التوتر في الشرق الأوسط واضطراب التجارة العالمية

تستمر التوترات في الشرق الأوسط والتي بدأت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول مع احتدام الصراع بين إسرائيل وحماس، وتتأثر الأوضاع في المنطقة بالهجمات على المواقع والقواعد الأمريكية، والهجمات التي يشنها اليمنيون على السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة في البحر الأحمر، والهجمات التي تشنها إيران على مواقع الإرهابيين في العراق وسورية وباكستان، وكذلك الهجوم الإسرائيلي على دمشق، الذي أدى إلى استشهاد 5 مستشارين إيرانيين في سورية وهكذا أصبح المشهد أكثر تعقيدا.

ينايِر 30, 2024 - 14:43
التوتر في الشرق الأوسط واضطراب التجارة العالمية
التوتر في الشرق الأوسط واضطراب التجارة العالمية

تستمر التوترات في الشرق الأوسط والتي بدأت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول مع احتدام الصراع بين إسرائيل وحماس، وتتأثر الأوضاع في المنطقة بالهجمات على المواقع والقواعد الأمريكية، والهجمات التي يشنها اليمنيون على السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة في البحر الأحمر، والهجمات التي تشنها إيران على مواقع الإرهابيين في العراق وسورية وباكستان، وكذلك الهجوم الإسرائيلي على دمشق، الذي أدى إلى استشهاد 5 مستشارين إيرانيين في سورية وهكذا أصبح المشهد أكثر تعقيدا. [1]

هل تزايد التوترات يؤثر على الاقتصاد العالمي؟

يمكن أن تتسبب التوترات في الشرق الأوسط في حدوث هزات في جميع أنحاء العالم، حيث تعد المنطقة موردًا مهمًا للطاقة وممرًا مهمًا للشحن. وتُعَد الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1973 والتي أدت إلى حظر النفط وتضخم مع ركود في الاقتصادات الصناعية لسنوات متتالية أوضح مثال على ذلك. بينما كان للصراعات الأخرى تأثير محدود حتى عندما كانت الخسائر البشرية مرتفعة. [2]

وفي هذا السياق، ذكرت وكالة رويترز مؤخرًا أن بداية صراع عسكري في الشرق الأوسط قد يجبر البنوك المركزية على محاربة الاتجاهات التضخمية الجديدة ويدمر أيضًا الثقة الاقتصادية التي تم بناؤها بعد خلق الأمل في كبح التضخم. [3]

الأمم المتحدة : هجمات البحر الأحمر أدت إلى ارتفاع الأسعار

حذر إيان هوفمان، رئيس وحدة اللوجستيات التجارية التابعة للأمم المتحدة والخبير التجاري في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، من ازدياد تكاليف الشحن وكذلك الارتفاع العام في الأسعار بسبب الهجمات في البحر الأحمر والحرب في أوكرانيا.

وفقاً لهوفمان، منذ أن بدأت الهجمات اليمنية على السفن في البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني، توقف اللاعبون الرئيسيون في مجالات الشحن مؤقتاً عن المرور عبر الممر المائي الحيوي، قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط ​​بالبحر الأحمر. ويعتبر هذا الممر المائي أيضًا طريقًا مهمًا جدًا لنقل الوقود والبضائع بين آسيا وأوروبا.

وأضاف هوفمان: تمكنت قناة السويس من إدارة 12 إلى 15 بالمائة من التجارة العالمية في عام 2023، لكننا نقدر أن حجم التجارة عبر هذا الممر المائي قد انخفض بنسبة 42 بالمائة في الشهرين الماضيين.

وقال أيضًا إن الهجمات في اليمن تحدث في نفس الوقت الذي تتعرض فيه طرق التجارة الرئيسية الأخرى لضغوط شديدة.

وأكد هوفمان: أن إجمالي العبور عبر قناة بنما في ديسمبر كان أقل بنسبة 36% عن العام الماضي، وأقل بنسبة 62% عما كان عليه قبل عامين. وتنقل السفن نحو 80% من البضائع في التجارة العالمية، وهذا الرقم أعلى بكثير بالنسبة للدول النامية. ولكن أزمة البحر الأحمر أدت إلى انقطاع كبير في التجارة البحرية للقمح وغيره من السلع الأساسية القادمة من أوروبا وروسيا وأوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى زيادة التكاليف التي يتحملها المستهلكون ونشوء مخاطر جسيمة تهدد الأمن الغذائي العالمي. تنطبق هذه المشكلة بشكل خاص على مناطق مثل شرق أفريقيا وجنوبها وجنوب شرق وشرق آسيا؛ المناطق التي تعتمد بشكل كبير على واردات الحبوب من أوروبا ومنطقة البحر الأسود.[4]

لماذا يتمتع الشرق الأوسط بتأثير كبير على التجارة العالمية؟

يعد الشرق الأوسط والمنطقة التي تدور فيها الحروب والصراعات الآن أحد المراكز الرئيسية لإنتاج النفط ونقله. وأي تصعيد للصراع يمكن أن يعطل طرق إمدادات النفط ويؤدي إلى انخفاض إنتاج النفط أو نقله، أو مخاوف بشأن أمن طرق إمدادات النفط، التي يمر عبرها جزء كبير من شحنات النفط العالمية. [5]

ماذا هي نتيجة التوترات المستمرة؟

يمكن أن يؤدي هذا التعطيل إلى زيادة تكاليف الإنتاج والتأثير على توافر الاحتياجات الأساسية والقدرة على تحمل تكاليفها على مستوى العالم، ونتيجة لذلك، يمكن أن يؤدي ارتفاع تكاليف الإنتاج إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود والسلع الأخرى. وفي الوقت نفسه، فإن تأثير الصراعات العسكرية على السكان المدنيين والبنية التحتية والاقتصاد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية القائمة، لأن النزوح، وتدمير البنية التحتية، وعدم الاستقرار الاقتصادي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على توافر الاحتياجات الأساسية والقدرة على تحمل تكاليفها. ونتيجة لذلك، قد ترتفع تكلفة السلع الأساسية، مما يؤدي إلى زيادة العبء المالي على الأفراد والمجتمعات. ومن المهم أن نلاحظ أن مدى هذه التأثيرات يعتمد على مدة الصراع وشدته وامتداده الجغرافي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لعوامل أخرى مثل الطلب العالمي ومستويات الإنتاج والتطورات الجيوسياسية أن تؤثر أيضًا على سعر النفط وتكلفة الضروريات الأساسية للمعيشة.

  مرضية شريفي


[1] https://fararu.com/fa/news/702531

[2] https://farhikhtegandaily.com/news/86142/

[3] https://www.magiran.com/article/4452260

[4] https://fa.alalam.ir/news/6797503/

[5] https://spnfa.ir/20231031/18412304