رؤى السلام في أوكرانيا مع الرئيس الأمريكي الجديد
مرَّ أكثر من عامين على بدء الحرب في أوكرانيا وخلال هذه الفترة تمّ إحباط عدة محاولات للسلام لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا. ومع ذلك يبدو أن هناك تغييرات وشيكة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفوز دونالد ترامب حيث أوضح ترامب أنه كرئيس للولايات المتحدة يرغب في إنهاء الحرب على الفور. وقد أكد ترامب في خطبه الانتخابية عدة مرات أنه في حال فوزه في هذه الانتخابات سيعمل على إنهاء حرب أوكرانيا خلال 24 ساعة.
مرَّ أكثر من عامين على بدء الحرب في أوكرانيا وخلال هذه الفترة تمّ إحباط عدة محاولات للسلام لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا. ومع ذلك يبدو أن هناك تغييرات وشيكة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية وفوز دونالد ترامب حيث أوضح ترامب أنه كرئيس للولايات المتحدة يرغب في إنهاء الحرب على الفور. وقد أكد ترامب في خطبه الانتخابية عدة مرات أنه في حال فوزه في هذه الانتخابات سيعمل على إنهاء حرب أوكرانيا خلال 24 ساعة.
في هذا السياق تحلّل مجلة "الإيكونوميست" في افتتاحيتها الأخيرة أنه من المحتمل أن تتوصل روسيا وأوكرانيا قريبًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وهناك احتمال أن يفرض ترامب اتفاقًا جديدًا على أوكرانيا. كما عيّن دونالد ترامب كيث كلاغ مبعوثًا خاصًا لأوكرانيا مختارًا خطة محددة مسبقًا لهذه القضية المعقدة في سياسته الخارجية.(1)
كلاغ مستشار الأمن القومي السابق لترامب والذي يبلغ الآن من العمر 80 عامًا، قدم تفاصيل خطته للسلام. في أبريل كتب لمؤسسة "أول أمريكا" أن هذه الحرب "كانت أزمة يمكن تجنبها وأدت إلى انغماس الولايات المتحدة في صراع لا نهاية له بسبب عدم كفاءة الحكومة الحالية."(2)
وفقًا لهذه الخطة سيُقام وقف إطلاق النار على الخطوط الأمامية وسيتم إنشاء منطقة منزوعة السلاح. وفي مقابل ذلك ستحصل روسيا على تخفيض محدود للعقوبات حيث ستُرفع العقوبات بشكل كامل فقط عندما يتم التوقيع على اتفاق سلام يرضي أوكرانيا. كما ستؤمن العائدات المالية الناتجة عن فرض ضرائب على صادرات الطاقة الروسية تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا.
علاوة على ذلك لن يُطلب من أوكرانيا التخلي عن استعادة الأراضي المحتلة لكنها ستوافق على متابعة ذلك فقط عبر الوسائل الدبلوماسية. وستقبل أوكرانيا بأن "هذا يتطلب تقدمًا دبلوماسيًا في المستقبل، والذي من المحتمل ألا يحدث قبل مغادرة بوتين السلطة."(3)
في ظل هذه الظروف ومع وجود خطة سلام جديدة مطروحة من الولايات المتحدة، تراجع فولوديمير زلنسكي عن مواقفه السابقة حيث أعلن رئيس أوكرانيا قبل عدة أيام لأول مرة عن استعداده لإنهاء الحرب من خلال تنازل جزء من أراضي أوكرانيا لصالح روسيا.
وقال زلنسكي إن بلاده قد تتنازل مؤقتًا عن بعض أراضيها، شرط أن تُحظى الأراضي التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية بحماية "ناتو" وأضاف أنه بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار يمكن لكييف التفاوض دبلوماسيًا حول استعادة الأراضي الشرقية التي تسيطر عليها روسيا حاليًا.(4)
بينما كان زلنسكي يعبر عن مواقفه بما يتماشى مع خطة ترامب للسلام كانت مواقف روسيا تسير في اتجاه آخر. حيث أعلن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم المكتب الصحفي للرئيس الروسي في مقابلة أنه لا يوجد حاليًا أي أساس لبدء مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا.
وقال في هذا الصدد: "لا يمكننا الحديث حاليًا عن إمكانية إجراء مفاوضات للسلام ولا يوجد أي أساس للقيام بذلك." (5)
ملخص الكلام
منذ بداية اندلاع الحرب في أوكرانيا سعت دول مختلفة لأن تكون وسيطًا للسلام بين أوكرانيا وروسيا ولكن محاولات السلام لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا حتى الآن باءت بالفشل. ومع فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية يبدو أن هناك تغييرات على الأبواب، حيث أوضح ترامب أنه كرئيس للولايات المتحدة يطالب بوقف فوري لهذه الحرب وقد قُدمت خطة سلام من قِبل ممثله. في ظل هذه الظروف قال فلاديمير بوتين إن روسيا قد توقف العمليات على الخطوط الأمامية وفي هذه الحالة، ستشغل 70 إلى 80 بالمئة من أربع مناطق أوكرانية ضمتها. لكنه يريد من الغرب أن يرفع العقوبات كما يجب على أوكرانيا أن تتخلى عن عضويتها في الناتو وأن تكون دولة غير متحيزة رسميًا وأن تغير قيادتها وأن تدعم حقوق الناطقين باللغة الروسية. إذا دعم ترامب هذه الشروط فإن بوتين سيحقق معظم أهدافه العسكرية وستتعرض أوكرانيا لهزيمة كارثية.
1- https://ecoiran.com/89/77286
2- https://ecoiran.com/fa/tiny/news-77406
3- https://parsi.euronews.com/2024/11/29
4- https://www.etemadonline.com/tiny/news-687622
5- https://www.tasnimnews.com/fa/news/1403/09/14/3213010