الأسد من موسكو .. إصرار على شروط دمشق اتجاه أنقرة
مفاجئة من حيث التوقيت، زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين.
تأتي في وقت تشهد المنطقة ككل نوعا من الانفراجات في العلاقات بين الدول، ولو كانت تصنف ضمن خانة "الخطوات المتواضعة".
طبيعة الوفد الذي رافق الرئيس السوري كانت ملفتة لجهة مرافقة وزير الدفاع السوري له وعقد اجتماعات على المستوى العسكري. لكن ما صرح به الرئيس السوري حول أنقرة وإمكانية اللقاء بالرئيس التركي، يبين أن دمشق لا زالت في مرحلة "التروي".
أشار الرئيس السوري بوضوح إلى أنه ما لم يتم انسحاب القوات التركية، ووقف أنقرة دعم التنظيمات الإرهابية، فلا لقاء مع نظيره التركي.
ما يعطي إشارات على أن دمشق لا زالت "تزين" خطواتها، هو ما سربته وسائل اعلام تركية عن تأجيل اللقاء الرباعي السوري التركي الايراني الروسي الذي كان مزمعا انعقاده في موسكو يومي 15 و 16 الشهر الجاري، دون تحديد موعد جديد له، وتبرر التأجيل بأسباب فنية دون الافصاح عنها.
مؤشر تأجيل اللقاء الرباعي، إضافة إلى ما صرح به الرئيس السوري لقناة "روسيا اليوم"، يعطي إشارة إلى فحوى أو مضمون ما بحثه الرئيس السوري في موسكو. ويبدو أن دمشق لا زالت تتلمس مناورة تركية يمارسها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه، وترتبط بالانتخابات الرئاسية المقبلة، فالأخير يحاول قطف لقاء نظيره السوري او اعادة شيء من العلاقات والحديث عن اعادة اللاجئين، لتوظيفه في معركته بوجه خصومه.
صحيح أن دمشق تعاني اقتصاديا ما يشكل عاملا ضاغطا عليها، لكن ذلك لا يعني تقديم شيء لأنقرة دون مقابل، فإلى جانب شرطي الرئيس السوري، يتصدر مشهد اعادة العلاقات الاقتصادية المشهد، وهنا ربما تتلمس دمشق يدا شبه فارغة تمدها أنقرة، لاعتبار أن الأخيرة لا يمكنها تخطي الخطوط الحمر الأميركية في هذا الصدد.
ما يبين الترابط بين مختلف المسائل، الزيارات الأميركية الأخيرة إلى المنطقة، والتي أخذت طابعا عسكريا، وما سرب مؤخرا عن زيارات دبلوماسية إلى أنقرة حول انفتاح الأخيرة اتجاه دمشق، وكذلك ما صرحت به الخارجية الأميركية قبل يومين عن ثبات واشنطن على موقفها لعدم التطبيع مع الدولة السورية، بل وعدم التشجيع على تبطيع الدول في المنطقة مع "نظام الأسد"، كما ورد في بيانها.
المؤشرات تبين أن دمشق تقرأ الأمور بواقعية، وهي تعرف أن مكمن المشكلة هو بالموقف والخطوات الأميركية، لذلك تسعى إلى تحصيل ضمانات من أنقرة تسبق أي خطوات عالية المستوى لإعادة العلاقات.
خليل نصر الله