كم عدد قتلى الجيش الإسرائيلي حتى الآن؟
لقد وصلت حرب أكتوبر 2023 التي شنها الكيان الإسرائيلي ضد فلسطين يومها الخامس والأربعين، وبعد حروب احتلال فلسطين عام 1948 وما قبلها، ستصبح هذه الحرب تدريجياً أطول حرب في تاريخ هذا الكيان بعد أسبوع من الآن، وما يبرز في هذه الحرب هو الخسائر البشرية الفادحة والخسائر الاقتصادية الفادحة التي مني بها الكيان الصهيوني، وفي هذا التقرير ستتم مناقشة الخسائر البشرية للكيان الصهيوني.
لقد وصلت حرب أكتوبر 2023 التي شنها الكيان الإسرائيلي ضد فلسطين يومها الخامس والأربعين، وبعد حروب احتلال فلسطين عام 1948 وما قبلها، ستصبح هذه الحرب تدريجياً أطول حرب في تاريخ هذا الكيان بعد أسبوع من الآن، وما يبرز في هذه الحرب هو الخسائر البشرية الفادحة والخسائر الاقتصادية الفادحة التي مني بها الكيان الصهيوني، وفي هذا التقرير ستتم مناقشة الخسائر البشرية للكيان الصهيوني.
خسائر بشرية
حسب الإعلان الرسمي، تكبدت "إسرائيل" أكثر من 1500 قتل حتى اليوم الـ 45 (الإثنين 20 نوفمبر – 29 نوفمبر)، ومن أجل وصف "حجم" الخسائر البشرية، دعونا نلقي نظرة على إحصائيات حرب 2006 التي استمرت 33 يومًا مع لبنان وحرب غزة عام 2014:
1- في حرب 2006 على لبنان، خلال ثلاثين يوماً وبالطبع حسب الإعلان الرسمي؛ تكبدت "إسرائيل" 121 قتيلاً عسكرياً و44 قتيلاً مدنياً (على التوالي، 1244 و4262 جريحاً)، إجمالي 165 قتيلاً و5506 جرحى، (بالتأكيد العدد الحقيقي أكثر من هذا).
2- في حرب 2014 على غزة، خلال خمسين يومًا، وطبعًا حسب الإعلان الرسمي؛ تحدثت "إسرائيل" عن مقتل 72 عسكرياً وجرح 720، (بالتأكيد العدد الحقيقي أكثر من هذا).
3- لكن في هذه الحرب (2023) وحتى اليوم الـ 45، حسب الإعلان الرسمي، تكبدت "إسرائيل" 368 جنديا و1147 مدنيا، بإجمالي 1515 شخصا.
وأعلنت هيئة تأمين الكيان في تقرير لها، يوم الاثنين الماضي (اليوم 45)، أن عدد القتلى العسكريين والمدنيين بلغ 1147، وبهذه الطريقة، قُتل 759 مدنيًا و320 عسكريًا في اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى (7-15 أكتوبر) و70 جنديًا منذ بداية الهجوم البري.
وفي الأيام الأولى للحرب، قامت تل أبيب بتحديث عدد القتلى في اليوم الأول إلى 1400، ولكن بعد أن أصبح من الواضح أن بعض قتلى اليوم الأول (الذين احترقت جثثهم) كانوا نتيجة لهجمات طائرات الهليكوبتر الإسرائيلية، زُعم أن 200 شخص من بين الـ 1400 هم من الفلسطينيين.
ولم تقم "إسرائيل" بتحديث بعد هذا الرقم، بل بذرائع مثل أن 200 هم فلسطينيون، حاولت أن تجعل هذا العدد أقل، لأن هذه الأرقام بمثابة قنبلة قاتلة لنفسية المجتمع الإسرائيلي، ويجب منعها من الانفجار، وبعد الحرب التي استمرت 33 يومًا، قررت تل أبيب أن عليها فرض رقابة أكبر على أعداد الضحايا، ولذلك فإن المقارنة بين حصيلة قتلى حرب 2006 و2014 المذكورة أعلاه، في حد ذاتها، تظهر هذا التوجه لدى تل أبيب.
الضحايا بعد بدء الهجوم البري
والآن دعونا نلقي نظرة على عدد القتلى في حرب 2023 ونرى كم يبدو الأمر حقيقيًا.
أعلنت "إسرائيل" منذ مساء السبت الماضي، بدء المرحلة الثانية من الحرب البرية في شمال غزة، وبطبيعة الحال، لم يكن هناك تغيير جذري في الميدان يشير إلى المرحلة الثانية، لأنه في هذه المرحلة، من الناحية العسكرية، لم يكن هناك إنجاز للحديث عن المرحلة الثانية، وهذا يعني أنه لم يُقتل أي زعيم أو قائد مهم في حماس، ولم يتم اكتشاف أي مقر لحماس والاستيلاء عليه، ولم يتم الاستيلاء على أي جزء من شمال قطاع غزة بالمعنى الحقيقي (الصراع مستمر)، وبالإضافة إلى كل هذا، لم يتم القبض على أي أسرى، والشيء الوحيد الذي شوهد من المرحلة الثانية هو أن "إسرائيل" كثفت يوم الأحد الماضي ووسعت هجماتها من شمال شرق وجنوب شرق مدينة غزة، ونتيجة لذلك، أصبح واضحا أنه منذ ليل السبت والأحد الماضيين، مني الكيان الصهيوني بخسائر بشرية ومعدات إسرائيلية بشكل كبير، وأعلنت كتائب القسام، يوم الأحد (44)، أنها دمرت 29 دبابة وناقلة جند ومدرعة إسرائيلية. كل يوم أو كل 48 ساعة، عندما يذكر القسام خسائر العدو أو أضراره، فإنه يوثق ذلك في مقاطع فيديو عديدة، فما يعلنه يكاد يكون مقبولا ويمكن الاستشهاد به والتحقق منه.
لذلك، عندما أعلنت "إسرائيل" عن وفاة شخصين يوم الأحد الماضي، وبعد ساعات أضافت شخصين آخرين، ثم في اليوم نفسه رفعت العدد إلى خمسة، ولكن لوحظ أنه حتى هذه الزيادة بمقدار الضعفين أو الثلاثة أضعاف لا تتناسب مع الإحصائيات التي قدمها القسام، ومع مرور الوقت ووصول يوم الاثنين، واصل الجيش الإسرائيلي تحديث حصيلة قتلى يوم الأحد بارتفاع إلى عشرة أشخاص حتى مساء الاثنين (اعتراف تدريجي)، ورغم أن "إسرائيل" تعلن عن الإحصائيات بشكل أقل من الواقع، إلا أنها تعلنها بشكل تدريجي ومتأخر، تجنباً لصدمة قواتها والرأي العام الداخلي.
والسؤال هو، على الرغم من هذه الرقابة، ما هو الرقم الحقيقي؟ بالنظر إلى عدد الدبابات وناقلات الجنود المدمرة، ربما يكون من الممكن الإجابة على هذا السؤال إلى حد ما.
يمكن لكل دبابة ميركافا أن تحمل ما لا يقل عن 4 جنود، وتحمل كل ناقلة ما بين 10 إلى 12 شخصًا، وحسب تصريحات كتائب القسام، فقد تم منذ بداية الحرب البرية تدمير أكثر من 200 دبابة وناقلة جند أو آلية عسكرية (جزئيًا أو كليًا)، ويتم استهداف هذه الأدوات بشكل رئيسي بصاروخ ياسين 105 الذي يبلغ مداه الفعال حوالي 100 إلى 150 متراً مرتين، وبعد اختراق القذيفة الأولى تنفجر القذيفة الثانية.
ونتيجة لذلك، إذا وضعنا الحد الأدنى لعدد شخصين أو ثلاثة أو أربعة أشخاص في كل دبابة أو ناقلة جند في دائرة الاحتمال، فإن إجمالي 200 مركبة يظهر عدد القتلى حوالي 400 أو 600 إلى 800 شخص، وبطبيعة الحال، فإن عدد الدبابات وناقلات الجنود يزيد على 200 دبابة، وحسب إعلان القسام مساء الاثنين الماضي، فقد تم استهداف 60 طائرة فقط في الأيام الثلاثة الماضية، ولن ننسى أنه في 2 نوفمبر عندما أسقط القسام طائرة نمر بصاروخ مضاد للدبابات، قُتل 11 جنديًا إسرائيليًا، وما أثار الجدل في "إسرائيل" وأثار التساؤلات هو أن كل هذه النفقات من عام 2000 فصاعدا لتحسين قوات الجيش أين ذهبت؟ وهو ما تسبب في دخول حاملة إيتان إلى قطاع غزة قبل نحو عشرة أيام، ومن ناحية أخرى، عندما يتم استهداف دبابة أو ناقلة جند، إذا خرج شخص ما منها للهرب، فإنه يُقتل أو يُصاب عمومًا بنيران مباشرة من قوات حماس.
ونتيجة الإمكانيات العسكرية، فإن عدد القتلى يزيد على 400 شخص، بل يصل الرقم إلى نحو 800 قتيل، في حين أعلنت "إسرائيل" عن عدد 70 قتيلاً حتى الآن (صباح الثلاثاء من اليوم الـ 46)، ومن ناحية أخرى، وحسب الأرقام التي يتم الحصول عليها في الحروب العسكرية، مقابل كل قتيل هناك ثلاثة جرحى أو حتى أكثر، وخلال الضرب البسيط، يظهر أيضًا عدد المصابين المحتملين رقمًا من 1200 إلى 2400 شخص، وهذه الأرقام ضئيلة وتثبت المغالطة في المجال العددي، لكن هذه الأعداد القليلة ومع احتمال سقوط 800 قتيل و2400 جريح، يصل إجمالي القتلى والجرحى إلى 3200 ضابط وجندي، وهو ما يعني بالمعنى العسكري ثلاث كتائب على الأقل، أي ثلاثة ألوية الجولانية، والمظلي 35 واللواء 84.
ولهذا السبب، تراجع الجيش الإسرائيلي، الذي قرر بيع 200 طائرة ميركافا V2 وV3 لأوكرانيا وبولندا منذ يونيو/حزيران الماضي، وقرر تجهيز كتيبة مدرعة جديدة معهم والذهاب إلى غزة، وقد وصف المحللون الإسرائيليون بشكل صحيح بيع الدبابات القديمة بأنه "خطأ استراتيجي" لأنه يبدو أن عدد الدبابات الحالية قد وصل إلى أقل من 1000 دبابة في ظل الدمار اليومي.
وبهذه الطريقة، فإن الإحصائيات الرسمية للكيان الصهيوني هي بالتأكيد أقل بعدة مرات من الإحصائيات الحقيقية، وتظهر الأحداث التاريخية أيضًا سياسة الكيان هذه، وعلى سبيل المثال، في عام 1982، عندما احتل الكيان قلعة شقيف في أرنون جنوب لبنان، ادعى أنه استولى على القلعة دون وقوع إصابات، بينما بعد ثلاث سنوات، في فيلم وثائقي بثه تلفزيون الكيان، قُتل ما لا يقل عن 30 عائلة وقد تحدث عن مقتل أحد أفرادهم في هذه الحرب.
وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى هذا النوع من الإصابات، التي تم حسابها والتعبير عنها كحد أدنى، يجب أن نذكر أيضا خسائر القوات خارج المدرعات، والتي تمكن القسام في عدة حالات من إيقاعها في كمين في المنازل التي اتخذوا منها حاجزا ولذلك فإن ضحايا الكيان الإسرائيلي في هذه الحرب لا يتم الإعلان عنها بشكل أقل فحسب، بل يتم الإعلان عنها بشكل متأخر وتدريجي لمنع وصول الصدمة إلى المجتمع، فمثلا، يوما السبت والأحد، عندما أعلن الجيش عن عدد 14 قتيلا في 48 ساعة، في الوقت نفسه، بسبب إعلان ضريح عسكري في فلسطين المحتلة عن دفن 50 شخصا في 48 ساعة، خفضت "إسرائيل" الرقم المعلن إلى أقل من ثلث العدد الفعلي، وقامت بالإعلان عنه تدريجياً.
المصدر: الوقت