حياة 183 طفلاً في سجون البحرين على المحك
أكد "مركز البحرين لحقوق الإنسان" أنّه "لا تزال هناك حقيقة مؤلمة حيث يجد الأطفال أنفسهم مسجونين داخل مرافق الاحتجاز، ويواجهون العديد من التحديّات التي لا تعرِّض حياتهم للخطر فحسب، بل تنتهك أيضاً الاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية حقوق الطفل".
وأكد المركز، في بيان أنّ “الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة أصبحوا عرضة لأعمال انتقامية من قِبل السلطات البحرينية، والتي جاءت في سياق القمع المستمر للحركة المؤيِّدة للديمقراطية وحقوق الإنسان”، مشيراً إلى “وجود حوالي 183 طفلاً في السجون البحرينية من الممكن أنْ يشملهم حق الإفراج في حال تطبيقه”.
وذكّر المركز بمرّات كثيرة “ألقت السلطات فيها القبض على أفراد قاصرين بعد مشاركتهم في تجمُّعات سلميّة أو حتى اقترابهم من الاحتجاجات”، مشيراً إلى “احتجاز القاصرين من دون تصريح مناسب وبمعزل عن العالم الخارجي، وحرمانهم من حقوقهم وتعريضهم لسوء المعاملة والتعذيب الشديد في محاولة لانتزاع اعترافات منهم”.
ودعا المركز السلطات إلى “الالتزام بالاتفاقيات الدولية مثل “اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل” (CRC) من خلال ضمان احترام حقوقهم وحمايتهم بحسب المواد المنصوص عليها في هذه الاتفاقيات وتنفيذها بشكل كامل”.
ضرورة إنشاء آلية مستقلة لمراقبة مرافق الاحتجاز
ودعاها إلى “توفير إجراءات قانونية شفافة واتصالات مفتوحة في قضايا الأحداث، من خلال إبلاغ العائلات على الفور بالتُّهم الموجهة لأطفالهم حتى يتمكّنوا من تنظيم التمثيل القانوني لهم بشكل مناسب، والقضاء على أشكال الإساءة الجسدية والنفسية كافة التي يتعرَّض لها الأطفال المعتقلون”.
وشدد المركز على ضرورة “إنشاء آلية مستقلة لمراقبة مرافق الاحتجاز ونظام محاسبة حيث تتم محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضد الأطفال المحتجزين”.
رئيس مجلس النواب البحريني يشيد بالوضع الحقوقي
من جانب آخر استنكر أهالي منطقة عالي تصريحات نائب رئيس مجلس النواب عبدالنبي سلمان الذي أشاد بالوضع الحقوقي في البحرين ونوّه بدور المؤسسات الحقوقية التابعة للسلطة.
وأكد أهالي عالي، في بيان أنّ “تصريحات سلمان تدل على إنكار المجريات المخزية على أرض الواقع، وبالأخص على أبناء القرية القابعين في سجون الظالمين تحت أحكام قاسية في قضايا الرأي والتعبير، وخصوصاً الحدث الذي نال اهتماماً دولياً الذي دخل فيه أكثر من 700 سجين رأي منذ يوم 7 أغسطس/آب 2023 وحتى يومنا هذا”.
وخاطب أهالي عالي سلمان بالقول: “كان واجبك المبادرة بزيارة سجن “جَوْ” (المركزي) لمعاينة الأجواء والالتقاء بالمضربين للوقوف على مطالبهم، ولكن جاء تصريحك بعيداً عن ما تلزمه الروح الوطنية والواجب الوظيفي”.
وأكد أهالي عالي أنّ “تصريحات سلمان لا تمثّله إلّا هو شخصياً برغم إلقاء الحجة تِلْوَ الحجة عليه”، مشدّدين على أنّ تصريحاته “شهادة زور بحق الوطن وأبناء البحرين”.
وقالوا: “نجدّد وقوفنا مع أبنائنا في معركة الأمعاء الخاوية ونشدّ على أياديهم المعطاءة”.
الشيخ ميرزا المحروس كاد أنْ يفارق الحياة
هذا وكشف المتحدّث باسم “هيئة شؤون الأسرى في البحرين”، جعفر يحيى، عن أنّ معتقل الرأي في سجن “جَوْ” المركزي الشيخ ميرزا المحروس “كاد أنْ يفارق الحياة” جرّاء تدهور حاله الصحية، مؤكداً أنّ السلطات أعادته إلى السجن من دون استكمال العلاج الطبي الضروري بعد قضائه 7 أيام في المستشفى العسكري.
وقال يحيى، في منشور على منصة “إكس”، إنّ “عائلة الشيخ المحروس أكدت تدهور حالته الصحية قبل نقله إلى مستشفى العسكري” وأنّه “لا يستطيع المشي إلا بمساعدة عكاز”.
وأضاف أنّ “الشيخ المحروس يعاني من نزيف داخلي في القولون، وقد أُجريت له 5 عمليات جراحية منذ اعتقاله في عام 2011 حتى اللحظة”، مضيفاً “حالياً لا يستطيع سماحته القيام من السرير مفرده، كما يعاني من أمراض مزمنة مثل القولون والسكري وأمراض القلب وارتفاع مستويات الكوليسترول”.
وفيما أكد “تَفاقُم هذه الأمراض نتيجة الإهمال الطبي خلال فترة اعتقاله”، أورد أسباباً عدة أدت إلى تدهور حالته الصحية وهي: التعذيب الممنهج والشديد الذي تعرض له لأشهر عدّة، الإهمال الطبي والمماطلة من قِبَل وزارة الداخلية في تقديم المتابعة والرعاية الصحية اللازمة، وعدم توفير وجبات صحية مناسبة للشيخ المحروس.
بدورها، طالبت عائلة الشيخ المحروس السلطات البحرينية بـ “توفير الرعاية الصحية الملائمة وتقديم الأدوية بانتظام إليه والإفراج الفوري عنه”، وناشدت الجهات الحقوقية ووسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان “التدخّل العاجل وإلقاء الضوء على الوضع لإنقاذ حياته”.
الوطن يستحق السعي في طريق التجاوز لآلامه وآلام أبنائه
من جانبه قال خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز، بغرب العاصمة المنامة، العلامة الشيخ محمد صنقور، إنّ “قضية السجناء لا تزال عالقة وهي قضية إنسانية بامتياز”، آملاً بأن “تُعالَج فالوطن يستحق منا السعي في طريق التجاوز لآلامه وآلام أبنائه”.
وأضاف الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة يوم 25 أغسطس/آب 2023، أنّ “قضية السجناء والإنهاء لمعاناتهم لا تزال عالقة برغم أنّها من أيسر القضايا وأشدِّها إلحاحاً على الضمير، كونُها قضية إنسانية بامتياز لا تشوبُها شائبة سياسية أو شائبة أمنية بل هي قضية إنسانية في دوافعها وإطارها وجوهرها وتداعياتها”.
ودعا الشيخ صنقور إلى أنْ “يتمحَّض السعي في معالجة هذه القضية من منطلق إنسانيّتها”، قائلاً: “هذا ما نأملُه ونرجو اللهَ تعالى أنْ يُوفِّق لبلوغه، فالوطن يستحق منا السعي في طريق التجاوز لآلامه وآلام أبنائه، وأنْ يحظى فيه الجميع بالرخاء والاستقرار”.
المصدر: مرآة البحرين