«الأوروبي» لن يسحب جنوده من القوة الأممية... وفرنسا تمنع شركات إسرائيلية من المشاركة بمعرض عسكري
مع تصاعد حدة التصريحات الفرنسية المنددة بتسعير الكيان الإسرائيلي حربه على غزة ولبنان واستهدافه قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان «يونيفيل»، تزايدت الدعوات الغربية إلى فرض عقوبات على صادرات الأسلحة إلى الكيان، في حين كشفت مجلة «فورين بوليسي إن فوكس» الأميركية أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تؤكد اتساع الخلاف بين إسرائيل وبعض حلفائها الغربيين التقليديين مع تصاعد الصراع.
مع تصاعد حدة التصريحات الفرنسية المنددة بتسعير الكيان الإسرائيلي حربه على غزة ولبنان واستهدافه قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان «يونيفيل»، تزايدت الدعوات الغربية إلى فرض عقوبات على صادرات الأسلحة إلى الكيان، في حين كشفت مجلة «فورين بوليسي إن فوكس» الأميركية أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضد رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تؤكد اتساع الخلاف بين إسرائيل وبعض حلفائها الغربيين التقليديين مع تصاعد الصراع.
وفي التفاصيل، دعا الرئيس التشيكي بيتر بافل، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوقف الحروب والصراعات التي يمر بها العالم، مشيراً إلى أن واجب القوى العالمية الرئيسة استخدام إمكانياتها لإحلال السلام والتعاون الدولي، كما أن نشر المعلومات المضللة يسبب الكراهية ويقوض وحدة المجتمعات.
بدورها، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني فرض قيود صارمة على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، ونقلت وكالة «نوفوستي» عن ميلوني قولها في مجلس الشيوخ بالبرلمان الإيطالي أمس: «بعد بدء العملية الإسرائيلية في قطاع غزة، علقت الحكومة على الفور إصدار كل التراخيص الجديدة لتصدير المنتجات العسكرية إلى إسرائيل»، مشيرة إلى أنه لم يتم تنفيذ العقود الموقعة بعد السابع من تشرين الأول من العام الماضي، وبيّنت أن «مواقف إيطاليا أكثر صرامة وأكثر تقييداً من تلك التي يطبقها الشركاء في فرنسا وألمانيا وبريطانيا».
من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونين، الاتحاد الأوروبي إلى فرض مزيد من العقوبات على إسرائيل، على خلفية تصعيدها التوتر في منطقة الشرق الأوسط، وفي تصريحات صحفية أمس نقلها موقع «فنلندا بالعربي»، لفتت فالتونين إلى أنه يجب اتخاذ خطوة واضحة ضد إسرائيل بعد تصعيدها التوتر في المنطقة، كما أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مستوطنين اغتصبوا أراضي فلسطينية، عام 2024، يمكن توسيعها لتشمل مسؤولين إسرائيليين أيضاً.
من جهتها، أكدت وزيرة الدولة لشؤون التنمية في وزارة الخارجية البريطانية أنيليز دودز أن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستوى لا يطاق، معربة عن قلقها بشأن الاكتظاظ والأوضاع الصعبة التي يعيشها النازحون في المناطق التي زعمت إسرائيل أنها آمنة، ونقلت وكالة «رويترز» عن دودز قولها خلال جلسة للبرلمان البريطاني أمس: «إن قطاع غزة برمته يواجه الجوع الشديد المتزايد يوماً بعد يوم، فضلاً عن الافتقار للخدمات الأساسية، ومياه الشرب النظيفة، والمأوى والخدمات الصحية، وأن الوضع سيكون أكثر صعوبة خلال أشهر الشتاء، كما أنه من غير المقبول أن تمنع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة».
في الغضون، أشار وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ إلى أن دول الاتحاد الأوروبي المساهمة في قوة «يونيفيل» ليست لديها نية بسحب جنودها من جنوب لبنان رغم دعوات إسرائيل للقيام بذلك، وقال: «إنهم هناك ليبقوا، لكن أمن وسلامة قواتنا أمر بالغ الأهمية ويجب ضمانه من الجميع»، لافتاً إلى أن الهجمات من إسرائيل على مواقع قوات حفظ السلام تعد انتهاكاً للقانون الدولي، حسب وكالة «رويترز».
في السياق، كشفت مجلة «فورين بوليسي إن فوكس» الأميركية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يواجه حقيقة غير مريحة بالنسبة له، مفادها أن «تمهيد الطريق إلى السلام في غزة لا يمكن بمزيد من الأسلحة لإسرائيل»، مشيرة إلى أن تصريحات ماكرون تؤكد اتساع الخلاف بين إسرائيل وبعض حلفائها الغربيين التقليديين مع تصاعد الصراع، كما عكست الحاجة الملحة إلى التحول بعيداً عن التصعيد العسكري.
وأوضحت المجلة أن موقف ماكرون يشير إلى اعتراف متزايد بين القادة الأوروبيين بأن عمليات إسرائيل دخلت عالم العدوان المفرط وغير المقيد، مشددة على أن التباعد الدبلوماسي الذي يتبناه ماكرون قد يمثل بداية لتحول أوسع في موقف أوروبا تجاه الحملات العسكرية الإسرائيلية.
بدورها، ذكرت صحيفة «لا باريزيان» الفرنسية ما قاله ماكرون متوجهاً إلى نتنياهو: «عليه ألا ينسى أن إسرائيل تأسست بعد قرار الأمم المتحدة»، وذلك على خلفية الهجوم الإسرائيلي على قوات «يونيفيل» في لبنان، في حين رد نتنياهو بالقول: «إن الأمم المتحدة أصدرت مئات القرارات ضد إسرائيل، والغرض منها هو إلغاء وجودها»، مؤكدة أن هذه التصريحات المتبادلة بين ماكرون ونتنياهو تُضاف إلى التوترات المتزايدة بين فرنسا وإسرائيل.
وفيما يؤكد على التوتر المتنامي في علاقات باريس مع تل أبيب، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء أمس، عن مصدرين مطلعين أن فرنسا منعت شركات إسرائيلية من المشاركة في معرض تجاري بحري عسكري مرتقب.
وحظرت باريس مشاركة الشركات الإسرائيلية في معرض تجاري عسكري خلال وقت سابق من العام الحالي، وقالت وزارة الحرب الإسرائيلية في ذلك الوقت: إن الظروف ليست مناسبة للشركات للمشاركة بينما يدعو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «إسرائيل إلى وقف العمليات في غزة».
ووصف وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت قرار ماكرون منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض للأسلحة البحرية بأنه «عار»، وقال على موقع التواصل إكس: «سنواصل الدفاع عن أمتنا في مواجهة الأعداء على سبع جبهات مختلفة، والقتال من أجل مستقبلنا، مع فرنسا أو بدونها».
المصدر: الوطن