مئات المستوطنين يقتحمون «الأقصى» وقوات الاحتلال تعتقل طفلة على أحد أبوابه
مئات المستوطنين يقتحمون «الأقصى» وقوات الاحتلال تعتقل طفلة على أحد أبوابه
أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أن الاستيلاء على منزل عائلة فلسطينية في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة وإخلاءه بالقوة وتسليمه إلى المستوطنين هو عمل إرهابي وجريمة حرب، هدفها تهجير الفلسطينيين من المدينة المقدسة، في حين وصفت وزارة شؤون القدس عملية الاستيلاء بـ«اللصوصية والتطهير العرقي».
وحسب وكالة «وفا»، قال فتوح في تصريح أمس: إن «قرار التهجير الخطير يأتي في سياق محاولات الاحتلال وجماعات المستوطنين الاستيلاء على أكبر عدد من المنازل الفلسطينية في البلدة القديمة، وتحديداً في محيط المسجد الأقصى، بهدف القضاء على وجود الفلسطينيين، وإحلال المستوطنين مكانهم في إطار نظام الفصل العنصري الذي يطبقه الاحتلال على الأراضي المحتلة وخاصة القدس».
وطالب فتوح المجتمع الدولي بالتحرك الفوري، واتخاذ خطوات عملية لوقف جميع قرارات الإخلاء القسري وهدم المنازل وحماية المدينة المقدسة من مخططات الاحتلال التهويدية.
بدورها أكدت وزارة شؤون القدس أن استيلاء المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي على منزل عائلة فلسطينية بالبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة هو «لصوصية وتطهير عرقي».
وحسب «وفا» أوضحت الوزارة في بيان أمس أن إرغام قوات الاحتلال عائلة «صب لبن» على إخلاء منزلها القريب من المسجد الأقصى، والذي تقيم فيه منذ عام 1953، والاستيلاء عليه وتسليمه للمستوطنين يصل إلى مستوى جريمة حرب.
وبينت الوزارة أن سلطات الاحتلال تطبق نظام الفصل العنصري بأبشع أشكاله في القدس، حيث نفذت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال عملية إخلاء الزوجين المسنين نورا غيث صب لبن 68 عاماً ومصطفى صب لبن 72 عاماً بطريقة عدوانية، بعد استفزازات ومضايقات واعتداءات استمرت 45 عاماً ضاربة عرض الحائط بكل الدعوات الدولية، بما في ذلك من الاتحاد الأوروبي لوقف هذه الجريمة.
وحذرت الوزارة من أن يكون الاستيلاء على منزل عائلة «صب لبن» مقدمة للاستيلاء على المزيد من المنازل الفلسطينية، وخاصة في البلدة القديمة وبلدة سلوان وحي الشيخ جراح وغيرها من الأحياء في القدس، مشيرة إلى أن الاستيلاء على المنزل يترافق مع تصعيد استيطاني محموم تشهده كل أرجاء المدينة ويشمل مخططات لإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والحاسم لإجبار الاحتلال على وقف جميع عمليات الإخلاء القسري وهدم المنازل والتوسع الاستيطاني ومحاولاته المتواصلة، لتهويد المسجد الأقصى واعتداءاته على المقدسات.
من جانب آخر، جددت مجموعات من المستوطنين أمس اقتحام المسجد الأقصى المبارك، ونقلت «وفا» عن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قولها: إن 218 مستوطناً اقتحموا الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال التي كثفت وجودها في محيطه وفي البلدة القديمة بالقدس، كما قامت باعتقال طفلة 13 عاماً على أحد أبوابه.
في غضون ذلك، قال مكتب إعلام الأسرى إن وحدات القمع التابعة لـ«إدارة سجون» الاحتلال اقتحمت قسم 4 في معتقل النقب في الأراضي المحتلة عام 1948، وقامت بإفراغه من الأسرى بصورة استفزازية.
ووفق المكتب، فإن حالة من الضغط والتوتر سادت معتقل النقب في أعقاب سلسلة من الإجراءات التي فرضتها «إدارة السجون» على الأسرى خلال الأسبوعين الماضيين.
ويستعد الأسرى في معتقل النقب للشروع في إضراب مفتوح عن الطعام، رداً على انتهاكات إدارة السجن المتكررة والمتواصلة.
وقبل أيام، أكد مكتب إعلام الأسرى وصول تعزيزات كبيرة من وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال إلى معتقل النقب، في ظل التوتر المستمر منذ مساء الجمعة.
وانطلقت دعوات فلسطينية إلى إنقاذ حياة الأسير المقدسي رائد بدوان 61 عاماً، بعد تدهور حالته الصحية داخل سجن النقب تزامناً مع التوتر المتصاعد.
وحمّلت مصادر صحية فلسطينية في قطاع غزة المحاصر الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير بدوان الذي تدهورت حالته الصحية مؤخراً بسبب مماطلة إدارة سجن النقب في نقله إلى المستشفى.
وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها نحو 4900 أسير فلسطيني، منهم 31 امرأة، و160 طفلاً، و1000 معتقل «إداري» من دون تهمة.
وهناك 700 معتقل يعانون الأمراض، و554 محكومون مؤبداً، و400 من قدامى الأسرى، و15 صحفياً، وفق الإحصاء الأخير المعلَن في موقع هيئة شؤون الأسرى.
المصدر: الوطن