في يوم إحياء الذكرى السنوية الرابعة لإستشهاده في كرمان.. يد الغدر تطال زوار مزار الشهيد سليماني
طالت يد الغدر اليوم الاربعاء الزوار الذين توافدوا الى مدينة كرمان (جنوب غرب البلاد) لإحياء مراسم الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد قائد قوّة القدس الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بوقوع انفجارين إرهابيين على الطريق المؤدي إلى روضة شهداء كرمان بالقرب من مسجد صاحب الزمان ما تسبب بحالة من الذعر بين الحشود المتواجدة في المكان، وتسبب باستشهاد وجرح العديد من الزوار، فيما تم نقل الجرحى إلى المراكز الطبية.
في التفاصيل، عند تمام الساعة 14:50 دقيقة يوم أمس، سُمع دوي انفجار ضخم وسط حشد من الزوار على الطريق المؤدي إلى مزارات الشهداء في كرمان، وعلى الفور وصل فريق الاستجابة السريعة إلى المكان. في حين وقع الانفجار الأول على بعد 700 متر من مرقد الشهيد سليماني، وقع الانفجار الثاني على بعد كيلومتر واحد من المزار وكان خارج مسار الزوار وبوابات التفتيش.
وبحسب الجهات المختصة، كان هناك عبوتين ناسفتين عند مدخل مزارات الشهداء في كرمان، ويبدو أن منفذ أو منفذي هذه الحادثة قاموا بتفجير القنابل عن طريق التحكم عن بعد. في حين أكدت الجهات المختصة أن أغلب المصابين كانت إصاباتهم ناجمة عن الازدحام وهروب الناس لدى سماع الصوت القوي.
وقالت رئيس الطوارئ في كرمان: وصل عدد الشهداء إلى 103 زائراً و171 جريحا في الحادث الإرهابي في كرمان غالبيتهم من النساء والأطفال. وحالة بعض المصابين خطيرة وهناك احتمال لزيادة أعداد الشهداء.
إستهداف الزوار
فقد صرح المتحدث باسم هيئة الطوارئ “بابك يكتابرست”: ان انفجارين رهيبين حدثا في مزار الشهداء (جنة الشهداء) بمحافظة كرمان، تزامنا اقامة مراسم احياء الذكرى الرابعة لاستشهاد الفريق “الحاج قاسم سليماني” يوم أمس؛ حيث وقع التفجير الاول في منطقة “كنبد جبلية” والثاني “في دركاه قلي بيك” القريب من مسجد صاحب الزمان (عج)؛ مبينا ان كلا الموقعين كانا بالقرب من الزوار المشاركين في مراسم احياء ذكرى استشهاد الشهيد سليماني.
وطالبت الجهة الأمنية في مزارات الشهداء بكرمان من الزوار المتواجدين في المكان إخلاء المزارات على الفور عقب وقوع الهجوم الارهابي. وقال النائب السياسي والأمني لمحافظ كرمان: إن هذين الانفجارين كانا هجومين إرهابيين.
وأعلنت القوات الأمنية إغلاق مزارات الشهداء حتى إشعار آخر بناءً على طلب السلطات الأمنية، ودعت جميع الأشخاص إبلاغ السلطات الأمنية عن أي حركة مشبوهة قد يلحظوها.
وسارعت سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ الى مكان وقوع التفجيرين الإرهابيين لنقل جميع المصابين إلى مستشفيات مدينة كرمان وعلاجهم.
من جهته قال مدير جمعية الهلال الاحمر لمحافظة كرمان (جنوب البلاد) “رضا فلاح”، انه منذ وقوع الانفجارين على الطريق المؤدي الى جنة الشهداء في كرمان، قام رجال الاغاثة بنقل شعرات الجرحى الى المراكز العلاجية.
ويؤكد هذا العمل الارهابي ان الهدف الاساس هو الزوار الذين حضروا الى هذه المناسبة من اجل احياء ذكرى استشهاد الشهيد الحاج قاسم سليماني.
مزاعم صهيونية واهية
وبعد الانفجار الإرهابي الثاني في كرمان، زعمت بعض الحسابات الصهيونية أن أحد كبار قادة الحرس الثوري استشهد في هذا الانفجار، لكن المصادر الاعلامية المحلية أظهرت أن هذه الأخبار كاذبة وأن أيا من كبار قادة الحرس الثوري لم يتواجد في محيط منطقة كرمان لحظة وقوع الإنفجارين.
وقال مسؤولي جامعة كرمان للعلوم الطبية انه سيتم الكشف عن أسماء شهداء وجرحى الحادث الإرهابي في كرمان في وقت لاحق.
كما صرح مدير عام النقل في كرمان أنه بعد هذا الهجوم الإرهابي، تم تنظيم حركة الطيران والسكك الحديدية والبرية ولن يكون هناك توقف في إرسال الزوار إلى كرمان، كما أن أسطول كرمان الجوي والسكك الحديدية والبري قيد التشغيل، مؤكداَ أنه تنبيه كامل لا توجد مشكلة في نقل الحجاج.
في السياق علّق رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، على الهجوم الارهابي داعياً الجهات المختصة لمتابعة جميع خيوط هذه الجريمة والقبض على الإرهابيين لمعاقبتهم.
أمر السلطة القضائية
وبعد الحادث الإرهابي في كرمان، قال رئيس السلطة القضائية: إن أجهزة الاستخبارات والأمن وإنفاذ القانون ملزمة بمتابعة جميع خيوط هذه الجريمة ومرتكبيها وأسبابها بسرعة وبعناية. وأصدر حجة الإسلام محسني ايجئي، رئيس السلطة القضائية، رسالة عقب الحادث الإرهابي في كرمان جاء فيها: إن الإرهابيين المتغطرسين، بعد الفشل والهزيمة في جعل البلاد غير آمنة في مؤامرات مختلفة، ركزوا كل جهودهم على الانتقام من الشعب المؤمن في البلاد. ويجب على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وإنفاذ القانون ملاحقة كافة خيوط ومرتكبي وأسباب هذه الجريمة بسرعة ودقة وتسليمهم إلى القضاء في البلاد.
الى ذلك أعلن وزير الداخلية أن الوضع الطبيعي في مدينة كرمان بعد الهجوم، وقال: من الطبيعي أن كل شيء تحت السيطرة ويجب ألا يقلق المواطنين. كما أعلن وحيدي ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 100 شخص، وقال: خدمات الطوارئ ووزارة الصحة تقدم الخدمات ويتم علاج المصابين. وأضاف: هذه المؤامرة الجديدة وما حدث اليوم سينتج عنه رد فعل قوي من الأجهزة الأمنية والعسكرية وإنفاذ القانون.
إحباط بعض المؤامرات في البلاد
وأعلن وحيدي إحباط بعض المؤامرات في البلاد، وقال: إنهم كانوا يخططون لتنفيذ هذا العمل في مراسم ومناسبات مختلفة، لكن تم القبض عليهم من قبل قوات الأمن والمخابرات. وقال: إن هذا العمل الجبان والجريمة العمياء ارتكبت بحق من كان حبه وطريقه تكريم أسطورة المقاومة وقائد القلوب. وقال وحيدي: إن قواتنا الأمنية والاستخباراتية في حالة استنفار وستوجّه صفعة قوّية لمن ارتكب هذه الجريمة. وردا على كيفية وقوع هذا الحادث الإرهابي قال وزير الداخلية: جاري التحقيق في هذا الأمر ولدينا معلومات من الأفضل الإعلان عنها عند التأكد منها. ودعا وحيدي المواطنين ألاّ يولوا أهمية بالشائعات.
على خلفية هذا الهجوم الإرهابي عزّى كبار المسؤولين في البلاد بوقوع هذا الحادث الإرهابي المؤسف في ظلّ إحياء ذكرى الشهيد الحاج قاسم سليماني.
كما أعلن يوم الخميس الحداد العام في البلاد تجليلاً لأرواح الشهداء.
المصدر: الوفاق