موجة جديدة من معاداة المسلمين في أوروبا.. ظاهرة سحب الأطفال تعود إلى الواجهة  

مايو 3, 2023 - 12:30
موجة جديدة من معاداة المسلمين في أوروبا.. ظاهرة سحب الأطفال تعود إلى الواجهة   
موجة جديدة من معاداة المسلمين في أوروبا.. ظاهرة سحب الأطفال تعود إلى الواجهة  

تعاني العديد من الأسر العربية والإسلامية في الدول الغربية من خطر التفكك حيث طرأت عليها العديد من العوامل الإجتماعية والثقافية والقانونية والتي أصبحت تهدد مصير هذه العوائل التي لم تستوعب الطبيعة الثقافية والقانونية في البيئة الجديدة.

وبالنظر إلى أن معظم الأسر المسلمة تعيش بفضل المساعدة الإجتماعية في هذه الدول فإن للمؤسسة الإجتماعية في أوروبا حق الإشراف على الأسرة و مراقبتها ومراقبة الأولاد.

وتأتي في صدارة تلك المؤسسات التي تثير جدلاً من وقت لآخر مؤسسة "يوغندأمت" الألمانية لرفاهية الطفل، ومنظمة "كافكاس" البريطانية لدعم حقوق الطفل، ومركز "السوسيال" السويدي المختص بالخدمات الاجتماعية.

ومؤخراً عادت قضية سحب الأطفال من عوائلهم في أوروبا لتشغل حيزاً من نقاشات رواد مواقع التواصل العرب. وهذه المرة، ارتكز النقاش بشكل أساسي حول هيئة الرعاية الإجتماعية في ألمانيا.

لا يعد إجراء سحب الأطفال من ذويهم قضية جديدة في ألمانيا، البلد الذي يلزم نفسه باتفاقية حماية حقوق الأطفال. وهو إجراء يشمل جميع فئات المجتمع والأسر التي "تسيء معاملة أطفالها". لكن القضية أثارت مؤخرا تفاعلا واسعا، عقب انتشار مقطع مصور لعائلة مسلمة، وهي تتهم أفرادا من الشرطة بانتزاع ابنها بالقوة.

وأثار مقطع فيديو للشرطة الألمانية وهي تسحب طفلا من عائلته المسلمة، ردود أفعال استدعت بيانا لتوضيح حقيقة ما جرى خاصة بعد ظهور الطفل يبكي طالبا المساعدة أثناء انتزاعه بالقوة.

وأكد متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الشرطة أخذت الطفل من عائلته المسلمة "بعد أن أفادت مدرسته بأن الأسرة كانت تعلم الطفل أن المتحولين جنسيا ومثليي الجنس أمر غير مقبول في دين الإسلام".

وهذا الطفل من عائلة مهاجرة مسلمة وأخذت الشرطة قرارا بإبعاده قسرا عن عائلته في مدينة بريمرهافن، حيث انتشر مقطع الفيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما دخل رجال الشرطة و"وكالة حماية الطفل" أحد المنازل، وشوهد أفراد الأسرة وهم يصرخون على الضباط، ويخبرونهم أن الطفل الصغير يعاني من بعض المشاكل الصحية.

بدورها، أكدت شرطة بريمرهافن أن الحادث وقع هذا الأسبوع، لكنها لم تشرح أسباب نزع الطفل من عائلته. وزعمت أنه رافق الفيديو المتداول "مزاعم كاذبة" حول أسباب القيام بهذا الإجراء.

وادعت الشرطة في بيانها يوم السبت:انه "يظهر الفيديو جانبا صغيرا من إجراء أمرت به المحكمة بهدف رعاية طفلين."

وزعمت "إن وكالة رعاية الأطفال هي دائما الملاذ الأخير، ولا يحدث إلا لأسباب جدية، ولا يمكننا تقديم أي تفسيرات إضافية حول أساس هذا القرار لحماية الأسرة والأطفال".

يفسر البعض أسباب تصاعد الحديث عن قضايا سحب الأطفال مؤخرا بارتفاع عدد الأسر اللاجئة، إضافة للفجوة الثقافية والاختلاف الجذري في أساليب تربية الأطفال.

ويرى مراقبون أن ظاهرة سحب الأطفال بهذه الطريقة وإن كانت تقدم تحت ستار حماية حقوق الطفل إلا أنها ليست مشكلة منعزلة عن الكثير من الظواهر الاجتماعية المخيفة المنتشرة في الغرب اليوم. حيث أن موظف الخدمات الاجتماعية الذي يقرر اليوم سحب الطفل من أهله استنادا في بعض الحالات إلى مبررات غير معقولة، بل والقاضي الذي يوافق على هذا الرأي، وربما المشرع الذي يتيح مثل هذه الإمكانية قانونيا إنما هم في أغلب الأحيان أبناء هذه الثقافة، فاحتمالية أن يكون هذا الشخص ولد وترعرع في ملجأ أو بدون أب أو بدون أسرة أساسا هي احتمالية كبيرة، وهو ما يؤثر بكل تأكيد على نظرته للحياة وللمجتمع، فيعتبر أن الأسرة ليست بالشيء المهم أساسا وأن الطفل يستطيع أن يعيش بدون والديه.

في الوهلة الأولى يبدو سحب الطفل وكأنه يصب في مصلحة الطفل بل في قمة التقديس للإنسان والحرص على تنشئته بطريقة سليمة إلى أن تدخل إلى عمق الموضوع وتسمع قصص الأطفال من فم أوليائهم، فقد تزايد عدد الأطفال المسلمين المسحوبين إن لم نقل المخطوفين قانونياً من أسرهم خلال الفترة القليلة الماضية بوتيرة سريعة ومثيرة للقلق.

ووصل عدد الأطفال المسحوبين من أسرهم إلى الآلاف وتتضاعف الأرقام خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأن قرارات سحب الأطفال ارتبطت بظهور أي مظهر من مظاهر التدين على الطفل حتى لو كان بسيطاً تحت مبررات واهية على اعتبار ذلك انتهاكاً لطفولته من خلال قيامه تحت ضغط الأولياء بممارسة سلوكيات وشعائر إسلامية كالصلاة والصيام ولبس الحجاب للبنات.

وهنا يتضح أن هذه الحركة ما هي إلا سبيل لمواجهة ارتفاع عدد المهاجرين المسلمين إلى الدول الغربية، حيث تشكل الجالية المسلمة اليوم نسبة كبيرة من المجتمع الأوروبي، وبالتالي فإن سحب الأطفال المسلمين من أسرهم وتقديمهم لأسر أوروبية يشكل طريقة لإيقاف صناعة الفرد المسلم المتمسك بقيمه وعاداته وبالتالي إيقاف توسع الإسلام في هذا البلد وبالمحصلة تطبيق سياسة "الإسلاموفوبيا". ومن جهة أخرى، فإن ذلك يسبب قلقاً للمهاجرين الراغبين في الانتقال للعيش هناك ويدفعهم للتخلي عن الفكرة خوفاً على أطفالهم.

ختاماً يمكن القول أن قناع الرعاية الإجتماعية سقط وتحول إلى سلاح المعاقبة الإجتماعية فقد عوقب المهاجرون على قدومهم إلى أوروبا بحرمانهم من أطفالهم وذلك بإيعاز من الجماعات الغربية المتطرفة هناك لا سيما في ضوء ارتفاع حدة "الإسلاموفوبيا" مع ارتفاع عدد المهاجرين.

 

المصادر:

1- https://cutt.us/mfc3K

2-https://cutt.us/NGyeA

3-https://cutt.us/sSJN3

4-https://cutt.us/hae3x