لماذا “فتاح” و”خيبر” يكمّلان بعضهما البعض؟
لماذا “فتاح” و”خيبر” يكمّلان بعضهما البعض؟
في اقل من اسبوعين، ازاحت ايران الستار عن صاروخين استراتيجيين لها ، أظهرا قدراتها الهائلة في مجال الصواريخ امام العالم.
فتاح هو اول صاروخ فرط صوتي تصنعه ايران، والتي اصبحت رابع دولة في العالم تملك تقنية صنع مثل هذه الصواريخ الاستراتيجية، ويبلغ مدى صاروخ فتاح 1400 كيلومتر وتبلغ سرعته عند اصابة الهدف 13 الى 15 ماخ (سرعة الصوت)، كما ان الرأس الحربي للصاروخ قادر على المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي.
وما يمّكن صاروخ فتاح من التغلب على منظومات الدفاع الصاروخي المعادية هو اولا، سرعته العالية في التحليق نحو الهدف، وهذه السرعة العالية يوفرها وجود محركين يعملان بالوقود الصلب ( المحرك الاول يقع في اسفل الصاروخ ، والمحرك الثاني الكروي الشكل في داخل الرأس الحربي) حيث تصل سرعة الصاروخ من 13 الى 15 ماخ، عند ضرب منظومات الدفاع الصاروخي … وثانيا ، الرأس الحربي القادر على المناورة، لأن حركة الصاروخ في مسار ثابت تجعله عرضة للاصطياد بواسطة المنظومات الصاروخية المضادة للصواريخ ، لكن صاروخ فتاح الذي يستطيع رأسه الحربي القيام بمناورة والتحرك في مسارات مختلفة ، يتغلب على هذه المنظومات ولا مجال لتتبعه واعتراضه.
ومن الخصائص الاخرى لصاروخ فتاح، استخدام الوقود الصلب الذي يوفر امكانية استخدام عدد كبير من هذه الصواريخ عند شن الهجوم، لأن الوقود الصلب يبقى قرابة 10 سنوات جاهزا للاستخدام في الصاروخ المجهز للاطلاق في مخبأه، كما يؤكد ذلك نائب وزير الدفاع الايراني العميد مهدي فرحي ، ما يعني ان الفترة المطلوبة لاطلاق صاروخ فتاح هي فترة قصيرة ويمكن تخزين وتكديس عدد كبير منها، جاهزة للاطلاق في القواعد الصاروخية، لاستخدامها في ساعة الصفر.
لماذا لا يمكن اعتراض الرأس الحربي لصاروخ فتاح ؟
زود الراس الحربي لصاروخ فتاح بمحرك كروي الشكل قادر على التحكم بقوة الدفع في مختلف الاتجاهات ما يوفر امكانية التحكم بالسير في مختلف الاتجاهات، كما ان لهذا الرأس الحربي زعانف متحركة توفر القدرة على المناورة اثناء السير ، وهذا يجعل منظومات الدفاع الصاروخي عاجزة امام هذا الصاروخ.وبهذا التصميم تغلب الخبراء الايرانيون على منظومات الدفاع الصاروخي مثل ثاد وآرو وباتريوت واجيس و GBI، ومجموعة صواريخ ستاندارد الاميركية ، ومقلاع داود ، وباراك وغيرها.
ان صاروخ فتاح هو بمثابة رصاصة الرحمة التي اطلقت على رأس مشروع الدفاع الصاروخي الموحد الاميركي الذي اعلن المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي جون كيربي في الصيف الماضي ، ان بلاده تسعى لنشر مثل تلك المنظومة في المنطقة.
صاروخ خيبر … الصفعة القوية للاعداء
قبل نحو اسبوعين من الان ازاحت ايران الستار ايضا عن صاروخ “خرمشهر 4” المسماة ايضا “خيبر” وهو صاروخ استراتيجي ذو رأس حربي شديد التفجير يزن 1500 كيلوغرام ، ويمكنه اصابة الاهداف على بعد 2000 كيلومتر وتبلغ سرعة رأسه الحربي عند ضرب الهدف نحو 8 ماخ.
وللجيل الرابع لصاروخ خرمشهر عدة خصائص منها وجود راس حربي قادر على مواجهة الحرب الالكترونية، وكذلك قدرة كل صاروخ على ضرب 80 هدفا .
ويجب القول انه اذا تم استخدام صاروخ خيبر لوحده في تنفيذ ضربة صاروخية على اهداف معادية فليس بامكان أي نظام من انظمة الحرب الالكترونية التشويش على هذا الصاروخ لأن التحكم بمساره يتم في المرحلة النهائية من تحليقه أي خارج الغلاف الجوي وهو مجرد قطعة ميكانيكية عند دخول الغلاف الجوي ولذلك فان التشويش الالكتروني لا يؤثر عليه ، اما الميزة الاخرى لهذا الصاروخ هي اصابته لـ 80 هدفا في منطقة هبوطه ، حيث يحمل الرأس الانشطاري لهذا الصاروخ 80 قنبلة تنهمر على الهدف من الاعلى.
واذا اخذنا على سبيل المثال قاعدة عين الاسد الاميركية كنموذج لتنفيذ ضربة صاروخية ، نجد بانها محاطة بعدة انواع من المنظومات الدفاعية، ويجب عند بدء شن الهجوم عليها ، تدمير هذه الانظمة بصاروخ فتاح ومن ثم يدخل صاروخ خيبر المعركة ويدمر رأسه الحربي الانشطاري هدفا كبيرا مثل قاعدة جوية.
وهذا مثال لتدمير هدف استراتيجي معادي ، ومثل هذه الهجمات لا تكلف ايران كثيرا لكنها تدمر المعدات الاستراتيجية لدى العدو مثل الطائرات الحربية والمدرعات ومنظومات الدفاع الصاروخية وغيرها التي لها اهمية كبيرة.
وتظهر اهمية استخدام صاروخ فتاح عندما تعلن صحيفة جيروزاليم بوست الصهيونية انه قادر على الوصول الى الكيان الصهيوني خلال 400 ثانية فقط.
المصدر: الوفاق