حياة الحكومة الإسرائيلية... ساعة رملية تقترب من نهايتها!
بينما طلبت المحكمة العليا للكيان الصهيوني من المستشار القانوني لحكومة الكيان الصهيوني شرح فشل بنيامين نتنياهو في التنحي كرئيس للوزراء بسبب فتح قضية خطيرة أمام المحاكم، يبدو أن أزمة الكيان الصهيوني تتضخم من داخل الحكومة إلى عمق بنية هذا الكيان.
وأعلنت صحيفة تايمز أوف إسرائيل في هذا الصدد: أن المحكمة العليا في إسرائيل منحت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شهرًا واحدًا للرد على الشكوى المقدمة ضده بشأن عدم كفاءته في تولي هذا المنصب بسبب وجود قضية فساد مفتوحة أمامه.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "والا نيوز" العبرية في تقرير أن الأزمة الكبيرة التي يواجهها رئيس وزراء إسرائيل دفعته إلى التخطيط للقاء زعيم المعارضة هذا الأسبوع.
وحسب وسائل الإعلام العبرية هذه، فإن بنيامين نتنياهو ينوي تنظيم لقاء أمني مع يائير لابيد، زعيم المعارضة، وبهذه الطريقة قد يتمكن من تحرير نفسه من الضغط الداخلي المكثف الذي يتعرض له.
في هذا الاجتماع، وهو الاجتماع الأول من نوعه منذ تشكيل حكومة نتنياهو في يناير، والذي من المفترض أن يناقش قضايا التهديدات الأمنية لإسرائيل، بما في ذلك من غزة ومنظمات الحكم الذاتي، إلى جانب تصاعد الإجراءات المناهضة للصهيونية في الضفة الغربية، يبدو أنه سيناقش احتجاجات داخلية ضد نتنياهو وحكومته!
في غضون ذلك، اعترفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مذكرة بهذا الصدد أن التهديدات والمخاطر الداخلية تشكل تحدياً بالنسبة لإسرائيل هذه الأيام أكثر من التهديدات الاستراتيجية الخارجية.
وحسب هذا الإعلام العبري الشعبي؛ الاستقطابات السياسية والاجتماعية في إسرائيل غير مسبوقة في تاريخها وتدفعها تدريجياً نحو حرب أهلية وعصيان مدني واسع النطاق.
في هذا الصدد، وصفت صحيفة Israel Hayum التابعة لـ United Media التابعة لبنيامين نتنياهو، الأيام المقبلة بأنها حاسمة للغاية بالنسبة له ولحكومته وأعلنت أن الأسبوع المقبل سيكون أسبوعًا حاسمًا لنتنياهو وحكومته.
وحسب وسائل الإعلام، في الأسبوع المقبل، عندما يتم تقديم مشاريع القوانين للموافقة عليها في مجلس الوزراء، يمكنها تحديد اتجاه الاحتجاجات ضد هذه الحكومة.
نشرت صحيفة هآرتس الصادرة باللغة العبرية، والتي لها مقاربة انتقادية لحكومة نتنياهو، مذكرة كتبها رائد في الجيش الإسرائيلي، أكد فيها أنه لا يعتبر هذه الحكومة حكومته، والأهم من ذلك، أنه يعترف بأنه لا يعتبر نفسه مخلصًا للجيش الإسرائيلي.
هذا الرائد الحذر، الذي يشار إليه بـ "أ"، يكتب في مقدمة ملاحظته: أنا على وشك بلوغ الخمسين من عمري، كنت أؤمن بقيمة الخدمة العسكرية خلال حياتي، تخليت عن التعليم والمسار الأكاديمي عندما كنت شاباً، دخلت الجيش مع أصدقائي رغم مشاكلي الجسدية، تطوعت للمشاركة في الوحدات القتالية والميدانية وبدأت رتب الترقية في الجيش من رتبة جندي ووصلت إلى رتبة ضابط.
كتب بعد أن تناول أدائه وخلفيته: لكن هذه الأيام أصبحت مترددًا في احترام ما يسمونه الأغلبية، ولثلاثة أسباب لا أريد أن أكون مخلصًا للحكومة التي قيل إنها منتخبة ديمقراطياً؛ أولاً، لأن هذه الحكومة هي نتيجة انقلاب عنيف بكل معنى الكلمة.
ثانيًا، لأنه في الانتخابات الأخيرة لم تغلب وجهة نظر على وجهة نظر أخرى، ولكن غلبت نظرية خارج الهياكل الشرعية، نتج ائتلاف عن علاقة مقلقة وخطيرة بين رئيس الوزراء الذي يحاكم أمام المحكمة لأسباب جنائية مع عدد من الشخصيات والأحزاب وشكلوا ائتلافا من أجل أنفسهم.
وثالثاً والأهم، من وجهة نظري، أن الذين شكلوا أحزاباً للائتلاف لا يؤمنون بالبنية الديمقراطية من حيث المبدأ، لذا فأنا لست على استعداد لأن أصبح أداة في أيدي هؤلاء المخربين.
من ناحية أخرى، أفادت القناة 12 التليفزيونية الصهيونية بأن رؤساء سابقين لمجلس الأمن التابع للكيان الصهيوني أعلنوا في بيان مشترك اليوم أن النهج الذي اتبعته حكومة نتنياهو قد عرض تماسك المجتمع الإسرائيلي للخطر.
ووفقًا لهؤلاء المسؤولين، الذين كان لهم تاريخ في رئاسة أحد أهم هياكل الكيان الصهيوني، فقد عانى المجتمع الإسرائيلي اليوم من انقسام حاد، وحروب وخلافات بين الدين والحكومة، وقضايا سياسية، وخلافات عشائرية وعربية، وكذلك الفروق الطبقية الاقتصادية.
المصدر: الوقت