الذكاء الاصطناعي من وجهة نظر البنتاغون
الذكاء الاصطناعي من وجهة نظر البنتاغون
على الرغم من أن الولايات المتحدة تُعد الدولة الأكثر تطوراً وانتشاراً على الصعيد العسكري التقليدي، إلا أنها لا تتصدر المشهد في الفضاء السيبراني، فهي تواجه منافسة شديدة من دول أخرى كالصين وروسيا وإيران والهند، التي أثبتت تطورها الكبير في هذا المجال، ومع التطور الكبير والسريع للتكنولوجيا يبدو أن التنافس الحربي الجديد بين الدول الكبرى هو في قدرتها على استخدام الذكاء الاصطناعي، وللحفاظ على قوتها وصدارتها كأقوى دولة في العالم، تعمل الولايات المتحدة للحفاظ على ريادتها في استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغراض العسكرية.
فكيف ينظر البنتاغون للذكاء الاصطناعي؟ وما هي خطته للتعامل مع هذا التطور التكنولوجي الجديد؟
قامت وزارة الدفاع الأميركية بإصدار سياسة «الاستخدام المسؤول للأنظمة المستقلة والذكاء الاصطناعي» لأول مرة في عام ٢٠١٢، وتعتمد هذه السياسة على ألا تكون الأسلحة الفتاكة والنووية مؤتمتة كي تبقى تحت سيطرة البشر، وحتى الآن رئيس الولايات المتحدة هو الوحيد القادر على تحريك السلاح النووي، ومنذ ذلك الوقت يقول مسؤولون في البنتاغون إن الوزارة حافظت على التزامها حتى مع تطور التكنولوجيا، ويؤكد المسؤولون أن الوزارة اعتمدت في السنوات الأخيرة على «المبادئ الأخلاقية» لاستخدام الذكاء الاصطناعي وأصدرت إستراتيجية مسؤولة للتعامل مع هذا الذكاء، وفي كانون الثاني الماضي قامت بتحديث السياسة التي صدرت عام ٢٠١٢ بشأن الاستقلالية في أنظمة الأسلحة وذلك لضمان بقائها رائدة عالمية في التطوير والنشر وفي الحفاظ على السلامة العامة أيضاً.
يرى البنتاغون أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يعطي الولايات المتحدة فائدة استراتيجية كبيرة، وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الأميركية تقوم بإدخال الذكاء الاصطناعي بسرعة في العديد من الجوانب كالوعي بميدان المعركة والإنترنت والاستطلاع والخدمات اللوجستية، إلا أنها، حسب رأيها، تضع في الاعتبار المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، ويقول البنتاغون: «نحن لا نستخدم الذكاء الاصطناعي لفرض رقابة على الأشخاص أو تقييدهم أو قمعهم أو إضعافهم».
يعكس مستوى تمويل البنتاغون الحالي للذكاء الاصطناعي احتياجاته في هذا المجال، إذ خصص البنتاغون ملياراً وثمانمئة مليون دولار للذكاء الاصطناعي وقدرات التعلم الآلي في الميزانية الدفاعية لعام ٢٠٢٤.
تّدعي وزارة الدفاع الأميركية بأن نظامها الذي أطلقته للتعامل مع الذكاء الاصطناعي هو الأفضل في العالم، لأنه يدعم الابتكار ويعكس الأخلاق والقيم الديمقراطية الأميركية، على عكس الأنظمة الأخرى التي قد نراها في الصين مثلاً، لكن الصين تؤكد اهتمامها برقابة الذكاء الاصطناعي، فلقد نقلت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية عن دبلوماسيين صينيين قولهم: إن «الصين تأخذ على محمل الجد الحاجة إلى إدارة المخاطر والتحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي»، ويبدو أن البنتاغون قد وضع الخطوط العريضة لخطته في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري والتفوق فيه.
تفوقت الآلة العسكرية الأميركية وسيطرت على العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بعد أن كانت منعزلة وراء البحار، فهل سينجح البنتاغون من خلال خطته بالاستمرار في السيطرة على العالم؟ أم إن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق على البنتاغون عبر الأتمتة؟ كما اعتدنا أن نرى في أفلام هوليوود الخيالية حيث يتفوق الإنسان الاصطناعي «فرنكشتاين» على صانعه.
المصدر: الوطن