واشنطن ترفض إرسال تقنيين إلى كييف لصيانة طائرات «إف16»
أكدت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يواجه سيلاً من الانتقادات من جانب جنود وأعضاء في البرلمان ومحللين عسكريين بسبب التقدّم السريع للقوات الروسية في شرق أوكرانيا بعد عملية القوات الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي، يأتي ذلك في حين كشفت وسائل إعلام أميركية أن الولايات المتحدة رفضت إرسال تقنيين إلى كييف لصيانة طائرات «إف16».
أكدت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يواجه سيلاً من الانتقادات من جانب جنود وأعضاء في البرلمان ومحللين عسكريين بسبب التقدّم السريع للقوات الروسية في شرق أوكرانيا بعد عملية القوات الأوكرانية في إقليم كورسك الروسي، يأتي ذلك في حين كشفت وسائل إعلام أميركية أن الولايات المتحدة رفضت إرسال تقنيين إلى كييف لصيانة طائرات «إف16».
وقالت الصحيفة: إنّ كثيراً من الأوكرانيين احتفلوا بتوغّل قواتهم في إقليم كورسك الروسي في الـ8 من آب الجاري، أملاً في أن «تجبر هذه العملية روسيا على نقل قواتها إلى الجبهة الجديدة»، مما قد يؤدي إلى تغيير مسار الحرب لمصلحة أوكرانيا، لكن اختراق الخطوط الأمامية في إقليم دونتسك بشرق أوكرانيا، في نقاط ذات أهمية استراتيجية بالغة، أشعل انتقادات حادة للقيادة في كييف، ويرى المنتقدون أن إعادة نشر الآلاف من أفضل قوات أوكرانيا في إقليم كورسك الروسي أدى إلى إضعاف جبهة دونتسك، وتقترب القوات الروسية من مدينة بوكروفسك، ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة في إقليم دونتسك، وقد سيطرت على مجموعة من المدن المحيطة بها هذا الأسبوع، بعد أن اضطرت الوحدات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في أعداد المقاتلين، إلى التراجع من مواقعها.
ومدينة بوكروفسك هي إحدى مدينتين في إقليم دونتسك تسيطران على طرق رئيسة وخطوط السكك الحديدية، وخسارتها تهدّد عمليات نقل الأسلحة والذخيرة إلى الجيش الأوكراني في الإقليم كله.
وتظهر الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية أن القوات الروسية أصبحت على بعد 8 كيلومترات فقط من مدينة بوكروفسك، مما دعا سلطات المدينة إلى إخلائها من السكان.
ووصف المحلل العسكري بمركز أبحاث في كييف، أولسكندر كوفالينكو، الوضع شرق مدينة بوكروفسك بأنه «فشل دفاعي كامل»، مشيراً إلى أن ما حدث ليس خطأ الجنود العاديين في مواقعهم على خطوط القتال، وأوضح كوفالينكو، وفقاً للصحيفة، أنّ «الخطأ من جانب من يتخذون القرارات لهؤلاء الجنود»، مشيراً إلى الرئيس الأوكراني، إذ عبّر كثير من الجنود الأوكرانيين عن مخاوفهم بشأن الخطوط الدفاعية حول مدينة بوكروفسك.
وكان زيلينسكي قد أقرّ في مؤتمر صحفي في كييف، الثلاثاء الفائت، بأن الموقف على خطوط القتال في مدينة بوكروفسك «شديد الصعوبة»، لكنه ادّعى إبطاء التقدّم الروسي في المنطقة نتيجة الهجوم الأوكراني على إقليم كورسك الروسي.
غير أنّ الواقع، كما ذكرت الصحيفة، أنّ القوات الروسية تقدّمت بسرعة أكبر منذ هجوم أوكرانيا على كورسك، وفق الكثير من المحللين، ومنهم محللون أوكرانيون يعملون مع فريق بحثي على صلة وثيقة بالجيش الأوكراني.
ونقلت الصحيفة عن أحد قادة المدفعية الأوكرانية في مدينة بوكروفسك أنّ قواته تعاني نقصاً شديداً في قذائف المدفعية، بعد نقل الكثير منها إلى الجبهة الروسية.
ووصف القائد العسكري الأوكراني الوضع بقوله: «لدينا قذيفة واحدة مقابل كل 6 إلى 8 قذائف يطلقها الروس».
في غضون ذلك كشفت وسائل إعلام أميركية، أمس السبت، بأن الإدارة الأميركية تخلت عن فكرة إرسال موظفين تقنيين إلى أوكرانيا، وذلك بهدف صيانة طائرات «إف16» المقدمة مؤخراً لمواجهة روسيا.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية نقلاً عن مسؤولين أميركيين أن قرار البيت الأبيض يأتي من المخاوف المرتبطة بسلامة فرق الصيانة، حيث سيتولى الاتحاد الأوروبي مسؤولية خدمة الطائرات المقاتلة من طراز «إف16».
وأضافت الصحيفة في تقريرها: إن مجلس الأمن القومي الأميركي نظر في اقتراح إرسال تقنيين إلى أوكرانيا لصيانة طائرات مقاتلة من طراز «إف16»، لكن الاستخبارات شعرت أن الأمر ينطوي على مخاطرة كبيرة في الوقت الحالي، لافتة إلى أن عاتق صيانة الطائرات في أوكرانيا يقع على مسؤولية الأوروبيين، الذين سيتحملون مسؤولية خدمة طائرات «إف16».
ويواصل الغرب إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، رغم استمرار روسيا في عرض حطام الكثير منها في معارض خاصة بحطام الأسلحة الغربية، التي دمرها الجيش الروسي خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة.
فبعدما فشلت إمدادات المدرعات والدبابات والصواريخ الهجومية وأنظمة المدفعية المتنوعة الغربية في تحقيق أي إنجاز أمام الجيش تقدم الجيش الروسي، أصبحت الدول الغربية غير قادرة على التراجع وقامت بإرسال أسلحة أكثر تطوراً، بدأت بصواريخ متطورة، نشرت روسيا حطامها أيضاً وأبرزها «ستورم شادو»، ثم امتدت لتشمل الطائرات الحربية مثل المقاتلة الأميركية المتعددة المهام «إف16».
المصدر: الوطن