مجلة أميركية: نتنياهو يُحرج دول التطبيع ورغم ذلك تُعزز الإمارات والبحرين العلاقات

فبرایر 14, 2023 - 14:45
مجلة أميركية: نتنياهو يُحرج دول التطبيع ورغم ذلك تُعزز الإمارات والبحرين العلاقات

قال تحليل نشرته مجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت" الأميركية إن قادة الدول التي طبعت مع الكيان الإسرائيلي، لاسيما في المنطقة الخليجية، يراقبون باهتمام تصاعد الوضع الميداني في الضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة، لاسيما بعد وصول الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ كيان الاحتلال الى سدة الحكم.

 واعتبر التحليل الذي كتبه "جورجيو كافيرو" الرئيس التنفيذي لمركز Gulf State Analytics في واشنطن، أن تصاعد إراقة الدماء في الأراضي الفلسطينية المحتلة يفرز معضلات أمام قادة دول "اتفاقيات أبراهام".

ففي عام 2020، كانت إحدى نقاط الحوار الرئيسية في أبوظبي لإقناع شعبها بفوائد التطبيع هي أن "اتفاقيات أبراهام" تنص على أن (إسرائيل) ستتخلى عن الضم الرسمي للضفة الغربية وستعيد إحياء التفاوض مع الفلسطينيين".

ومع ذلك، وبالنظر إلى أجندات المتطرفين مثل وزير الأمن القومي للاحتلال "إيتمار بن غفير"، فإن الاستيلاء على الأراضي على نطاق واسع في الضفة ومحيط غزة سيكون أولوية قصوى لحكومة نتنياهو الجديدة.

وقال التحليل إن ذلك يعد "تحديا مباشرا لشرعية اتفاقيات أبراهام". ونقلت المجلة عن الدبلوماسية الأميركية البارزة السابقة "فريال سعيد" قولها إن حقيقة أن إدارة الرئيس الأميركي "جو بايدن" لا تبذل أي جهود جادة لتهدئة التوترات تجعل الوضع أكثر صعوبة لدول مجلس التعاون المطبعة مع الكيان الإسرائيلي.

وتضيف أن "العبء أثقل على دول المنطقة للقيام بشيء ما لا أعتقد أنهم اكتشفوا ما هو هذا الشيء".

ويرى التحليل أنه بينما تظل الإمارات والبحرين مهتمتان بجميع مزايا التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك التجارة وفرص الاستثمار ونقل التكنولوجيا وتنسيق الدفاع وتبادل المعلومات الاستخباراتية، فضلاً عن المكاسب السياسية في واشنطن، لا يمكن لهم تجاهل الاعتبارات المحلية والإقليمية.

وكما تظهر استطلاعات الرأي، فإن الرأي العام الإماراتي والبحريني يعارض التطبيع، كما هو الحال في جميع أنحاء العالم العربي.

وفي الوقت الذي يتصاعد فيه العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، لا تستطيع الحكومات الإقليمية أن تتجاهل الآراء التي يتبناها ناخبوها العرب المسلمون.

ومضى التحليل قائلا: "يكفي القول إنه بينما قام رئيس وزراء الاحتلال السابق (نفتالي بينيت)، بزيارات إلى الإمارات والبحرين العام الماضي، من المحتمل ألا يكون نتنياهو ضيفًا في أي دولة خليجية عربية في عام 2023".

ويقول "جوزيف أ. كيشيشيان"، الزميل البارز في مركز الملك فيصل في الرياض، إن كلا من أبوظبي والمنامة يمسكان أنوفهما، لأنهما غير قادرين على إحداث أي تغييرات في السلوك الإسرائيلي، والأسوأ من ذلك، لأن مواقفهما تتعارض مع تصورات شعوبهما بشأن ما يفعله الإسرائيليون.

بدورها، تقول "كورتني فرير"، الزميلة في جامعة إيموري، في مقابلة مع المجلة: "حتى الآن، بالنسبة للبحرينيين والإماراتيين، يحاولون التعايش مع الأمر".

وتضيف: "أعتقد أنه سيكون من الصعب عليهم القيام بذلك، مع وجود حكومة نتنياهو". وقال "عزيز الغشيان"، الزميل في معهد دول الخليج (الفارسي) بواشنطن، إن دعوة الإمارات "بن غفير" لزيارة سفارتها في تل أبيب قبل منحه منصبًا وزاريًا كان هدفها محاولة "التخفيف من هذا الاضطراب"، مع تذكيره بألا يقوض "اتفاقيات أبراهام".

ويقول التحليل إن الأحداث أثبتت صحة وجهة نظر السعوديين بالتريث في مسألة التطبيع بسبب الممارسات الإسرائيلية.

ويضيف: "يتمتع السعوديون الآن بالقدرة على التراجع، ورؤية ما يحدث، وكيف سينتهي الأمر مع الموقعين على اتفاقيات أبراهام الآن".

وتختم المجلة بالقول إنه "بالنظر إلى المستقبل، يمكن توقع استمرار البحرين والإمارات العربية المتحدة في تعزيز التعاون مع (إسرائيل) على المستويات التكنوقراطية في مجالات الاقتصاد والدفاع والاستخبارات والتكنولوجيا والتجارة. ومع ذلك، فإنه من المحتمل أن تتخذ كل من أبو ظبي والمنامة خطوات لتجنب الظهور بشكل ودود للغاية تجاه حكومة نتنياهو المتطرفة".

المصدر: وكالة شهاب