بكين تحذّر مانيلا من القيام باستفزازات في بحر الصين الجنوبي
حذرت الصين، أمس، الفلبين، من القيام «باستفزازات» بالقرب من الشعاب المرجانية المتنازع عليها، ودعتها إلى «عدم إثارة متاعب تتعلق بالخلاف على بحر الصين الجنوبي»، ومن جانب أخر، أعربت عن معارضتها الشديدة إدراج الولايات المتحدة شركات وأفراداً صينيين في قائمة العقوبات المتعلقة بإيران.
حذرت الصين، أمس، الفلبين، من القيام «باستفزازات» بالقرب من الشعاب المرجانية المتنازع عليها، ودعتها إلى «عدم إثارة متاعب تتعلق بالخلاف على بحر الصين الجنوبي»، ومن جانب أخر، أعربت عن معارضتها الشديدة إدراج الولايات المتحدة شركات وأفراداً صينيين في قائمة العقوبات المتعلقة بإيران.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، تمسك بلاده بقوة بالسيادة والحقوق البحرية لجزيرة هوانغيان، ناصحاً الجانب الفلبيني بعدم الاستفزاز والتسبب في المشاكل، وجاءت هذه التحذيرات بعد يوم من قطع مانيلا حاجزاً عائماً بطول 300 متر، أقامته بكين في المياه الضحلة المتنازع عليها بين البلدين.
وتعهدت الفلبين، أمس، بعدم التراجع في «مواجهة» الجهود الصينية لمنع صياديها من الوصول إلى المياه الضحلة المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وفي وقت سابق، طرد خفر السواحل الصيني 4 سفن فلبينية، بسبب دخولها مياه بحر الصين الجنوبي، بالقرب من منطقة «ريناي ريف»، واعترضت الفلبين على الإجراء، واتهمت الصين باستخدام خراطيم المياه ضدها بشكل غير قانوني.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي: إن بكين تأمل أن تتفق الفلبين معها في أقرب وقت ممكن، وأضاف خلال زيارته إلى سنغافورة وماليزيا، إن الصين أكدت مراراً أنها مستعدة للتعامل بشكل صحيح مع الخلافات القائمة مع الفلبين، من خلال الحوار الثنائي.
وكانت منطقة «سكاربورو شول»، وهي منطقة صيد رئيسة بين البلدين، موقعاً لعقود من النزاعات المتقطعة حول السيادة عليها بين البلدين، إذ تعدّ المياه الضحلة، الواقعة على بعد نحو 850 كيلومتراً قبالة البر الرئيسي للصين، قضية حساسة بالنسبة لبكين، التي حافظت على مدى العقد الماضي على وجود مستمر لسفن خفر السواحل وسفن الصيد فيها.
وتجادلت الفلبين والصين مراراً بشأن المياه الضحلة، وقد تراجع التوتر في ظل الإدارة السابقة في مانيلا، لكن العلاقات توترت هذا العام، حيث يسعى الرئيس الجديد فرديناند ماركوس جونيور، الذي أذن بقطع الحاجز، إلى تعزيز العلاقات مع حليفته الولايات المتحدة.
وتضمنت جهود جونيور منح الجيش الأميركي وصولاً موسعاً إلى القواعد الفلبينية، وهي خطوة انتقدتها الصين باعتبارها استفزازية ومن شأنها إثارة التوتر الإقليمي.
وفي سياق منفصل، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس أن اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ «أبيك» يجب أن يكون مسرحاً لتعزيز التعاون، وليس ساحة لإثارة المواجهات.
ونقلت وكالة «شينخوا» عن وانغ قوله خلال مؤتمر صحفي صدر فيه «كتاب أبيض» تحت عنوان «مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.. مقترحات الصين وإجراءاتها» إن الصين وباعتبارها أكبر دولة نامية وعضواً مهماً في «أبيك» ترغب في لعب دور بناء لنجاح الاجتماع المقرر عقده في تشرين الثاني المقبل في الولايات المتحدة.
وأعرب وانغ عن أمله بأن تدرك الولايات المتحدة واجبها كمضيف، وأن تظهر الانفتاح والعدالة والشمول والمسؤولية لخلق ظروف أكثر ملاءمة لعقد الاجتماع بسلاسة.
ويضم منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ 21 دولة تطل على هذا المحيط، وتسعى لتشجيع التجارة الحرة والتعاون الاقتصادي في منطقة آسيا ودول المحيط الهادئ.
من جانب آخر، قالت وزارة التجارة الصينية، أمس، إن بكين تعارض بشدة إدراج الولايات المتحدة شركات وأفراداً صينيين في قائمة العقوبات المتعلقة بإيران، وأضافت، في بيان، إن الولايات المتحدة أدرجت كيانات صينية في قائمة العقوبات المتعلقة بـ«تطوير طهران طائرات مسيرة وحربية».
وحسب التلفزيون الصيني، قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية: إن الولايات المتحدة أدرجت بعض الشركات والأفراد الصينيين على لائحة مواطنين معينين بشكل خاص بسبب ما يسمى تطوير مسيّرات وطائرات عسكرية تشمل إيران، وهو ما تعارضه الصين بشدة، مضيفاً: يجب على الولايات المتحدة أن تتوقف فوراً عن قمع الشركات والأشخاص الصينيين بطريقة غير منطقية، وأكد أن الصين ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة بقوة.
وفرضت الولايات المتحدة، منذ أيام، عقوبات على 28 كياناً ومنظمة، بينها 5 شركات روسية، إضافة إلى كيانات من الصين وألمانيا وفنلندا وعُمان والإمارات العربية المتحدة وباكستان.
وتسعى الولايات المتحدة، عبر العقوبات على الكيانات والشركات المرتبطة بالتعاون الاقتصادي بين الدول التي لا تدور في فلكها، سواء التعاون التجاري أم العسكري أو الأمني، إلى الحدّ من إمكانية التنسيق المتبادل بين هذه الدول ومواجهة قدرتها على تطوير قدراتها المشتركة بشكل مستقل.
يشار إلى أنه يوجد بين الصين وإيران مصالح مشتركة، في مواجهة مخططات الولايات المتحدة الأميركية، وتعارض كلّ من الصين وإيران أي تدخل خارجي في شؤونهما وتخشيان محاولة تبديل النظام المخوّل فيهما.
المصدر: الوطن