الاحتلال الصهيوني يستهدف مشفى «العودة» ونحو 200 شهيد خلال 24 ساعة

في إطار عدوانه الوحشي العنيف المتواصل منذ أكثر من شهر ونصف الشهر واصل العدو الإسرائيلي قصفه غير المسبوق براً وبحراً وجواً، فيما أعلنت المقاومة الفلسطينية فجر أمس التوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية لمدة 4 أيام، يتضمن وقف إطلاق النار من الطرفين والأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتحركات آلياته، كما يشمل إطلاق سراح 50 محتجزاً لدى المقاومة مقابل إفراج الاحتلال عن 150 أسيراً فلسطينياً، على حين أعلنت حركة حماس أن تنفيذ الاتفاق يبدأ صباح اليوم الخميس.

في الغضون نقلت وكالة «وفا» الفلسطينية عن مصادر طبية، أن طائرات الاحتلال قصفت منازل مأهولة وسط القطاع بعد منتصف ليل الأربعاء، ما أدى إلى ارتقاء 41 شهيداً، وإصابة العشرات في حين لا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض، موضحة أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني انتشلت أكثر من 30 شهيداً، وعدداً من الجرحى، عقب قصف استهدف فجر أمس 10 منازل في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

كما استُشهد 10 مواطنين على الأقل، وأصيب عدد آخر في استهداف طائرات الاحتلال منزلين في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، و15 مواطناً على الأقل من بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون بجروح، بقصف طائرات الاحتلال لستة منازل في حي الصبرة، إضافة إلى قصفها خمسة منازل في حيي الدرج والتفاح بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين، وإصابة آخرين، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.

وفي السياق، استُشهد عشرات المواطنين، وأصيب آخرون بجروح، نتيجة قصف خمسة منازل في حي الرمال، ومنزلين في مخيم الشاطئ، وعدد من المنازل في تل الهوى والشيخ عجلين.

في شمال القطاع قصفت طائرات الاحتلال وفق «وفا» أربعة منازل في جباليا، و10 بنايات سكنية في محيط المستشفى الإندونيسي، وثلاثة منازل في بيت حانون، ما أدى إلى استشهاد 25 مواطناً، أغلبيتهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات، في حين لا يزال هناك آخرون تحت الركام.

وفي وسط القطاع قصفت طائرات الاحتلال منزلاً على رؤوس ساكنيه، ما أدى إلى استشهاد العشرات، وإصابة آخرين، بالتزامن مع استهدافها عدداً من المنازل في المغازي، والبريج، ومخيم النصيرات، وسط حديث عن عشرات الشهداء والجرحى.

جنوب القطاع، قصفت طائرات الاحتلال منازل في المنطقتين الشرقية والغربية بخان يونس، ما أسفر عن استشهاد العشرات، وإصابة آخرين بجروح، في حين لا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض، في وقت استُشهد تسعة مواطنين، وأصيب العشرات، نتيجة قصف طائرات الاحتلال منزلاً برفح جنوب القطاع.

وأفاد نازحون من شمال غزة إلى الجنوب، وفق الوكالة بأن قوات الاحتلال اعتقلت مساء أمس عدداً من الجرحى النازحين من المستشفى الإندونيسي شمال القطاع إلى مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس جنوب القطاع، بعد التنكيل بهم، وإجبارهم على الزحف مسافة طويلة.

بدورها ذكرت قناة «الميادين» بأن غارات طائرات الاحتلال تركّزت في الساعات الأخيرة على وسط قطاع غزة، مشيرة إلى أن المستشفى الإندونيسي لا يزال محاصراً بينما نيران الاحتلال تستهدف كل من يتحرك في محيطه.

ولفتت إلى أن نحو 200 شهيد وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ24 الماضية، موضحة أن جثامين 111 شهيداً نقلت من محافظات غزة والشمال لدفنهم في مقبرة جماعية في خان يونس جنوبي القطاع.

يأتي ذلك في وقتٍ تشهد المستشفيات في غزة كارثة طبية بسبب خروج معظمها من الخدمة، وخصوصاً في الشمال، في ظل انقطاع الوقود والمستلزمات الطبية.

في الاثناء ذكرت «وفا» أن ثلاثة أطفال خدج استشهدوا في مستشفى كمال عدوان شمال القطاع إثر انقطاع الكهرباء الناتج عن نفاد الوقود، وعدم القدرة على تشغيل محطة الأكسجين.

بدوره أكد مدير مستشفى «العودة» شمال القطاع أحمد مهنا، إخلاء المستشفى تماما، وذلك بعد استهداف قوات الاحتلال قسم الجراحة واستشهاد ثلاثة من أطبائها وعامل وذلك وفق ما ذكرت قناة «سكاي نيوز عربية».

ونقلت القناة عن مهنا قوله «إن القصف الإسرائيلي جاء دون تحذير أو تنبيه بالإخلاء، حيث استهدف مبنى الجراحات والعظام في المستشفى؛ ما أسفر عن استشهاد أطباء وعامل، فضلاً عن إصابة العديد من الممرضات.

في الأثناء، ذكرت وكالة «سبوتينك» الروسية أن جيش الاحتلال أصدر بياناً وجه من خلاله نداء عاجلاً إلى سكان مدينة غزة، بضرورة إخلاء منازلهم والتوجه من مناطق القطاع في الشمال نحو جنوبه.

وقال: «إلى سكان مدينة غزة وبالأخص أحياء البلدة القديمة جباليا والشجاعية، نحثكم على ضرورة إخلاء مناطق سكنكم بشكل فوري حفاظًا على سلامتكم»، مضيفاً: «نحثكم على الإخلاء بشكل عاجل لأن بقاءكم هناك خطير».

وأوضح أنه على سكان الأحياء المذكورة أن يسلكوا طريق «صلاح الدين»، حتى الساعة الرابعة (16:00) مساء، للوصول إلى جنوب وادي غزة وللمنطقة الإنسانية وفق زعمه.

وأول من أمس أعلن المكتب الإعلامي في غزة في بيان ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 14128 شهيداً بينهم 5840 طفلاً و3920 امرأة والإصابات إلى 33 ألفاً، 75 بالمئة منهم من الأطفال والنساء.

المصدر: الوطن