تطور الأسلحة المستخدمة من قبل قوات المقاومة الفلسطينية
عندما بدأت الانتفاضة في فلسطين، لم يكن هناك شيء متاح سوى الحجر بيد المقاومين. وهكذا بالحجارة بدأت الانتفاضة الأولى وتشكلت المقاومة ضد الغزاة، وفي الانتفاضة الثانية استخدمت قوات المقاومة صواريخ يبلغ طولها كيلومتر واحد، وعند استخدامها لهذه الصواريخ تحدثوا كثيراً عنها، ولكن رغم كل جرائم الصهاينة المستمرة و مواقف العرب، لم يتم التخلي عن طريق المقاومة حتى العام 2021 الذي أصبحوا فيه بإمكانهم توجيه إنذار نهائي للكيان الصهيوني من موقع السلطة، والاستمرار في قصف الأراضي المحتلة بالصواريخ، والآن وبكل قوة واقتدار، لا يكشفون فقط عن الأسلحة الجديدة المستخدمة، بل يعلنون أيضًا عن نجاح هذه الأسلحة وفعاليتها ضد الكيان الصهيوني.
عندما بدأت الانتفاضة في فلسطين، لم يكن هناك شيء متاح سوى الحجر بيد المقاومين. وهكذا بالحجارة بدأت الانتفاضة الأولى وتشكلت المقاومة ضد الغزاة، وفي الانتفاضة الثانية استخدمت قوات المقاومة صواريخ يبلغ طولها كيلومتر واحد، وعند استخدامها لهذه الصواريخ تحدثوا كثيراً عنها، ولكن رغم كل جرائم الصهاينة المستمرة و مواقف العرب، لم يتم التخلي عن طريق المقاومة حتى العام 2021 الذي أصبحوا فيه بإمكانهم توجيه إنذار نهائي للكيان الصهيوني من موقع السلطة، والاستمرار في قصف الأراضي المحتلة بالصواريخ، والآن وبكل قوة واقتدار، لا يكشفون فقط عن الأسلحة الجديدة المستخدمة، بل يعلنون أيضًا عن نجاح هذه الأسلحة وفعاليتها ضد الكيان الصهيوني.
بداية، تجدر الإشارة إلى أنه في 26 تشرين الأول (أكتوبر) 2001، وفي الأشهر الأولى للانتفاضة، كشفت كتائب القسام عن مفاجأة كبرى. وأطلقوا صاروخهم الأول يحمل اسم "القسام 1" باتجاه مدينة سديروت جنوب الأراضي المحتلة. وعلى الرغم من أن هذا الصاروخ لم يسبب أي أضرار خاصة، إلا أن إطلاقه كان بمثابة رسالة واضحة للصهاينة، حيث أعلنوا بذلك عن تحول المقاومة الفلسطينية من الأيدي العارية والحجارة إلى أسلحة أكثر حداثة. وفي ذلك الوقت ذكر العديد من الخبراء الغربيين والعرب أيضاَ، أن هذه الخطوة هي خطوة بدائية و رمزية. وبثقة عالية أكدوا على عدم الاستمرارية في إنتاج معدات أكثر تقدما، غير مدركين أن المزيد من المعدات والأسلحة والصواريخ المتطورة قادمةٌ في الطريق أيضا.. وبلغ مدى الصواريخ الأولى التي أطلقتها كتائب القسام حوالي كيلومتر واحد، لكن بعد سنوات قليلة، خلال صراعات 2014، أطلقت حماس أكثر من 4500 صاروخ باتجاه الأراضي المحتلة، وعلى الجانب الآخر ادعت تل أبيب أنها قد اعترضت أكثر من 800 صاروخ من هذه الصواريخ، وتم إسقاط حوالي 735 منها، لكن لم يقدم الصهاينة إحصائيات الصواريخ الأخرى والأضرار المحتملة التي قد أحدثتها. وذكرت كتائب القسام عام 2018 في التقرير الذي نشرته خلال حرب الـ51 يوما، أن من أهم خصائص هجماتها هي السيطرة على زمام الأمور ومفاجأة العدو. وهذا ما ظهر بوضوح خلال العمليات الأخيرة لقوى المقاومة.[1]
وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية في مايو 2019، أن حماس استخدمت سلاحاً جديداً، وهو طائرة بدون طيار مزودة بصاروخ ذات رأس حربي، وهذه الطائرة بدون طيار قادرة على استهداف أهداف مدرعة مثل الدبابات وبطاريات أنظمة القبة الحديدية. فإذاَ هكذا دقت المقاومة الفلسطينية ناقوس الخطر لقادة تل أبيب بجرأتها وإمكاناتها. ومنذ ذلك الحين، إذا كان النظام الصهيوني يشعر بالقلق من هجمات حزب الله اللبناني بطائراته المسيرة في شمال الأراضي المحتلة، من الآن فصاعدا، عليه أن يشهد ويرصد هذه الهجمات التي تشنها قوات المقاومة الفلسطينية في الجنوب أيضا.
وكانت قد أعلنت كتائب القسام، خلال الأيام الماضية، تدمير 3 دبابات وناقلة جند وجرافة صهيونية قرب معسكر الشاطئ بصاروخ ياسين 105 المضاد للدروع.[2] في الوقت نفسه، أعلن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين (سرايا القدس)، عن استهداف دبابة ميركافا 4 للكيان الصهيوني بصاروخ "تاندوم".[3] هذا فيما تعتبر دبابات الميركافا من أفضل المعدات العسكرية الثقيلة في العالم، ويعتبر تدمير هذه المعدات حادثاً خطيراً في ساحة المعركة ضد القوات المسلحة الصهيونية.
ورغم تفاوت القوى بين الجيش الصهيوني والمقاومة الفلسطينية في غزة، إلا أن قوة المقاومة أثبتت قدرتها على توجيه ضربات قاتلة للصهاينة في كافة المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية. ويبدو أن الصهاينة فقدوا قوة الردع، ومن ناحية أخرى، انكشف رعب الصهاينة المتواجدين في المستوطنات المحيطة بغزة. وأظهرت التقديرات الأولية للكيان الصهيوني أن الحرب في غزة كلفت النظام 200 مليار شيكل (51 مليار دولار).[4] في هذا الوقت قامت الحكومة الصهيونية بتسريع وتيرة العنف المنظم وجرائم الكيان من خلال توزيع أكثر من 10000 قطعة سلاح لتسليح المستوطنين حول قطاع غزة.[5]
ولكننا الآن نشهد نتيجة التقدم التكنولوجي واللوجستي لقوى المقاومة، أنه في أعقاب الهجوم المفاجئ لحماس على إسرائيل، تم إطلاق أكثر من خمسة آلاف صاروخ من قطاع غزة باتجاه الصهاينة خلال 30 دقيقة من إعلان الحرب و بدء عملية "طوفان الأقصى".[6] وكيف لم يتمكن الدفاع الجوي الإسرائيلي، المعروف بالدرع أو القبة الحديدية، والذي كان معروفًا في السابق بأنه غير قابل للاختراق، من تحييد هذه الهجمات بشكل كامل. هناك تكهنات، وبحسب ملاحظات الخبراء العسكريين والتحليلات الأمنية، يمكننا أن نعد بيقين أعلى عن بداية نهاية حقبة الهيمنة التاريخية لإسرائيل ونشهد فشل درعها الحديدي أو قبتها المزعومة. لأنه رغم الفارق الكبير بين القدرات العسكرية لنظام الكيان المحتل والمقاومة الفلسطينية في غزة، إلا أن عدم قدرتهم على إنهاء الحرب لصالحهم في الفترة الحالية يثير حيرة المراقبين، وحتى على الرغم من الجرائم التي يرتكبها في قطاع غزة بحق سكانه الذين عانوا الكثير، ويعتقد كثيرون أن النظام الصهيوني لم يعد قادرًا على الفوز في هذه الحرب. وفي هذا الشأن، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في تقرير لها بعنوان "فشل في غرفة العمليات الحربية الإسرائيلية" أنه لا يمكن استبعاد المقارنة بين بداية حرب أكتوبر قبل 50 عاما و أحداث غزة الأسبوع الماضي، حيث أظهرت حرب غزة فشل الجيش الإسرائيلي وكشفت مدى ضعفه.[7]
[1] https://www.raialyoum.com/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-5-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-2014-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D8%BA%D8%B2%D8%A9%D8%9F/
[2] https://www.aa.com.tr/fa/%D8%AC%D9%87%D8%A7%D9%86/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AE%D9%88%D8%AF%D8%B1%D9%88%D9%87%D8%A7%DB%8C-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%DB%8C-%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%DB%8C%D9%84-%D8%AF%D8%B1-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D9%87-%D8%B1%D8%A7-%D9%87%D8%AF%D9%81-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%AF%D8%A7%D8%AF%DB%8C%D9%85/3038426
[3] https://www.irna.ir/amp/85285201/
[4] http://fna.ir/3fxtsp
[5] https://www.reuters.com/world/middle-east/israeli-settler-attacks-fuel-fire-gaza-war-rages-2023-11-02/
[6] https://www.arabianews24.net/a/923946
[7] https://www.aljazeera.net/news/2023/10/14/%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AA-%D8%A3%D8%AD%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%83%D8%B4%D9%81%D8%AA-%D9%81%D8%B4%D9%84