سورية و الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة
تعرضت سورية خلال حربها ضد الإرهاب طيلة 12 سنة تقريباً لمخططات إرهابية عديدة ومختلفة من قبل دول الإستعمار الأجنبي الذي مانفك يحاول مراراً هزيمة الدولة السورية وكسر شوكة المقاومة لتمرير مخططاته الصهيونية منذ عام 2011.
تعرضت سورية خلال حربها ضد الإرهاب طيلة 12 سنة تقريباً لمخططات إرهابية عديدة ومختلفة من قبل دول الإستعمار الأجنبي الذي مانفك يحاول مراراً هزيمة الدولة السورية وكسر شوكة المقاومة لتمرير مخططاته الصهيونية منذ عام 2011. الحرب السورية معقدة لدرجة أنها قسمت دول العالم إلى قطبين كل منهما يحاول أخذ الصراع ودعم مؤيديه ليحقق النصر على الجغرافيا السورية، وأمريكا وحلفائها كانت ومازالت على رأس تلك الدول التي تمارس دورها الإستعماري إما باحتلالها لقسم من الأراضي السورية بشكل مباشر أو من خلال أذيالها في المنطقة؛ كإسرائيل التي تضرب من بعيد وتهرب كالفأر الخائف ثم ترسل مشغليها على الأرض ليهاجموا تشكيلات الجيش السوري، الجدير بالذكر، أنها دائما تتذرع باستهداف مواقع للمقاومة وحزب الله اللبناني و مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني "حسب كلامها" لتغطي وتبرر اعتداءاتها المتكررة على الجغرافيا السورية. فبالأمس في آخر اعتداءٍ لها جنوب العاصمة دمشق أصيب عسكري سوري بجروح، كما وقعت بعض الخسائر المادية من جرّاء قصف صاروخي إسرائيلي، استهدف ليل الاثنين بعض النقاط في محيط مدينة دمشق. [1]
إن استمرار تلك الإعتداءات الإسرائيلية يشيرُ إلى أن اسرائيل مستمرة في مخططها ونهجها في مواجهة أي مشروع يعزز قوة المقاومة أو يطور من سلاحها حتى لو كان بمضمونه يزيد من قوة الجيش السوري، لإن سورية حاضنة للمقاومة وداعمة لها وهي رأس الحربة في المعركة ضد إسرائيل إلى جانب حزب الله في جنوب لبنان، تسعى إسرائيل جاهدة إلى إضعاف هذا المحور بشتى الوسائل، لهذا تخطط كل حين وآخر للقيام بضربة عسكرية تستهدف أحد التشكيلات القتالية أو الدفاعات الجوية المنتشرة في أرجاء الجغرافيا السورية.
وزارة الخارجية والمغتربين السورية في كل مرة تؤكد " أن هذه الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية تظهر التنسيق الوثيق ما بين كيان الإحتلال والمجموعات الإرهابية، بهدف إطالة عمر الأزمة في سورية، حيث تستمر (إسرائيل) بممارسة سياساتها الحربية الإجرامية ضد سورية، وتقوم طائراتها بارتكاب عدوان همجي جديد بالتنسيق مع قطعان المجموعات الإرهابية التي غالباً ما تشنُ عدواناً على القوات السورية في نفس منطقة الإستهداف." [2]
السيناريوهات المحتملة
في تصريح سابق لمندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري - في ذلك الوقت - حول الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة "أنه إذا لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية فإن سورية ستمارس حقها الشرعي بالدفاع عن النفس ورد العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي المدني بمثله على مطار تل أبيب". في الحقيقة سورية لا تتبع سياسة التهديدات جزافاً، وأراد مندوب سورية أن يدفع مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته، وخاصة أن الحديث كان يجري داخل جلسة لمجلس الأمن، وبالتالي فهو يريد إبلاغ مجلس الأمن بأن سورية ستقوم بالرد على هذه الاعتداءات، وعلى الدول التي تستخدم مطارات الكيان الإسرائيلي أن تقوم بالضغط على إسرائيل، أو أن تتحمل مسؤولياتها في حال وقوع خسائر في أي طائرات موجودة في المطارات الإسرائيلية.
الخبير العسكري والسياسي الروسي يوري بودولياكا يرى أنه "يوجد لدى سورية سلاح خطير وسري، قادر على ضرب أي هدف محدد، و يستطيع تدمير منظومات الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلية، لقد حصلت سورية في عام 2011 على المنظومات الساحلية للدفاع الجوي "باستيون" وأهم أسلحتها الصاروخ الأسرع من الصوت "ياخونت" النسخة التصديرية من "أونيكس" القادر على العمل بفعالية بما في ذلك على مواقع ساحلية"[3]
كذلك الجنرال يعقوب عميدرور رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق: "سورية تمتلك صواريخ يمكن أن تصل إلى مطار تل أبيب، وأيضا مضادات للطائرات قادرة على ضرب المقاتلات الإسرائيلية، التي تقلع من المطار، إيران تساعد وتساند سورية باستمرار. وبإمكان قواتنا استهداف النظام السوري والقضاء عليه، ولكني لا أرى السوريين يخاطرون بمثل هذا الحدث". [4]
نيكيتا سماغين الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية أيضاً يؤيد وجهة النظر السابقة بقوله: "سورية لن تحاول إلحاق أضرار جسيمة بمطار تل أبيب، وكذلك القوات الإيرانية المتمركزة فيها، لمجرد أنهم لا يدركون كيف يمكن أن ينتهي هذا الأمر. من غير المرجح أن تقوم سورية بضرب المطار، وحتى لو قررت ذلك، فسيكون قصفاً رمزياً. وسيبدو كإطلاق صاروخ باتجاه المطار، ولكن ستقوم إسرائيل بإسقاطه بنجاح.[5]
مما سبق وبالنظر إلى الوضع الراهن في سورية وخاصة في جبهة الجنوب، فإن التصعيد هو عنوان المرحلة القادمة وعلى مايبدو أن هناك مخططاً صهيونياً على وشك البدء في تنفيذه انطلاقاً من درعا والسويداء حيث تسود حالات من الفلتان الأمني وتكثرُ حوادث الإغتيالات للشخصيات الإعتبارية في المنطقة وحتى وجهاء المجتمع لم يسلموا من إرهابهم، ليس جديداً أن تستخدم إسرائيل أذرعها في المنطقة لتفيذ مشاريعها الإستعمارية بالتعاون مع العصابات الإرهابية التي عملت أمريكا على تدريبها في قاعدة التنف لإعادة إحياء الإرهاب في جنوب البلاد.
مما لاشك فيه وحسب تصريحات وزارة الخارجية السورية والمسؤولين العسكريين أن الجيش العربي السوري والمقاومة لن يتهاونوا في الدفاع وصد أي هجوم محتمل من قبل تلك العصابات الإرهابية وهذا بالفعل ماكان يحصل خلال السنوات الماضية والذي تعتبره القيادة السورية بحد ذاته رداً قوياً على الإعتداءات الإسرائيلية حتى لو كان بطريقة الدفاع والتصدي، فهزيمة المجموعات التي على الأرض تعتبر نصراً على من يدعمهم ويمدهم بالسلاح، وهذا يعتبر بالمفهوم العسكري رداً على العدو لإنه أفشل تحقيق أهداف المشغل الأساسي لهم، فهذه هي "حرب الوكالة" التي اعتمدتها الولايات المتحدة خلال العقد الأخير بمساعدة إسرائيل التي تتذرع بحماية أمنها القومي خوفاً من التغييرات في ميزان القوى حولها. والذي يؤكد فشل تلك الأهداف هو ازدياد قوة حركات المقاومة حول إسرائيل بما في ذلك في فلسطين المحتلة وصمود أبناء الجولان في سورية والمقاومة في جنوب لبنان. وقد تلجأ إسرائيل من باب الترهيب لا أكثر إلى بعض الحركات الإستعراضية بالقيام بعمليات عدوانية على مواقع للجيش السوري مستغلة أحياناً وجود بعض الطائرات المدنية في اجواء المنطقة للإحتماء بها خوفاً من إصابات محققة من قبل الصواريخ السورية.
[1] https://sana.sy/fa/?p=391912
[2] www.farsnews.ir/ar/news/14020112000068/سوريا-الاعتداءات-المتكررة-تظهر-التنسيق-الوثيق-ما-بين-إرهابيي
[3] sputnikarabic.ae/20190125/لو-حدثت-حرب-مباشرة-سوريا-إسرائيل-1038538728
[4] https://vid1.ria.ru/ig/infografika/kafidov/Sputnik/ar/syria
[5] https://2h.ae/aYiR