إنقسام أوروبي بشأن التعامل مع الصين
عقب كلمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ بخصوص ضرورة أن ينأى الاتحاد الأوروبي بنفسه عن سياسات تدخل البيت الأبيض في منطقة شرق آسيا، وخاصة تايوان تبنت السلطات الأوروبية مواقف متعددة ومشرذمة.
حيث أعلن بوريل أن تايوان ذات أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة لأوروبا ، وهو بيان قوبل برد فعل من بكين التي يرى العديد من المتابعين للشأن الدولي إنها تستعد لهجوم والاستيلاء الكامل على جزيرة تايوان. دون شك لم تذكر السلطات التايوانية بشكل أساسي الأعمال الاستفزازية لتايبيه في البيئة المحيطية لبكين وإجراء مناورات مشتركة بين تايوان وأمريكا!
التدخلات التصعيدية
من الواضح أنه في مثل هذه الحالة لا يمكن للصين أن تكون غير مبالية بالوضع الحالي في تايوان خاصة وأن جهات فاعلة مثل بريطانيا وأستراليا فتحت أبوابها لتايوان في نفس الوقت مع واشنطن وبتوجيه من الجيش والأمن الأمريكي. والنزاع في تايوان تحت تأثير هذه التدخلات التصعيدية.
حيث أفصح جوزيف بوريل الذي توجه إلى ستراسبورج لحضور اجتماع للبرلمان الأوروبي للصحفيين إن “تايوان ذات أهمية حيوية بالنسبة لأوروبا”. هذا المضيق هو المنطقة البحرية الأكثر استراتيجية في العالم، وخاصة للتجارة مؤكداً ان الاتحاد الاوروبي يعارض اخلاقيا اي عمل عسكري ضد تايوان “.
التدخل الأوروبي في تايوان
وشدد بوريل على التدخل الأوروبي في تايوان، وقال: “إن أي تهديد وعمل عسكري ضد تايوان ستكون له عواقب استراتيجية خطيرة على الاتحاد الأوروبي”. “السلام والاستقرار في تايوان بالنسبة للاتحاد الأوروبي جزء من الخطة الإستراتيجية للاتحاد الأوروبي لضمان السلام والدفاع عن مصالحه”.
يتبادر إلى الذهن الكثير من الالتباسات فيما يتعلق بمواقف بوريل. إذا كان إحلال السلام والاستقرار في تايوان أولوية إستراتيجية للاتحاد الأوروبي، فلماذا يتدخل باستمرار في تايبيه إلى جانب واشنطن ؟! أبعد من ذلك؛ إذا حدثت أزمة في تايوان واندلعت حرب في تايوان (بين الصين وتايوان) تحت تأثير التدخل الأمريكي، فهل ستبقى معارضة الاتحاد الأوروبي لهذه القضية في أبعاد سياسية، أم أنها ستشهد إرسال معدات عسكرية و فرض عقوبات اقتصادية على غرار الحرب في أوكرانيا)؟ لا يمكن إنكار أن الاتحاد الأوروبي ليس لديه القدرة على الدخول في صراع جديد في عالم السياسة بسبب النفقات غير المسؤولة التي أوجدها لنفسه في الحرب في أوكرانيا ، خاصةً أن الطرف الرئيسي في هذا الصراع هو الصين الشريك الاقتصادي للاتحاد الأوروبي.
المواقف الأوروبية المتخبّطة وضعت واشنطن في موقف صعب وهي التي تحاول تكثيف الضغوط على حلفائها للإنخراط في الصراع الذي تحاول الولايات المتحدة إشعاله في شرق آسيا لا سيما ضد الصين.