الاحتلال يواصل حربه على المستشفيات في غزة ويحاصر «ناصر» و«الأمل» و«الشفاء»
واصل الاحتلال الإسرائيلي أمس، عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ115، مستهدفاً المدنيين ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من المواطنين، بالتزامن مع مواصلة استهدافه الممنهج للمشافي والقطاع الصحي في قطاع غزة على حين أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنه وثق استمرار جيش الاحتلال بالوتيرة ذاتها بقتل المدنيين الفلسطينيين، بعد قرار محكمة العدل الدولية الذي يدعوه إلى منع ارتكاب أي عمل يرقى إلى «إبادة جماعية» في القطاع.
وكالة «وفا» الفلسطينية قالت: إن عشرات المواطنين استشهدوا وأصيبوا مساء أمس في قصف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.
ونقلت الوكالة عن شهود عيان أن 25 مواطناً استُشهدوا وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً في حي التفاح شرق مدينة غزة، شمال القطاع.
وقبل ذلك استُشهد 3 مواطنين، برصاص الاحتلال، خلال محاولتهم نقل جثمان شهيدة أمام مستشفى الأمل في مدينة خان يونس جنوب القطاع وفق ما نقلت «وفا» عن الهلال الأحمر الفلسطيني الذي أكد أنه لن يخلي مستشفى الأمل إلا عبر تنسيق أو ممر إنساني.
وأفادت مصادر صحفية حسب الوكالة باستشهاد مواطنين وإصابة آخرين جراء استهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية في مخيم النصيرات وسط القطاع وأن 5 مواطنين على الأقل أصيبوا بجروح إثر قصف مسيّرات إسرائيلية مستشفى العودة في مخيم جباليا شمال القطاع.
وأشارت المصادر إلى أن غارات إسرائيلية عنيفة ومتواصلة استهدفت مناطق متفرقة من مدينة خان يونس، ونسفت منازل ومنشآت وسط المدينة، في حين قصفت مدفعية الاحتلال منازل المواطنين في عدة مناطق وسط القطاع طالت منطقة جحر الديك، والأطراف الشرقية لمخيم المغازي، ومخيم البريج، وشرق مدينة دير البلح.
ولفتت «وفا» إلى أن جيش الاحتلال يواصل حصار مستشفيي ناصر والأمل لليوم الثامن على التوالي في مدينة خان يونس، وسط تكثيف الغارات الجوية والقصف المدفعي للمناطق الشرقية والغربية من المدينة.
بدوره ذكر موقع «اليوم السابع» أن دبابات الاحتلال تحاصر مستشفى الشفاء الطبي في مدينة غزة، ونقلت الإذاعة الفلسطينية أن الدبابات تطلق النيران بكثافة على المستشفى الذي اقتحمته قوات الاحتلال، وسيطرت عليه لأسابيع قبل نحو شهرين.
كما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» نقلاً عن إعلام فلسطيني، بسقوط 13 شهيداً بين النازحين بعد اقتحام قوات الاحتلال مدارس في حي الرمال.
من ناحية أخرى ووفق «اليوم السابع» أفادت وسائل إعلام باستشهاد الصحفي الفلسطيني عصام اللولو وزوجته وابنيه بقصف إسرائيلي على بلدة الزوايدة وسط القطاع.
وفي وقت سابق أمس ذكرت «وفا» أن حي الزيتون جنوب مدينة غزة، ومنطقة تل الهوى غرب المدينة شهدا فجر أمس قصفاً مدفعياً إسرائيلياً واشتباكات عنيفة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من المواطنين، بعدما استشهد 23 مواطناً بقصف إسرائيلي استهدف منزلاً غرب مخيم النصيرات، في حين استشهد نحو 14 مواطناً جراء استهداف منزل غرب الزوايدة في المنطقة الوسطى.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت أمس أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة 14 مجزرة في قطاع غزة راح ضحيتها 215 شهيداً و300 جريح.
وأوضحت الوزارة إلى أنه بذلك يرتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ115 إلى 26637 شهيداً و65387 جريحاً حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
وفي ساعة متأخرة من ليل الأحد – الإثنين قال المرصد الأورومتوسطي في موقعه الإلكتروني: إنه وبعد مرور 48 ساعة على صدور قرار محكمة العدل الدولية (يوم الجمعة الماضي) الذي ألزم كيان الاحتلال باتخاذ تدابير لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وثق مواصلة جيش الاحتلال «بالوتيرة ذاتها قتل المدنيين وتهجيرهم قسراً وتجويعهم».
وأشار «الأورومتوسطي» إلى أنه «وثق قتل الجيش الإسرائيلي لأكثر من 373 فلسطينياً، منهم 345 مدنياً، إضافة إلى أكثر من 643 إصابة، منذ صدور قرار المحكمة».
وقال: إن «إسرائيل تواصل تجاهل قرار المحكمة الأعلى في العالم، وانتهاك التزاماتها الدولية، بما في ذلك قواعد ومبادئ القانون الدولي، بإصرارها على الاستمرار في ارتكاب انتهاكات جسيمة ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين».
وأوضح أنه إلى جانب عمليات القصف الإسرائيلي التي لا تتوقف، بما فيها تدمير منازل سكنية على رؤوس ساكنيها وقتل النازحين قسراً بعد ترويعهم واستجابتهم لأوامر إخلاء إسرائيلية غير قانونية، فإن إسرائيل تواصل هجومها على ما تبقى من النظام الصحي في غزة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي استمر في تدمير مربعات سكنية كاملة مع تعذر حصر دقيق لهذا التدمير، إلى جانب تدمير جميع المباني بعمق يتراوح بين 1000 – 1500 متر من السياج الحدودي شرق قطاع غزة، بهدف إقامة منطقة عازلة تقتطع أكثر من 15 بالمئة من مساحة قطاع غزة.
المصدر: الوطن