صحة "بايدن" تحت مطرقة وسندان الجمهوريين
صحة "بايدن" تحت مطرقة وسندان الجمهوريين
ترصد الدوائر السياسية في واشنطن، حالات التعثر والسقوط للرئيس جو بايدن 80 سنة وانعكاس تكرار سقوط الرئيس على مسار المنافسة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، على كرسي المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.
كان مشهد سقوط الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أثناء توزيع الشهادات في حفل تخرج لأكاديمية القوات الجوية الأمريكية في كولورادو ـ الخميس الماضي 1 يونيو / حزيران ـ قد فتح ملف «السقوط» للمرة الخامسة، وتمكن بايدن، ـ وهو أكبر الرؤساء الأمريكيين سنا ـ من النهوض بمساعدة حاشيته، وبدا أنه لم يصب بأذى..ويقول منتقدو الرئيس بايدن، إن تقدمه في العمر لا يسمح بأن يترشح لفترة رئاسية ثانية.. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن غالبية الناخبين الأمريكيين قلقون بشأن تقدم سنه. سيكون عمره 82 عاما في بداية فترة ولاية ثانية إذا فاز في الانتخابات
وستكون الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لعام 2024 هي الانتخابات الرئاسية الـ 60 التي تجري كل أربع سنوات، والمقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وستكون أول انتخابات رئاسية بعد إعادة توزيع الأصوات الانتخابية وفقًا لإعادة توزيع التعداد البيان السكاني بعد عام 2020. والسقوط المتكرر مؤشر سلبي لحالة الرئيس الصحية، ما فتح أبواب الترشح واسعا أمام عدد كبير من الديمقراطيين والجمهوريين، والساعين مبكرا أن يكون أحدهما مرشح الحزب الجمهوري والديمقراطي لدخول المنافسة على المنصب الأكبر والأرفع عالميا، على الاطلاق.
وتعرض الرئيس بايدن لموقف محرج ـ 20 مارس/ آذار 2021 ـ أثناء صعوده درج الطائرة الرئاسية المتوجهة إلى سلاح الجو، حيث تعثر 3 مرات كما ظهر في الفيديو الذي تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.. وتمكن الرئيس الأمريكي من الإمساك بحافة حماية الدرج وواصل السير، لكن توازنه اختل مرة ثانية ثم ثالثة حتى سقط على ركبتيه. وتعثر الرئيس الأمريكى، جو بايدن، مرة جديدة أثناء صعوده سلم الطائرة الرئاسية، مغادرا العاصمة البولندية وارسو ـ 22 فبراير/ شباط 2023 ـ وتعثر بايدن لفترة وجيزة، ووضع يده لأسفل لاستعادة توازنه وهو يشق طريقه صعودا إلى الطائرة.. وتعد الواقعة هي الأحدث في سلسلة من سقوط بايدن على سلم الطائرة، وكانت آخر مرة فى 8 يونيو/ حزيران 2022، خلال طريقه إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
كما تعثر رئيس الولايات المتحدة عدة مرات أثناء تسلقه السلم على متن طائرة قبل أن يسافر إلى جورجيا العام الماضي، الأمر الذي أرجعه البيت الأبيض إلى سرعة الرياح القوية. ومؤخرا الأسبوع الماضي عجز الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن النزول عن المنصة، بعد خطاب هدد فيه العالم في حال تخلفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها، حيث ودع بايدن الحضور، واستدار محاولا إيجاد مخرج دون جدوى، ما استدعى تدخل أحد مساعديه، ليرشده إلى وجهته..وقد تكررت مثل هذه الهفوات في الفترة الأخيرة ما أثار جدلا واسعا في وسائل الإعلام وفي شبكات التواصل الاجتماعي عن وضعه الصحي وقدراته الذهنية.
وقالت الكاتبة الأمريكية كانديس أوينز، "إن بايدن يعاني من الخرف"، بينما تساءل الممثل الأمريكي، تيرينس ك.ويليامز، "لو كان بايدن لا يستطيع الوقوف على قدميه فكيف يدافع عن أمريكا؟"..وقال مواطن أمريكي ينتمي للحزب الديمقراطي "إن بايدن اختصر في سقوطه أثناء صعوده الطائرة وضع أمريكا الحالي". وقد وقّع أكثر من 60 نائبا من الحزب الجمهوري، رسالة إلى الرئيس جو بايدن يطالبونه فيها بإجراء اختبار لتقييم قدراته العقلية، وإلا فإنهم يحثونه على الانسحاب من السباق الرئاسي.
وتزايدت الشكوك فى الفترة الماضية حول الصحة العقلية والجسدية للرئيس الأمريكي، في حين أعلن البيت الأبيض، أن الفحوصات الطبية الروتينية كشفت أن بايدن بصحة «جيدة»، واعتبره الطبيب المختص بأنه لائق للقيام بواجبات الرئاسة بنجاح، وثمة شكوك حول ما إذا كان جو بايدن الذي يبلغ من العمر 80 عاماً الآن، سيرشح نفسه لولاية جديدة..بينما يصر المقربون منه على أن إطلاق حملته لعام 2024 وشيكة، لكن لا يبدو أن الرئيس نفسه قد قرر ذلك بشكل نهائي بعد. وتظهر استطلاعات الرأي أن غالبية الديمقراطيين يريدون من الحزب ترشيح شخص آخر، إلا أن هناك احتمالا كبيرا أنهم لن ينافسوا بايدن إذا ترشح..وتتضمن القائمة (من الديمقراطيين الراغبين في ترشيح الحزب)، اثنين من المرشحين اللذين تم اختيارهما منذ فترة طويلة وأطلقا بالفعل حملتهما لانتخابات عام 2024 ( بيرني ساندرز، روبرت إف كينيدي جونيور)، والعديد من المرشحين الآخرين الذين يمكنهم فعل ذلك أيضاً.
ترامب يحذر من انزلاق أمريكا
تعهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الخميس،بـ"سحق" الرئيس جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، محذراً في أولى محطات حملته الانتخابية من انزلاق الولايات المتحدة إلى "الفوضى" في حال لم يُنتخب الملياردير الجمهوري رئيساً للمرة الثانية. وجاء خطاب التحدي الأول للرئيس السابق في أحد فنادق مانشستر في ولاية نيو هامبشر، رغم تراكم المشاكل القانونية التي تثقل كاهله، وخاصة مع إدلاء كاتبة، تتهم ترامب باغتصابها، بشهادتها للمرة الثانية في محكمة مدنية في نيويورك. وقال ترامب أمام حشد من نحو 1,500 مناصر: "الاختيار في هذه الانتخابات هو الآن بين القوة أو الضعف، والنجاح أو الفشل، والأمان أو الفوضى، والسلام أو الحرب، والازدهار أو الكارثة".
وأضاف: "نحن نعيش في كارثة. بتصويتكم في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، سنسحق جو بايدن في صندوق الاقتراع، وسنقوم باستكمال ما لم ننهه من عمل". وهذا هو الظهور الأول لترامب منذ يناير/ كانون الثاني في ولاية الغرانيت كما تسمى، لاشتهارها باستخراج الرخام، والتي أمنت فوزه بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة عام 2016 بعد بداية ضعيفة في أيوا. وأعلن بايدن (80 عاما) الثلاثاء ترشحه رسميا لولاية ثانية في انتخابات 2024 يمكن أن يواجه فيها ترامب مجددا. ويحذر العديد من كبار الجمهوريين من أن ترامب (76 عاما) سيمنى بخسارة للمرة الثانية، بعد الأداء السيىء للجمهوريين في انتخابات عام 2020 ودورتي انتخابات منتصف الولاية الأخيرتين.
وقال كريس سونونو، حاكم نيو هامبشر الذي يقال إنه يفكر في خوض المنافسة الرئاسية، لشبكة "أن بي سي"، الأحد، إن "الجمهوريين يريدون شخصاً يملك إمكانية الفوز في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2024.. دونالد ترامب خاسر". وأيد تسعة جمهوريين في مجلس الشيوخ ترامب، لكن آخرين حذروا من أن الملاحقات القضائية التي تورط فيها الرئيس السابق قد تقضي على آمالهم باستعادة السيطرة على مجلس الشيوخ من الديمقراطيين العام المقبل. ويحاكم ترامب في نيويورك في قضية اغتصاب الصحفية والكاتبة جين كارول في منتصف تسعينات القرن الماضي، إذ تتهمه الأخيرة باستدراجها إلى غرفة قياس في متجر بيرغدورف غودمان في نيويورك، لكن محاميه ينفى ذلك بشدة.
كما يواجه احتمال توجيه اتهامات له من قبل وزارة العدل ومدعين عامين في جورجيا في قضايا تتعلق بمحاولته إطاحة انتخابات 2020 واحتفاظه بوثائق حكومية. ومع ذلك، حافظ ترامب في الاستطلاعات على تقدم مستمر من رقمين في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، متقدماً بفارق كبير على أقرب منافسيه، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي وصفه في خطابه في نيو هامبشر بأنه "يتحطم ويحترق". وترامب الذي ينفي كل الاتهامات الموجهة إليه استنكر بغضب "ملاحقته"، وأبلغ مؤيديه أنه سيسحب لقب "كروكد" (المخادعة) الذي أطلقه على هيلاري كلينتون، منافسته السابقة، ليطلقه على بايدن خلال الانتخابات المقبلة.
المصدر: الوقت