واشنطن وسياسة الردع الروسي
بات من المعروف سياسيا أن الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها من الدول الغربية لا تفهم إلا لغة القوة والدلائل عبر التاريخ على ما سبق كثيرة، من فيتنام إلى الجزيرة الكورية وليس انتهاء بالعراق الذي أخرج أبناؤه المقاومون الاحتلال الأميركي تحت ضرباتهم الموجعة.
ولأن السياسة الروسية تعي ذلك تماماً استطاعت من خلال عوامل قوتها العسكرية منع واشنطن من تهديد أمنها القومي وإبعادها ما استطاعت عن حدودها، حيث تجلت نقاط القوة الروسية في ردع الولايات المتحدة من خلال أسلحة نوعية تتفوق على نظيرتها الأميركية.
وحول هذا التفوق كتبت صحفية «أرغومينتي أي فاكتي»، عن صعوبة تصديق ما فعله صاروخ «كينجال» الروسي بملجأ مشترك للجيش الأوكراني وضباط الناتو وجاء في المقال الذي حمل عنوان «ضربة مرعبة» إنه بالخوف والرعب يقوّمون قدرات صاروخ كينجال «الخنجر» الروسي فرط الصوتي في الغرب، إضافة إلى ذلك ذكرت صحيفة «برونيوز» اليونانية أن هذا الصاروخ الروسي نفذ إلى عمق 120 متراً تحت الأرض ودمر مخبأً أوكرانيا مشتركاً مع الناتو قُتل فيه نحو 300 عسكري، بمن فيهم ضباط بريطانيون وبولنديون رفيعو المستوى، فضلاً عن بعض الخبراء الأميركيين.
وفي الصدد، قال القائد العام السابق للقوات الجوية الروسية الفريق أول فلاديمير ميخائيلوف، لـ«أرغومينتي أي فاكتي» إنه «لم يتم الكشف عن إمكانات هذا الصاروخ فرط الصوتي بالكامل، ولم يستخدم كثيراً، ولكن يبدو أنه رائع»، مشيراً إلى أنه عادة يجري تخفيض الخصائص التكتيكية والتقنية للأسلحة عمداً، من أجل تضليل العدو، فعلى سبيل المثال، ظن الجميع أن قدرة إس-200 على ضرب أهداف جوية تقتصر على مسافة 200 كيلومتر، ولكن الدفاع الجوي الأوكراني أسقط بوساطته في العام 2001، طائرة «تو ١٥٤» فوق البحر الأسود على مسافة 240 كيلومتراً مضيفاً إن مواصفات صاروخ «كينجال» فرط الصوتي أعلى بكثير من المعلن».
كذلك الأمر في صحيفة «فزغلياد» التي أشارت إلى استخدام روسيا القوة لإجبار الولايات المتحدة على الابتعاد عن حدودها، وجاء في المقال: توصلت الولايات المتحدة إلى الاستنتاجات الأولى المناسبة بعد حادثة الطائرة المسيرة «إم كيو ناين ريبر» في السماء فوق البحر الأسود وهي تغيير مسارات طلعات طائراتها المسيرة، فالآن هي تتجنب الاقتراب من شبه جزيرة القرم، كما رفضت واشنطن تزويد الجيش الأوكراني بطائرة «إم كيو ناين ريبر»، وأكد ذلك الخبير العسكري ألكسندر أرتامونوف بالقول: «إن حقيقة إسقاط «إم كيو ناين ريبر» أخافت الأميركيين بشكل جدي من العواقب المحتملة، في الواقع تحدثنا مع واشنطن بلغة القوة رغم أن الولايات المتحدة تنطلق دائماً من أن الروس لن يجرؤوا على فعل ذلك، فالواقعة تثير قلقا حقيقيا في الولايات المتحدة».
إن السياسة الأميركية في التعامل مع روسيا أخذت خطوة للوراء لجهة تسليح كييف، وبالتالي أثبتت موسكو من جديد أن لغة القوة والحضور الجدي في الميدان العسكري لغة مفهومة ومحسوبة لدى واشنطن وعامل ردع قوي لمنع التمدد الأميركي باتجاه روسيا.
المصدر: الوطن