نجحت في جميع المجالات واستطاعت إلغاء كل المؤامرات الأمريكية وبالعكس تمكنت من هزيمة الأمريكيين في الميدان.

اليوم إيران تنتج الأدوية التي تحتاجها، ورغم كل العقوبات الأمريكية فهي مُصدرة للغذاء والأدوية وغيرها.

على الرغم من كل العقوبات الأمريكية تمكنت إيران من الوقوف على قدميها وإنتاج الأسلحة الدفاعية التي تحتاجها وخلق توازن قوى مع الولايات المتحدة وحلفائها.

رغم كل العقوبات الأمريكية تمكنت إيران من التقدم في كل المجالات العلمية وتجاوز كل الخطوط الحمراء في مجال برنامجها النووي، ولا تستطيع أمريكا فعل أي شيء.

اليوم بسبب نفس السياسات الخاطئة للولايات المتحدة ضد إيران، حتى مع العودة إلى الاتفاق النووي لا يمكن أن تتراجع إيران في مجال العلوم النووية، لأنهم قد يأخذون المعدات والتجهيزات لكنهم لا يستطيعون أخذ العلم من الإيرانيين.[3]

 مرضیه شریفی


[1] https://share.america.gov/fa

[2] https://parsi.euronews.com/2023/02/08/us-president-joe-biden-2023-state-of-the-union

[3] https://spnfa.ir/20230208/14543666 -